كيف يستطيع قلب الانسان ان يتحمل كل الام الحياة ومتاعبها؟ كيف يستطيع ان يتحمل ساعات
الفراق والبعد المضنية؟ لا عزاء لهذا القلب الصغير المجروح سوى ان ينبض لذكرى الحبيبي الذي
ذهب بعيدا، دون ان يعرف ماذا فعل بقلب من يحبه، وحجم الالام التي ذاقها القلب
جراء البعد والقطيعة.
كيف يستطيع الانسان استرجاع حبيب كان قد فقده؟ تقول الحكمة اطلق ما تظنه ملك الى
البعيد ان كان لك فانه سوف يعود مهما طال به الزمن ومهما كانت طريق العودة
شاقة، وان لم يكن لك فلا تظن انه سوف يرجع اليك لانه حتما ذهب لموطنه
الاصلي.
ولكن على الانسان ان يعرف جيدا اذا ما خسر عزيزا على قلبه لماذا خسره، ومالذي
جعله يبتعد عنه، وهل ارتكب خطا ما بحقه ، او بحق احد يهتم لامره، وان
كان بالامكان اصلاح هذا الخطا والتراجع عنه فعليه ان يعمل جاهدا ليكفر عنه ويصلح ما
خطاه، ويقدم وعودا وضمنات لشريكه او حبيبه انه لن يكرر هذا ابدا، ولربما بعد هذا
كله ان يعود اليه. لكن اغلب المحبين تقتلهم مشاعر الكبرياء، والعند ، والتمسك بالراي، وحب
الذات، وقد يتعنتون ولا يعترفون باخطائهم فيصبح الفراق والبعد فرض عليهم ان يتحملوا عذابه لانهم
لم يستطيعوا ان يقدموا تنازلات لمن يحبون.
قصيدة جميلة تتكتبها انامل ترتجف من الالم والخوف، لا تريد شيئا، كل ما تريده هو
ان تقول ما في يعتلي قلب صاحبتها من الم وحزن