بدا الامام الشافعي في اول امره يطلب الشعر والادب و التاريخ ، ثم توجه الى
الفقه والحديث ،وكان حاد الذكاء قوي الحافظه فصيح اللسان بليغ الحجة في لغة العرب عاش
فترة من صباه في بني هذيل فكان لذلك اثر واضحا على فصاحته وتضلعه في اللغة
والادب والنحو . و اضافة الى العلم الغزير الذي تركه الشافعي و صار مذهبا من
المذاهب الاربعة ، فقد عرف عنه كتابة الشعر و حفظه و قد تميز شعره بكونه
شعرا تامليا يحتوي على معاني و حكم عظيمة.
لا يدرك الحكمة من عمره يكدح في مصلحة الاهل
ولا ينال العلم الا فتى خال من الافكار والشغل
لو ان لقمان الحكيم الذي سارت به الركبان بالفضل
بلي بفقر وعيال لما فرق بين التبن والبقل
اذا اصبحت عندي قوت يومي فخل الهم عني يا سعيد
ولا تخطر هموم غد ببالي فان غدا له رزق جديد
اسلم ان اراد الله امرا فاترك ما اريد لما ما يريد
لا تاسفن على غدر الزمان لطالما رقصت على جثث الاسود كلاب
لاتحسبن برقصها تعلو على اسيادها تبقى الاسود اسودا والكلاب كلاب
تموت الاسود في الغابات جوعا ولحم الضان تاكله الكلاب
وذو جهل قد ينام على حرير وذو علم مفارشه التراب
الدهر يومان ذا امن وذا خطر والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
اما ترى البحر تعلو فوقه جيف وتستقر باقصى قاعه الدرر
وفي السماء نجوم لا عداد لها وليس يكسف الا الشمس والقمر
عليك بتقوى الله ان كنت غافلا *** ياتيك بالارزاق من جيث لاتدري
فكيف تخاف الفقر والله رازقا *** فقد رزق الطير والحوت في البحر
ومن ظن ان الرزق ياتي بقوة *** ما اكل العصفور من النسر
نزول عن الدنيا فانك لا تدري *** اذا جن ليل هل تعش الى الفجر
فكم من صحيح مات من غير علة *** وكم من سقيم عاش حينا من الدهر