السعادة شعور داخلي يحسه الانسان بين جوانبه يتمثل في سكينة النفس ، وطمانينة القلب ،
وانشراح الصدر ، وراحة الضمير والبال نتيجة لاستقامة السلوك الظاهر والباطن – المدفوع بقوة الايمان
.
الشواهد على ذلك من الكتاب والسنة :
1/ قال الله تعالى : ((من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه
حياة طيبة))
2 / وقال تعالى : ((فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقي ومن اعرض عن
ذكري فان له معيشة ضنكا))
3 / وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم 🙁 ليس الغنى عن كثرة المال
ولكن الغني غني النفس )
السعادة ليست في الماديات فقط :
ان السعادة في المنظور الاسلامي ليست قاصرة على الجانب المادي فقط ، وان كانت الاسباب
المادية من عناصر السعادة . ذلك ان الجانب المادي وسيلة وليس غاية في ذاته لذا
كان التركيز في تحصيل السعادة على الجانب المعنوي كاثر مترتب على السلوك القويم .
وقد تناولت النصوص الشرعية ما يفيد ذلك ومنها :
ا/ قال الله تعالى: (( والانعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تاكلون . ولكم
فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون ))
ب/ وقال الله تعالى : (( قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات
من الرزق قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة ))
ج/ وقال صلى الله عليه وسلم: ( من سعادة ابن ادم : المراة الصالحة والمسكن
الصالح والمركب الصالح )
الاسلام يحقق السعادة الابدية للانسان :
لقد جاء الاسلام بنظام شامل فوضع للانسان من القواعد والنظم ما يرتب له حياته الدنيوية
والاخروية وبذلك ضمن للانسان ما يحقق له جميع مصالحه الدنيوية والاخروية ، فقد جاء الاسلام
للحفاظ على المصالح العليا والمتمثلة في الحفاظ على: النفس والعقل والمال والنسل والدين فالسعادة في
المنظور الاسلامي تشمل مرحلتين :
1/ السعادة الدنيوية : فقد شرع الاسلام من الاحكام ووضح من الضوابط ما يكفل للانسان
سعادته الدنيوية في حياته الاولى, الا انه يؤكد بان الحياة الدنيا ليست سوي سبيل الى
الاخرة،، وان الحياة الحقيقية التي يجب ان يسعى لها الانسان هي حياة الاخرة قال الله
تعالى :((من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة)) وقال تعالى:
((وابتغ فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا)) وقال تعالى: (( فما
متاع الحياة الدنيا في الاخرة الا قليل))
2/ السعادة الاخروية : وهذه هي السعادة الدائمة الخالدة ، وهي مرتبة على صلاح المرء
في حياته الدنيا قال الله تعالى: (( الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا
الجنة بما كنتم تعملون )) وقال تعالى : (( للذين احسنوا في هذه الدنيا حسنة
ولدار الاخرة خير ولنعم دار المتقين))
الحياة الدنيا ليست جنة في الارض :
لقد حدد الاسلام وظيفة الانسان في الارض بانه خليفة فيها يسعى لاعمارها وتحقيق خير البشرية
ومصالحها التي ارتبطت بالارض الا ان هذا الاعمار وتحصيل المصالح تكتنفه كثير من الصعاب ويتطلب
من الانسان بذل الجهد وتحمل المشاق في سبيل ذلك كما ان الحياة ليست مذللة سهلة
دائما كما يريدها الانسان ويتمناها بل هي متقلبة من يسر الى عسر ومن صحة الى
مرض ومن فقر الى غنى او عكس ذلك وهذه ابتلاءات دائمة يتمرس عليها الانسان في
معيشته فيحقق عن طريقها المعاني السامية التي امر بها من الصبر وقوة الارادة والعزم والتوكل
والشجاعة والبذل وحسن الخلق وغير ذلك وهذه من اقوى اسباب الطمانينة والسعادة والرضا قال الله
تعالى : (( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين
الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون . اولئك عليهم صلوات من
ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون )) وقال صلى الله عليه وسلم : ( عجبا لامر
المؤمن فان امره كله خير فان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء
صبر فكان خيرا له)