الاسلام دين الرحمة

الاسلام دين الرحمة efe660ec3720e9a065d78c47b20b8ebb

لم تعرف البشريه كلها دينا كالاسلام فصفاء عقيدته،
وسماحه شريعته،
وقوه حجته،
حتي دخل الناس به افواجا،
وصار للبشريه سراجا و هاجا،
فتح الله بنور كتابة اعينا عميا و قلوبا غلفا و اذانا صما،
فهو كما قال سبحانه: {نور و كتاب مبين،
يهدى فيه الله من اتبع رضوانة سبل السلام و يظهرهم من الظلمات الى النور باذنة و يهديهم الى صراط مستقيم} (المائده :15- 16 ).

وان من محاسن ذلك الدين – و محاسنة جمه – و من اصولة التي دعا اليها و رسخها: انه دين الرحمه بكل صورها،
ودين الوسطيه و مجانبه الغلو،
ودين الاصلاح و محاربه الافساد فالارض.

وان اضر شيء على الاسلام قلب مفاهيمه،
ومحاوله تشوية اصولة و اسسة و قيمة الراسخه الثابتة،
فمتي كان الفساد و الافساد جهادا؟
ومتي كان الغلو دينا؟
ومتي كان القتل و الترويع و الحرق و الهدم فاسلامنا شرعه و منهاجا؟

ان اهل البدع،
من التنظيمات الدينيه السريه الباطنيه الاخوانيه المفلسه من الدين و العلم على اختلاف اشكالهم و تنوع صورهم،
وتعدد اسمائهم و مناهجهم،
اسهموا قديما و حديثا فتشوية صورة الاسلام النقيه الصافية،
فكانوا معول هدم فالاسلام،
طعنوة من الداخل،
وهددوا حصونه،
وكانوا فكل زمان جسرا يعبر عليه اعداء الامه الاسلاميه الطامعين،
ان العدو الباطن المختفى فالصفوف و الذي يلبس لباس الاسلام،
ويتسربل بسربال التقوى،
ويتزيي بزى الاصلاح تمويها و تلبيسا لهو اشد خطرا على الاسلام من العدو الظاهر المحتل.

انهم كما و صفهم النبى صلى الله عليه و سلم بقوله: “دعاه على ابواب جهنم،
من اجابهم اليها قذفوة فيها”.
قالوا صفهم لنا.
قال: “هم من جلدتنا و يتكلمون بالسنتنا” رواة البخاري.

ايها المسلمون:

وان قصة التشوية المقصود،
والاساءه المتعمدة لهذا الدين ذات فصول مستمرة،
وما زالت تحث الخطا نحو تحقيق اهدافها الدنيئة،
قصة يكتب فصولها كفره حاقدون،
ويستعمل لتحقيقها – قديما و حديثا – مبتدعه اثمون،
واشياخ سوء مفسدون ما جورون،
ولكن يابي الله و المؤمنون ان يستمر ذلك المخطط الدنيء،
فان الامه الاسلاميه على و هنها ما زالت حية،
وستقف لهذه الفئه المارقه و اعوانها و انصارها و قفه الامه المجاهده بالحجه و البيان،
والسيف و السنان.

واننا اليوم لنشهد فصلا جديدا من فصول قصة التشوية للاسلام الحنيف،
لكنة فصل دام لم تشهد الامه الاسلاميه فبحر عثراتها له مثيلا،
انة فصل ابطالة جماعة ارهابيه غاليه ما رقه من الدين،
خرجت من رحم تنظيم الاخوان الارهابي،
وتطورت لتشكل نسخه معدله من تنظيم القاعده الارهابي،
انها داعش و ما ادراك ما داعش؟
خوارج العصر،
الغلاه المستبيحون للدماء و الاموال و الاعراض،
قوم بهت و سوء،
وغدر و غيله و مكيدة،
كفروا الاخيار،
واستعبدوا الاحرار،
وتحالفوا مع الاشرار،
وقتلوا النساء و الاطفال و الابرار،
وتماهوا كثيرا فو سائل التعذيب المرعبة،
واساليب القتل المروعة،
شذوا عن المسلمين قولا و عملا و اعتقادا،
فيا لله!
كم من اسرة يتموها؟
وكم من امرأة اثكلوها؟
وكم من مخدره عفيفه اغتصبوها!
وكل هذا باسم الاسلام و الجهاد!
ووالله انهم كذابون افاكون متخرصون،
وللاسلام مدعون،
وعن الصراط لناكبون،
ولنصوص الوحيين محرفون.

انهم غلاه قساه القلوب جفاه الطباع،
لا يرعون لذى حرمه حرمة،
ولا يرقبون فمؤمن الا و لا ذمة،
لا تعرف الرحمه لقلوبهم طريقا،
ولا تجد الرافه لنفوسهم مسلكا،
قلوبهم على سواد البدع موصدة،
وعيونهم عن ابصار الهدي مغلقة،
وعقولهم عن و عى الحقيقة مقيدة.
ان بين هؤلاء و بين الشريعه السمحه مفاوز و قفارا،
وان من مبانى شريعه الاسلام التي تنكبها هؤلاء الافاكون الاغرار الرحمه و التراحم،
وقد سمي الله نفسة فالقران الكريم ب(الرحمن) فخمسه و اربعين موضعا،
وسمي نفسة الرحيم فاربعه و ثلاثين موضعا،
وقال فكتابة الكريم: {ورحمتى و سعت جميع شيء} الاعراف: 156.
 وفى الصحيحين،
يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم: (لما قضي الله الخلق كتب كتابا فهو عندة فوق عرشه: ان رحمتى سبقت غضبي).
وفى روايه (غلبت غضبي).

والنبى صلى الله عليه و سلم ارسلة الله رحمه للعالمين،
فقال سبحانه: {وما ارسلناك الا رحمه للعالمين} (الانبياء : 107 ).

وقال: {لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم} (التوبه : 128 ).

وقال صلى الله عليه و سلم: “يا ايها الناس انما انا رحمه مهداة” [الصحيحة 490].

وقال ايضا: “من لا يرحم،
لا يرحم،
ومن لا يغفر لا يغفر له،
ومن لا يتب لا يتب عليه” اخرجة الطبرانى عن جرير و صححة الالباني.

ويقول ايضا: “ان الله لم يبعثنى معنتا و لا متعنتا و لكن بعثنى معلما ميسرا” [رواة مسلم].

وقال لرجل لا يقبل صبيانه: “او املك لك ان نزع الله من قلبك الرحمة؟!”.
متفق عليه.

وكان يوصى امراء سراياة و بعوثة بقوله: ” اغزوا و لا تغلوا و لا تغدروا،
ولا تمثلوا و لا تقتلوا و ليدا …”.
اخرجة احمد و مسلم عن بريده رضى الله عنه.

وفى روايه قال: “لا تقتلوا شيخا فانيا،
ولا طفلا صغيرا،
ولا امراة،
ولا تغلوا … و اصلحوا و احسنوا فان الله يحب المحسنين” .

رواة ابو داود.

لقد قست قلوبهم فهي كالحجاره او اشد قسوة،
حتي قتلوا هذا الطيار المجاهد حرقا بالنار،
التى لا يعذب فيها الا ربها،
كيفية بشعة شنيعة تنم عما فقلوب هؤلاء القوم من الحقد على الاسلام و اهله،
والتعطش للقتل و الدماء،
والجراه على حدود الشرع.

والله تعالى يقول: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤة جهنم خالدا بها و غضب الله عليه و لعنة و اعد له عذابا عظيما} (النساء : 93 ).

بل ذهب الاسلام الى ابعد من ذلك،
فلم يتوقف عند تحريم قتل النفس المؤمنة،
بل حرم الافساد فالارض بقتل اي نفس بغير و جة حق،
فقال سبحانه: {انة من قتل نفسا بغير نفس او فساد فالارض فكانما قتل الناس جميعا و من احياها فكانما احيا الناس جميعا} (المائده : 32 )

وحرم الاسلام الاعتداء على من امنة المسلمون من اهل الذمه و العهود و المواثيق،
فقال صلى الله عليه و سلم: ” من قتل معاهدا لم يرح رائحه الجنة،
وان ريحها ليوجد من مسيره اربعين عاما”.
(رواة البخاري).

فاى و رطه تورط فيها هؤلاء القتلة،
واى حفره تردي فيها اولئك السفلة،
بعد ان اصبح القتل لهم شرعه و منهاجا،
يقول ابن عمر رضى الله عنهما: “ان من و رطات الامور التي لا مخرج لمن اوقع نفسة فيها: سفك الدم الحرام بغير حله” (رواة البخاري).

وما ذنب معاذ الكساسبه – رحمة الله و كتبة فالشهداء – عند هؤلاء الخوارج الا انه لبي نداء الشرع للذود عن عقيدتة و دينه،
ووطنة و امته،
ضد هذي الفئه المارقه من الدين،
التى امر الشرع بقتالها،
واجمع علماء الاسلام على ضروره قتالها؛
امتثالا لامر النبى صلى الله عليه و سلم الذي بين اوصاف الخوارج و خطرهم فاحاديث كثيرة،
منها قوله صلى الله عليه و سلم: ” سيخرج قوم فاخر الزمان،
حداث الاسنان،
سفهاء الاحلام،
يقولون من خير قول البرية،
لا يجاوز ايمانهم حناجرهم،
يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية،
فاينما لقيتموهم فاقتلوهم؛
فان فقتلهم اجرا لمن قتلهم يوم القيامه “.
متفق عليه.

وفى روايه قال: (لئن ادركتهم لاقتلنهم قتل عاد).
ومنها قوله صلى الله عليه و سلم انهم: (قوم يحسنون القيل و يسيئون الفعل،
يقرؤون القران لا يجاوز تراقيهم،
يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية،
لا يرجعون حتي يرتد على فوقه،
هم شرار الخلق و الخليقة،
طوبي لمن قتلهم و قتلوه،
يدعون الى كتاب الله و ليسوا منه فشيء،
من قاتلهم كان اولي بالله منهم).
رواة ابو داود و غيرة و هو فصحيح الجامع.


الاسلام دين الرحمة