احلى مواضيع جديدة

الشهور الميلادية والقبطية

الشهور الميلادية والقبطية 16158 1

الشهور الميلادية والقبطية 16158

سر ارتباط شم النسيم بعيد الاقباط

عيد شم النسيم هو عيد مصري قديم، كان اجدادنا المصريون يحتفلون به مع مطلع فصل
الربيع.
وكلمة “شم النسيم” هي كلمة قبطية (مصرية)، ولا تعني “استنشاق الهواء الجميل”، بل تعني: “بستان
الزروع”.. “شوم” تعني “بستان”، و”نيسيم” تعنى “الزروع”.. وحرف “ان” بينهما للربط مثل of في الانجليزية..
فتصير الكلمة “شوم ان نسيم” بمعنى “بستان الزروع”.. وقد تطور نطق الكلمة مع الزمن فصارت
“شم النسيم”.
بعد انتشار المسيحية في مصر في القرن الرابع، واجه المصريون مشكلة في الاحتفال بهذا العيد
(شم النسيم)، اذ انه كان يقع دائما داخل موسم الصوم الكبير المقدس الذي يسبق عيد
القيامة المجيد.. وفترة الصوم Fasting تتميز بالنسك الشديد والاختلاء والعبادة العميقة، مع الامتناع طبعا عن
جميع الاطعمة التي من اصل حيواني.. فكانت هناك صعوبة خلال فترة الصوم في الاحتفال بعيد
الربيع، بما فيه من انطلاق ومرح وافراح وماكولات.. لذلك راى المصريون المسيحيون وقتها تاجيل الاحتفال
بعيد الربيع (شم النسيم) الى ما بعد فترة الصوم، واتفقوا على الاحتفال به في اليوم
التالي لعيد القيامة المجيد، والذي ياتي دائما يوم احد، فيكون عيد شم النسيم يوم الاثنين
التالي له.
وتحديد موعد عيد القيامة، فهذا له حساب فلكي طويل، يسمى “حساب الابقطي” Epacte، وهي كلمة
معناها: “عمر القمر في بداية شهر توت القبطي من كل عام”.
وقد تم وضع هذا الحساب في القرن الثالث الميلادي، بواسطة الفلكي المصري “بطليموس الفرماوي” (من
بلدة فرما بين بورسعيد والعريش) في عهد البابا ديميتريوس الكرام (البابا البطريرك رقم 12 بين
عامي 189 – 232 م). وقد نسب هذا الحساب للاب البطريرك، فدعي “حساب الكرمة”.
وهذا الحساب يحدد موعد الاحتفال بعيد القيامة المسيحي بحيث يكون موحدا في جميع انحاء العالم.
وبالفعل وافق على العمل به جميع اساقفة روما وانطاكية واورشليم في ذلك الوقت، بناء على
ما كتبه لهم البابا ديميتريوس الكرام في هذا الشان. ولم عقد مجمع نيقية عام 325
م اقر هذا الترتيب، والتزمت به جميع الكنائس المسيحية حتى عام 1528 م كما سنذكر
فيما بعد.
هذا الحساب يراعي ان يكون الاحتفال بعيد القيامه موافقا للشروط التالية:
1- ان يكون يوم احد.. لان قيامة الرب كانت فعلا يوم احد.
2- ان ياتي بعد الاعتدال الربيعي (21 مارس).
3- ان يكون بعد فصح اليهود.. لان القيامة جاءت بعد الفصح اليهودي..
وحيث ان الفصح يكون في يوم 14 من الشهر العبري الاول من السنة العبرية (القمرية)..
فلابد ان ياتي الاحتفال بعيد القيامة بعد اكتمال القمر في النصف الثاني من الشهر العبرى
القمري..
وايضا لان الفصح اليهودى مرتبط بالحصاد، عملا بقول الرب لموسى النبي في (سفر اللاويين 4:23-12)
(نص الكتاب موجود هنا بموقع انبا تكلا)، والحصاد عند اليهود دائما يقع بين شهري ابريل
ومايو (وهي شهور شمسية).. لذلك كان المطلوب تاليف دورة، هي مزيج من الدورة الشمسية والدورة
القمرية، ليقع عيد القيامه بين شهري ابريل ومايو.. فلا يقع قبل الاسبوع الاول من ابريل،
او يتاخر عن الاسبوع الاول من شهر مايو.
الفكرة الرئيسية ان عيد القيامة بحساب الابقطي لا ياتي قبل الاعتدال الربيعي الذي هو 21
مارس، وحيث ان هناك تعديل في السنة الميلادية صار حتى الان 13 يوما يصير الاعتدال
الربيعي الان في 3 ابريل (كما نرى في عيد الميلاد الذي كان 25 ديسمبر وصار
7 يناير، ولكن الحساب في مجمله هو عبارة عن دورة تتكون من تسعة عشر عاما،
وتتكرر.. وعلى لسان هذا الحساب لا ياتي عيد القيامة قبل 4 ابريل ولا بعد 8
مايو.. ثم ياتي عيد شم النسيم تاليا له..
وقد استمر موعد الاحتفال بعيد القيامة موحد عند جميع الطوائف المسيحية في العالم، طبقا لهذا
الحساب القبطي، حتى عام 1582 م حين ادل البابا غريغوريوس الثالث عشر بابا روما تعديلا
على هذا الترتيب، بمقتضاه صار عيد القيامة عند الكنائس الغربية يقع بعد اكتمال البدر الذي
يلي الاعتدال الربيعي مباشرة، بغض النظر عن الفصح اليهودى (مع ان قيامة السيد المسيح جاءت
عقب فصح اليهود حسب ما جاء في الاناجيل الاربعة). فمن ثم اصبح عيد القيامه عند
الغربيين ياتي احيانا في نفس يوم احتفال الشرقيين به، واحيانا ياتي مبكرا عنه (من اسبوع
واحد الى خمسة اسابيع على اقصى تقدير)، ولا ياتي ابدا متاخرا عن احتفال الشرقيين بالعيد.

وجدير بالذكر ان البروتستانت لم يعجبهم التعديل الكاثوليكي على موعد الاحتفال بعيد القيامة، وظلوا يعيدون
طبقا لتقوم الابقطى الشرقى حتى عام 1775 م، ولكن مع ازدياد النفوذ الغربي اضطروا لترك
التقويم الاصيل وموافقة التقوم الغريغوري..!
اذن، فالغرض من حساب الابقطي هو تحديد يوم عيد القيامة تبعا للفصح اليهودي.

 

السابق
اسعار موتوسيكل دايون
التالي
خلفية سطح المكتب ساعة متحركة