امة محمد يوم القيامة

امة محمد يوم القيامة 6173

هنا سؤال يرد على الاذهان: لماذا امه محمد محمد صلى الله عليه و سلم اكثر الامم يوم القيامة،
واكثر من يدخل الجنة،
ففى الحديث: «ولما عرضت الاممعلي النبى محمد صلى الله عليه و سلم قال: رايت النبى و معه الرهط،
والنبى و معه الرجل و الرجلان،
والنبى و ليس معه احد،
اذ رفع لى سواد عظيم فظننت انهم امتي،
فقيل: ذلك موسي و قومه،
ولكن انظر الى الافق،
فنظرت فاذا سواد عظيم،
فقيل لي: انظر الى الافق الاخر،
فاذا سواد عظيم،
فقيل: هذي امتك» [رواة البخارى و مسلم عن ابن عباس].


الشاهد من ذلك الحديث ان اسباب كثرة امتنا يوم القيامه بمعجزه القران،
فلماذا لا ندعو الناس اليه،
وان اكثر الناس ما ضل الا لما اعرض عن القران،
فقد رغب الله فكتابة فقال: }فمن اتبع هداى فلا يضل و لا يشقى{ [طه: 123]،
وفى الحديث: «ما من الانبياء نبى الا كان له من المعجزات ما امن عليه البشر،
وانما كان الذي اتيتة و حيا اوحاة الله الي،
فارجو ان اكون اكثرهم تبعا يوم القيامة».


وقد يتساءل سائل فيقول: نحن نقرا القران و حلقات القران موجوده و مدارس تحفيظ القران موجوده و لم ينتفعوا به؟


والجواب: ربما و رد ذلك السؤال على النبى محمد صلى الله عليه و سلم ،

فماذا كانت الاجابة: اخرج الامام الترمذى عن ابي الدرداء قال: كنا مع النبى محمد صلى الله عليه و سلم فقال: «هذا اوان يختلس العلم من الناس حتي لا يقدروا منه على شيء»،
فقال زياد بن لبيد: كيف يختلس منا العلم و ربما قرانا القران،
فوالله لنقرانة و لنقرانة نساءنا و ابناءنا،
فقال: «ثكلتك امك يا زياد،
ان كنتلاعدك من فقهاء المدينة،
هذه التوراه و الانجيل عند اليهود،
فماذا تغنى عنهم»،
وعند احمد: «لا يعملون بشيء مما فيهما»فنحن بحاجة الى امرين:


الامر الاول: ان العديد يقرا القران و لكنة لا يتدبره،
وقلبة غائب ساة لاه،
فحالة كحال الارض التي تحيا بالمطر و لم ينزل عليها المطر،
فلو كان فالسماء سحب و رعد و برق و لم ينزل المطر فهل تحيا الارض؟


الاجابه و اضحة،
وايضا من يقرا القران بفمة و لا يتدبرة قلبة فهو كالسحب التي لم تمطر؛
لان القران لم يتجاوز الحناجر،
كيف و ربما قال محمد صلى الله عليهوسلم «اللهم اجعل القران ربيع قلوبنا»؛
وعليه،
فالمطلوب اولا حضور القلب،
والفهم،
ولا يحصل الا بالتدبر و الرجوع الى التفاسير،
فمن تامل القران و فتح قلبة انتفع،
والا لا.


الامر الثاني: الحرص على العمل به،
لانة اذا حفظ القران – و ذلك امر مطلوب استحبابا،
وطيب – و لكن هل عمل بما حفظ؟!
فان حفظ و لم يعمل كان له خصما يوم القيامه «رب حملتة اياى فبئس الحامل،
تعدي حدودى و ضيع فرائضي،
وركب معصيتي،
وترك طاعتي،
فلا يزال يقذف عليه بالحجج حتي يقال: شانك به»،
وفى الحديث «القران حجه لك او عليك» [رواة مسلم].


لكن لماذا المسلمون اليوم يقرؤون القران و لم ينتفعوا به؟
لانهم لم ياتوا بالشروط،
فقد اهتموا بالترتيل و التجويد و الحفظ و تركوا العمل به.


لكن كيف كان اخذ الصحابه للقران؟
كانوا ياخذون القرانمرتبا،
واخذوة اخذا كاملا لا ناقصا،
فلا يتجاوز الواحد منهم عشر ايات حتي يتعلم تلاوتها و علمها و العمل بها،
فتعلموا العلم و العمل معا.
فما من عبد يقرا القران بتدبر و علم الا و يذهب الله عنه الشبهات و الشهوات و يثبت قلبة على الحق و الهداية.


الثالث: حب السنه و كثرة قراءه السيرة؛
لان الله قال: }وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت فيه فؤادك{ [هود: 120]،
فثبت الله بقصص الانبياء فؤاد رسوله،
فكيف بقصة خيرهم و سيدهم؟!
فاقرا سيرتة العطرة،
ومواقفة الجلية،
فما من حادثه تمر بك الا و تجد لك اسوه فسيره رسول الله محمد صلى اللهعليه و سلم


فهذه السيره تغنيك عن الترهات و الاوهام،
وهذه المصائب التي تعيشها الامة،
فان الله ابتلاها و لا يرفع عنها الذله و البلاء حتي ترجع الى دينها،
كما فحديث التبايع بالعينه «اذا تبايعتم بالعينه ،

وتركتم الجهاد ،

سلط الله عليكم ذلا لا يرفعة عنكم حتي ترجعوا الى دينكم» [رواة مسلم].


وخصوصا فهذه الازمنه التي اشتدت بها الغربة،
فاعتز يا ذلك بدينك و اثبت على سبيله،
قال الامام الشاطبي: «هذا زمان الصبر،
من لك بالتى كالقبض على الجمر،
فتنجو من البلاء؟».


واعلم اننا فزمان الغربه فطوبي للغرباء،
فمن تامل احوالنا فقد اصبحنا فزمن اتباع الهوى،
وفقد المعين،
وعز من تلوذ فيه من الموحدين.
بيعت به الذمم و دارت به رحي الفتن و الحروب،
وانتشر المنافقون،
وترادفت الضلالات؛
فالموحد الصادق اليوم اعز من الكبريت الاحمر.
وليس للمؤمن به مجيب و لا قابل لما يقول،
بل بلى المؤمنون بكل منافق مفتون،
واستحكمت الغربة.


ولكن انك ان كنت غريبا فان الله يرحم الغرباء،
ما عمل به عامل الا ضاعف الله له اجر عمله،
ففى الحديث: «للعامل به اجر خمسين» قالوا: منا او منهم؟
قال: «بل منكم؛
لانكم تجدون اعوانا على الخير و لا يجدون»،
فطوبي للغرباء.


وان سالت عن الغرباء من هم؟
فقد اجاب عن هذا الصادق المصدوق،
ففى مسند احمد و الطبرانى عن ابن عمرو قال: قال رسول الله محمد صلى الله عليهوسلم: «طوبي للغرباء» قلنا: و من الغرباء؟
قال: «قوم صالحون قليل فقوم سوء كثير،
من يعصيهم اكثر ممن يطيعهم»،
وفى لفظ: «الفرارون بدينهم يبعثهم الله مع عيسي ابن مريم».


وورد فبعض طرق الحديث عن ابن مسعود: سمعت رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم يقول: «سياتى على الناس زمان لا يسلم لذى دين دينة الا من فر بدينة من قريه الى قرية،
ومن شاهق الى شاهق،
ومن جحر الى جحر،
كالثعلب»،
قيل: متي هذا يا رسول الله؟
قال: «اذا لم تنل المعيشه الا بمعاصى الله».


واعلموا ان اطيب الغربه غربه الدين لا غربه الدنيا،
فبمجرد ما تلتزم بدين الله تجد من اهلك و اخوانك و قرابتك من يلمزك و يستهزئ بك،
وهكذا كانت الرسل و اتباعهم،
كانت تضيق عليهم الارض بما رحبت،
ولكن لا تضيق عليهم انفسهم،
فانت ان كنت غريبا بين الناس فلست بغريب على رب الناس،
فاعتز بدينك و اثبت على سبيله،
فوالله ما و قفت لحظه يلمزك الناس بالاحتقار و بالعبارات الجارحات،
الا كان لك عند الله مكان،
وان الله سيبوؤك مبوا صدق فاصبر؛
فهذا موسي عليه السلام بعد الاذيه و الاحتقار و اللمز كان عند الله و جيها،
كم من ملتزم كان حقيرا عند اهلة و عشيرتة فما مضت الايام حتي بواة الله مبوا صدق،
فاصبح امرا و ناهيا.


كل شيء اليوم غربه فطاعه الله،
حتي و لو كان فصلاته،
او امام حى يجد الغربة؛
وكلة امتحان،
ولكن البشاره عظم الاجر عند الله تعالى.


يا ذلك اصبر لعل الله يثبت القلب على طاعته،
فيمتحنك بعدها يمتحنك،
ثم يؤذي المؤمن،
ثم يؤذي المؤمن،
ثم يؤذى؛
حتي يصبح من السابقين السابقين،
فيصبح من الثله الاخرين،
الذين جاء ذكرهم فسورة الواقعة.

 

  • صور عن أمة محمد
  • يوم القيامة عند اليهود


امة محمد يوم القيامة