ان الحمد لله نحمدة و نستعينة و نستغفرة ،
ونعوذ بالله من شرور انفسنا و من سيئات اعمالنا ،
من يهدة الله فلا مضل له ،
ومن يضلل فلا هادى له ،
واشهد ان لا الة الا الة و حدة لا شريك له ،
شهاده حق و رضي ،
واشهد ان محمدا عبدة و رسولة ،
نبى العدل و الهدي ،
صلي الله عليه و على الة و اصحابة و اتباعة و سلم تسليما كثيرا .
.
” يا ايها الذين امنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسولة فقد فاز فوزا عظيما ” ،
” يا ايها الذين امنوا اتقوا الله و لتنظر نفس ما قدمت لغد و اتقوا الله ان الله خبير بما تعملون ” … اما بعد :
فاتقوا الله عباد الله ،
وراقبوا ربكم فالسر و العلن ،
فهو معكم بعلمة ،
مطلع على اعمالكم و اقوالكم ،
فانتم محاسبون عليها و مؤاخذون فيها .
امه الاسلام : ان الذنوب لهى اكبر معول لهدم الدين فالنفوس ،
واعظم معين للاعداء ،
الا و ان من اعظم الذنوب و المعاصى التي عصى الله فيها فالارض ما جاء على لسان هذا اليهودى الذي قال : ” اذا اراد المسلمون ان ينتصروا علينا فلا بد ان يصبح حضورهم فصلاه الفجر كحضورهم فصلاه الجمعة ” ،
نعم يا عباد الله ،
اذا اردنا النصر و الفوز على الاعداء من شياطين الانس و الجن ،
فيجب ان يصبح حضورنا فجميع الفروض الخمسه كحضورنا فصلاه الجمعة ،
هذا ما شهدت فيه الاعداء ،
والحق ما شهدوا فيه ،
فلماذا يفكر العديد من المسلمين فالصلاة فبيوتهم دون الحضور الى مقر الصلاة و هي المساجد ،
واعلم يا من تصلى فبيتك و تهجر بيوت الله انك مهما عشت فهذه الدنيا فلا بد ان تدخل المسجد اما حيا او ميتا ،
فاحرص على دخولة حيا متذللا لله خاشعا لله ،
طائعا لله و لرسولة ،
قبل ان تدخلة محمولا على اعناق الرجال ميتا ليصلي عليك ،
فحينئذ لا ينفعك عملك و لا تجارتك و لا منصبك و لا مكسبك و لا اولادك من الله شيئا ،
واليكم هذي القصة ،
هذا رجل اتاة الله قوه فجسمة و فتوه فعضلاتة ،
فنسى ان الله هو القوي المتين ،
كان يسمع داعى الله فلا يجيبة ،
اما اذا سمع داعى الهوي و الشهوات اسرع فاجابتة ،
وكل همة جمع المال من اي طريق كان ،
كان يعمل حمالا يحمل البضائع فالاسواق ،
وذات يوم دخل متجرا و هو يحمل بضاعه ،
فسقط عليه جدار فوقع على ظهرة ،
فاصيب بشلل كلى افقدة القدره على المشي و الحركة فصار حيا ميتا ،
قد حكم عليه بعدم الحركة طوال الحياة ،
حتي الخارج من السبيلين لا يملك اخراجهما بنفسة ،
فيحتاج الى ثلاث ساعات على الاقل لاخراجهما بعد الم عسير لا يعلمة الا الله ،
وهكذا هي حياتة نكد و الم و تعب ،
لم يعرف المسجد يوما ،
فعاقبة الله عقابا اليما ،
وسالة احد الزائرين عن امنيتة الان ،
فقال : اتمني ان احضر صلاه الجماعة .
الان و ربما عصيت قبل و كنت من المفسدين .
يا تاركا للصلاه و يا هاجرا لبيوت الله و يا مستهينا باوامر الله : هل تذكرت هادم اللذات و مفرق الجماعات ،
هل تذكرت مفارقه المال و الاهل و الاولاد ،
هل تذكرت يوما تكون به من اهل القبور ،
هل تذكرت ضيقها و ظلمتها ،
ووحشتها و كربتها ،
هل تذكرت عذاب القبر و حياتة و عقاربة ،
هل تذكرت عندما يضرب الفاجر بمرزبه من حديد و يصيح صيحه يسمعة جميع الخلائق الا الانس و الجن ،
هل تذكرت عندما تسال فقبرك اتوفق للجواب ام تحيد عن الصواب ،
فيا و يلك كيف نسيت الموت و هو لا ينساك ،
ويلك كيف غفلت و لم يغفل عنك ،
وويل لك كيف تؤثر دنياك و لا تدرى غدا ما يفعل بك ،
فاعد للسؤال جوابا ،
وللجواب صوابا ،
واياك و التفريط فجنب الله فالله معك يسمعك و يراك ،
اياك و التسويف ،
ولا تقل ما زلت فمقتبل العمر و لسوف اتوب ،
فالموت لا يعرف صغيرا و لا كبيرا ،
ولا شابا و لا شيخا ،
ولا غنيا و لا فقيرا ،
ولا و زيرا و لا اميرا ،
ولا رجالا و لا نساء ،
” و جاءت سكره الموت بالحق هذا ما كنت منه تحيد ”
اما و الله لو علم الانام لما خلقوا لما غفلوا و ناموا
لقد خلقوا لما لو ابصرتة عيون قلوبهم تاهوا و هاموا
ممات بعدها قبر بعدها حشر و توبيخ و اهوال عظام
فيا ايها العبد الضعيف ،
يا ايها العبد الفقير الى رحمه ربة ،
كم تماديت ،
وكم تعاليت على ربك ،
وهو القوي شديد العقاب ،
الذى له ملك السموات و الارض ،
الغنى عن طاعتك ،
من الذي سيجادل عنك فقبرك و يوم ان تحشر و حدك ،
اتركت الصلاة يائسا من رحمه الله ،
انة لا يياس من روح الله الا القوم الكافرون ،
ام تركت الصلاة امنا من مكر الله ،
فلا يامن مكر الله الا القوم الخاسرون .
ام هل ضمنت الجنه و امنت من النار ،
ورسول الهدي صلى الله عليه و سلم يقول : ” و الله ما ادرى ما يفعل بى و انا رسول الله ” .
ايها المسلمون : الا فاعلموا ان مقام الصلاة عظيم ،
وقدرها عند الله كبير ،
ولهذا فرضها و شرعها من فوق سبع سماوات ،
فالصلاة هي الركن الثاني من اركان الاسلام ،
وعمودة الذي لا يقوم الا فيه ،
وهي الفارقه بين الاسلام و الكفر ،
والفاصله بين الايمان و الشرك ،
قال صلى الله عليه و سلم ” بين الرجل و بين الكفر و الشرك ترك الصلاة ” و قال صلى الله عليه و سلم ” العهد الذي بيننا و بينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ” ،
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص ،
عن النبى صلى الله عليه و سلم انه ذكر الصلاة يوما ،
فقال : ” من حافظ عليها كانت له نورا و برهانا و نجاه يوم القيامه ،
ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورا و لا برهانا و لا نجاه ،
وكان يوم القيامه مع قارون و فرعون و هامان و ابي بن خلف ” ،
وانما خص هؤلاء الاربعه لانهم رؤوس الكفر ،
فتارك الصلاة اما ان يشغلة ما له او ملكة او رياستة او تجارتة ،
فمن شغلة عنها جمع المال و كسبة باى طريق و من اي مكان و تهاون فامر الصلاة فهو مع قارون ،
ومن شغلة عنها ملكة و ادارتة فهو مع فرعون ،
ومن شغلة عنها رياستة و وزارتة فهو مع هامان ،
ومن شغلة عنها تجارتة و محلاتة و عملة من اجل كسب المال و تهاون فامر الصلاة فالنوم و العمل اروع من الصلاة عندة فهو مع ابي بن خلف و جميع اولئك ائمه الكفر و الطغيان .
قال صلى الله عليه و سلم : ” و لا تتركوا الصلاة عمدا فمن تركها عمدا متعمدا فقد خرج من المله ” .
اخوه الايمان : ان الشيطان عدو البشريه جمعاء ،
حريص جميع الحرص على صرف المسلم عن هذي الصلاة ،
لان من انصرف عن صلاتة فحتما سينصرف عن بقيه احكام الشريعه ،
وانة و الله لا دين لمن لا صلاه له ،
ولا حظ له فالاسلام .
ولا قدر له عند الله الملك العلام ،
ان للشيطان حيلا ما كره يمكر فيها على المسلم ،
حتي يضيع عليه دينة فيقذفة فنار جهنم و العياذ بالله ،
ولة طرقا عديده يحتال فيها على ضعاف الدين ،
فان استطاع ان يمنع المسلم من الصلاة بالكليه فانه يبذل لذا جميع يمكن و جميع مستحيل ،
وان لم يتمكن من منعة منها احتال عليه بمنعة من الصلاة مع الجماعة ،
فان لم يستطع الى هذا سبيلا اغراة بالتكاسل حتي يؤخرها عن و قتها ،
فيحرم المسلم اجر الصلاة و تبقي عليه عقوبه تاخيرها و عمد هذا بها .
ان الواقع المر ،
والحاضر التعيس الذي تعيشة الامه الاسلاميه اليوم شاهد على استحواذ الشيطان عليهم الا من رحم الله منهم و عصم ،
والا فالغالبيه العظمي ،
والكثرة الكاثره من المسلمين تهاونوا فامر الصلاة ،
وتقاصروا عن ادائها فاوقاتها ،
فما اصبرهم على النار ،
ان حال المسلمين اليوم مع الصلاة حال محزنه و حال مخزيه ،
فقد خف ميزان الصلاة عندهم و تساهلوا فشانها ،
وصار التخلف عنها امرا هينا ،
بل لا يلقي له بال ،
: ” رضوا بالحياة الدنيا من الاخره ،
فما متاع الحياة الدنيا فالاخره الا قليل ” .
عباد الله : ان البيوت و المحلات التجاريه تلتصق بالمساجد و تجاورها من جميع جهه و ناحيه ،
ومع هذي النعمه العظيمه فلا يظهر منها الى بيوت الله عز و جل الا قله قليلة ،
وبعضها لا يحضر منها احد و لا حول و لا قوه الا بالله .
والعجيب ان من يحضرون الى الصلاة لا ينكرون على المتخلفين عنها ،
فكم نري من كثرة الناس فالاسواق و الحدائق و المطاعم و الملاهى و امام الشاشات و على الارصفه و فالشوارع ،
ولا نراهم فاشرف البقاع و اجلها ،
لا نراهم فبيوت الله عز و جل ،
فسبحان الله العظيم .
.
كيف تساهل اولئك الناس فامور دينهم ،
وغفلوا عن تحكيم شريعتهم ،
وتركوا صلاتهم ،
وشمروا الى النار سواعدهم ،
رضوا بان يكونوا مع الخوالف ،
اتصفوا بصفات المنافقين التي و صفهم الله فيها فكتابة العظيم بتكاسلهم عن صلاه الجماعة ،
قال تعالى : ” ان المنافقين يخادعون الله و هو خادعهم و اذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالي يراءون الناس و لا يذكرون الله الا قليلا ” ،
واستمع يا من تركت الصلاة ،
استمع يا من قطعت الصله بالله ،
يقول احد المغسلين للموتي : جاءتنا جنازتين احداهما لشاب يبلغ الرابعة عشره من عمرة و الاخر يبلغ الستين ،
يقول : و اتجة كل المغسلين الى هذا الشاب لتغسيلة ،
فغسلناة و كفناة و وجدنا راحه و طمانينه فذلك ،
فسالنا و الدة عنه ،
فقال : كان من المحافظين على الصلوات و خاصة صلاه الفجر ،
ولم يترك صلاه الفجر الا مره واحده ،
عندما حضرتة الوفاه قبل الصلاة ،
واستطرد المغسل قائلا : اما هذا الطاعن فالسن فقد رفض تغسيلة جميع المغسلين و اذا برائحه كريهه تنبعث منه ،
فخرج جميع من فالمغسله من نتن تلك الرائحه ،
ولم يبق الا انا ،
فاستعنت بالله لتغسيلة و عندما سالنا اهلة عن حالة قالوا : كان لا يعرف جمعه و لا جماعة .
فانا لله و انا الية راجعون .
ايها الناس : صلاه الجماعة فرض عين ،
تجب فحال الصحة و المرض ،
تجب فحال الاقامه و السفر ،
تجب فحال الامن و الخوف ،
وفى ساحات الوغي و القتال ،
فلقد امر الله نبية بالصلاة فحال الحرب و لم يعذرة بتركها ،
فكيف بمن يعيش فبيته و بين اهلة امنا من الخوف ،
سالما من العاهات ،
صلاه الجماعة لا تسقط عن المسلم بحال ما دام عقلة ثابتا .
ولو عذر فتركها احد لكان العذر لمن يقاتلون الاعداء فساحات القتال ،
قال الله تعالى : ” و اذا كنت فيهم فاقمت لهم الصلاة فلتقم طائفه منهم معك و لياخذوا اسلحتهم ” و لو كان هنالك عذر للتخلف عن صلاه الجماعة لاعذر الاعمي فتركها ،
فقد روي مسلم فصحيحة ان رجلا اعمي قال : يا رسول الله ،
ليس لى قائد يقودنى الى المسجد ،
فسال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان يرخص له ،
فلما و لي دعاة فقال : ” هل تسمع النداء ؟
قال : نعم ،
قال : فاجب ” و فروايه قال : ” لا اجد لك رخصه ” .
الله اكبر يا عباد الله لم يرخص لذا الضرير الاعمي ،
بعيد الدار ،
ولا قائد له ،
والطريق الى المسجد و عره و كثيرة الهوام ،
فما بالنا بمن انعم الله عليه بشتي النعم ،
نعمه البصر ،
واضاءه الطرق و الامن من الخوف ،
والمركب الموصل الى المسجد ،
فما عذرك يا من تركت صلاه الجماعة ؟
وما حجتك امام الله ؟
ان نعم الله عليك لا تعد و لا تحصي و من اجلها و اعظمها نعمه البصر التي فيها تري الطريق الى بيوت الله عز و جل ،
فماذا لو و ضعت اعمالك فكفه و نعمه البصر فالثانية ،
ثم رجحت نعمه البصر ،
فيالها من خساره عظيمه و نهاية مؤلمه .
امه التوحيد : لما لم يعذر احد بترك صلاه الجماعة علم بالضروره و جوبها على الاعيان ،
قال صلى الله عليه و سلم : ” لقد هممت ان امر بالصلاة فتقام ،
ثم امر رجلا يصلى بالناس بعدها انطلق معى برجال معهم حزم من حطب الى قوم لا يشهدون الصلاة فاحرق بيوتهم بالنار” ] متفق عليه [ ،
وقال صلى الله عليه و سلم : ” من سمع النداء بالصلاة فلم يات فلا صلاه له الا من عذر ” و سئل ابن عباس رضى الله عنهما ما العذر ؟
قال : مرض او خوف .
وقال صلى الله عليه و سلم : ” ما من ثلاثه فقريه و لا بدو لا تقام فيهم الصلاة الا استحوذ عليهم الشيطان فعليكم بالجماعة ،
فانما ياكل الذئب من الغنم القاصيه ” [ رواة ابو داود باسناد حسن ] .
فاين انتم يا من تصلون فبيوتكم ،
وتزعمون انكم جماعة ،
من اين حصلتم على هذي الفتوي ،
واني لكم ذلك العلم ،
الله امركم بهذا ام على الله تفترون ،
ما فوائد المساجد اذن ،
اتظنون ان الله لا يعلم كثيرا مما تضمرون فنفوسكم ،
الم تسمعوا قول الله تعالى : ” فبيوت اذن الله ان ترفع و يذكر به اسمه يسبح له بها بالغدو و الاصال رجال ” ،
الم تسمعوا قول الله تعالى : ” و اقيموا الصلاة و اتوا الزكاه و اركعوا مع الراكعين ” ،
واين يركع الراكعون ،
انهم يركعون فبيوت الله ،
طمعا فرحمه الله ،
وخوفا من عقاب الله ،
يقول ابن مسعود رضى الله عنه : ” لو انكم صليتم فبيوتكم كما يصلى ذلك المتخلف فبيته ،
لتركتم سنه نبيكم ،
ولو انكم تركتم سنه نبيكم لضللتم ،
ولقد رايتنا و ما يتخلف عنها الا منافق معلوم النفاق ” .
معاشر المسلمين : ذلك موظف يحضر الى عملة جميع يوم مبكرا ،
ولكنة يغيب عن احدث يوم من ايام العمل ،
فالتمس له رئيسة العذر ،
وتكرر ذلك الغياب ،
حتي اصبح سمه يعرف فيها ذاك الموظف ،
فضاق فيه رئيسة ذرعا ،
فاستدعاة و حذرة من الغياب ،
وامهلة و امد له فالمهله ،
ولكن الموظف تمادي فغيابة عن احدث يوم من ايام عملة ،
فقرر الرئيس فصلة من عملة ،
واستدعاء الهيئه الاستشاريه فالعمل ،
وعقد اجتماعا مغلقا ،
وتمخض عن هذا الاجتماع ،
الاجماع على فصل الموظف ،
لان حضورة مبكرا جميع يوم لم يشفع له بالغياب عن احدث يوم بلا عذر ،
فتم فصلة من عملة .
ولله المثل الاعلي ،
فذاك الموظف كعبد من عباد الله ،
خلقة الله لطاعتة ،
ثم يتاخر او يترك صلاه الفجر بلا عذر ،
فما عذرك يا من تركت صلاه الفجر ،
ونمت عنها ،
وضبطت المنبة على وقت العمل ،
اللعمل خلقك الله ؟
ام خلقك لعبادتة ،
الا تستحق الطرد و الابعاد من رحمه الله ،
فذاك الموظف الذي يغيب عن عملة بلا عذر ،
لانت اشد منه اثما ،
واعظم منه جرما .
امه الاسلام : صلاه الفجر تلك الصلاة العظيمه المشهوده التي تشهدها ملائكه الليل و النهار ،
تلك الصلاة التي فرط بها كثير من المسلمين اليوم ،
تلك الصلاة التي تئن المساجد من فقد المسلمين بها ،
انها الاختبار الحقيقي لقوه الايمان ،
انها المحك الرئيسى لحب الرحمن ،
فاين اهل الفرش و الاسرة عنها ،
انهم يغطون فنوم عميق و المنادى ينادى ” الصلاة خير من النوم ” و لسان حالهم يقول النوم خير من الصلاة ،
والنبى صلى الله عليه و سلم يقول : ” بشر المشائين فالظلم الى المساجد بالنور التام يوم القيامه ” [ رواة ابو داود و الترمذى و صححة الالبانى ] لقد اثروا النوم على الصلاة ،
الله امرهم فيها فلم يذعنوا للامر و لم يستيقنوا للخبر ،
عصوا ربهم و تمردوا عن طاعتة و عبادتة ،
واسمع يا من احببت النوم على الصلاة ،
اسمع يا من اثرت الفراش الوثير على بيوت الله يقول النبى صلى الله عليه و سلم : ” انه اتانى الليلة اتيان و انهما قالا لى انطلق ،
وانى انطلقت معهما ،
وانا اتينا على رجل مضطجع و اذا احدث قائم على راسة بصخره ،
واذا هو يهوى بالصخره لراسة فيثلغ راسة اي يفلق راسة فيتدهدة الحجر اي يتدحرج فياخذة ،
فلا يرجع الية حتي يصح راسة كما كان ،
ثم يعود عليه فيفعل فيه كما فعل فالمره الاولي ” قال : قلت لهما : انني رايت الليلة عجبا ،
فما ذلك الذي رايت ،
قالا لى : اما الرجل الذي اتيت عليه يثلغ راسة بالحجر ،
فانة الرجل ينام عن الصلاة المكتوبة ” [ رواة البخارى ] ،
فاين رجال التعليم ،
واين الاباء ،
واين الشباب ،
واين الامهات ،
واين البنين و البنات ،
عن ذلك الحديث العظيم ،
فهل يستوى من يمشي فالظلم الى المساجد و من هو نائم و راقد ،
والله لا يستويان ابدا : ” فريق فالجنه و فريق فالسعير ” قال صلى الله عليه و سلم : ” ليس صلاه اثقل على المنافقين من صلاه الفجر و العشاء ،
ولو يعلمون ما فيهما من الاجر لاتوهما و لو حبوا ” [ متفق عليه ] ،
يقول احد المغسلين للموتي : و ربما جيء بميت يحملة ابوة و اخوانة و دخلنا لتغسيلة فبدانا بتجريدة من ملابسة ،
فاذا هو جثه نقلبها بايدينا ،
ولقد اعطاة الله بياضا ناصعا فبشرتة ،
وبينما نحن نقلب الجثه ،
وفجاه و بدون مقدمات انقلب لونة كانة فحمه سوداء ،
فتجمدت يداى و شخصت عيناي خوفا و فزعا ،
فخرجت من مكان التغسيل و انا خائف مذعور ،
فسالت ابوة : ما شان ذلك الشاب ،
فقال : انه كان لا يصلى ،
يقول المغسل : فقلت له خذوا ميتكم فغسلوة ،
فرفض المغسل ان يغسلة ،
ورفض الامام ان يصلى عليه ،
انا لله و انا الية راجعون .
لا الة الا الله !
لا يغسل و لا يصلي عليه و لا يدفن فمقابر المسلمين ،
فماذا يفعل فيه ؟
يذهب فيه الى الصحراء و يحفر له حفره و يقذف بها و يهال عليه التراب حتي لا يؤذى المسلمين برائحتة .
فاى نهاية سيئه لهذا العبد ،
قال الله تعالى : ” و لا تصل على احد ما ت منهم ابدا و لا تقم على قبرة انهم كفروا بالله و رسولة و ما توا و هم فاسقون ” ،
” فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون ” .
الله الله بالصلاة ايها الشباب و الرجال ،
الله الله بالصلاة يا اماء الله يا نساء الامه ،
اوصيكم و نفسي بالمحافظة عليها ،
فلقد فرطتم كثيرا ،
وتماديتم مليا ،
وعصيتم كثيرا ،
ونمتم طويلا ،
وقد حان اوان العوده الى الله تعالى ،
فالاحداث اليوم لا تنبئ بخير ،
والواقع اليوم خطير ،
فاذا لم تعودوا الى الله اليوم فمتي ستعودون ،
فاحرصوا على الصلاة فهي مفتاح جميع خير ،
وهي السبيل الموصل لرضوان الله تعالى ،
ومن تركها فقد قطع صلتة بالله ،
فاتقوا الله ايها المسلمون و ادوا هذي الفريضه العظيمه و فق شرع الله تعالى ،
وفى بيوت الله عز و جل ،
” حافظوا على الصلوات و الصلاة الوسطي و قوموا لله قانتين ” .
بارك الله لى و لكم فالقران العظيم ،
ونفعنى و اياكم بما به من الايات و الذكر الحكيم ،
وجعلنى و اياكم من المتبعين لسنه سيد المرسلين .
اقول قولى ذلك و استغفر الله العظيم الجليل لى و لكم من جميع ذنب فاستغفروة و توبوا الية انه هو الغفور الرحيم .
الحمد لله على احسانة ،
والشكر له على توفيقة و امتنانة ،
واشهد ان لا الة الا الله و حدة لا شريك له تعظيما لشانة ،
واشهد ان محمدا عبدة و رسولة الداعى الى رضوانة ،
صلي الله عليه و سلم و على الة و اصحابة و الانبياء اخوانة … اما بعد :
فيا ايها المسلمون : كم هم الذين يتهاونون بصلاه الجمعة فلا يصلونها ظنا منهم بعدم و جوبها و تكاسلا عن اتيانها بسبب السهر و النوم الطويل ،
والله تعالى يقول : ” يا ايها الذين امنوا اذا نودى للصلاه من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله و ذروا البيع ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون ” ،
وقال صلى الله عليه و سلم : ” لينتهين اقوام عن و دعهم الجمعات او ليختمن الله على قلوبهم بعدها ليكونن من الغافلين ” ] رواة مسلم [ .
وقال صلى الله عليه و سلم : ” من ترك ثلاث جمع تهاونا طبع الله على قلبة ” ] رواة احمد و اهل السنن [ .
وقال صلى الله عليه و سلم : ” لقد هممت ان امر رجلا يصلى بالناس ،
ثم احرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم ” [ رواة مسلم ] ،
فالله الله ايها المسلمون بالمحافظة على الصلاة و الاهتمام فيها فهي الفارقه بين الاسلام و الكفر و الشرك ،
قال ابن حزم ،
جاء عن عمر بن الخطاب و عبدالرحمن بن عوف و معاذ بن جبل و ابي هريره و غيرهم من الصحابه رضى الله عنهم ” ان من ترك صلاه فرض واحده متعمدا حتي يظهر و قتها فهو كافر مرتد ” .
نعوذ بالله من الحور بعد الكور .
اى من النقصان بعد الزياده .
ايها المسلمون : اختم هذي الخطبة برساله ابعثها لكل من يتصدق فسبيل الله ،
ولكل من يصوم النهار ،
ولكل بار بوالدية ،
ولكل رحيم بالمساكين ،
ولكل من يحسن الى الجار ،
ولكل من يفعل الخير ،
ويعين المسلمين على نوائب الدهر و هو تارك للصلاه ،
ابعث له هذي الرساله مقدما له احر التعازى فضياع تلك الاعمال هباء منثورا ،
وذهابها سرابا بقيعه ،
فلا تنفعة اعمال الخير كلها ما كان مضيعا للصلاه مفرطا بها ،
فان سالت عن مصيرها فالدنيا فيقول الله تعالى : ” و من كان يريد حرث الدنيا نؤتة منها و ما له فالاخره من نصيب ” ،
وقال النبى صلى الله عليه و سلم : ” ان الله لا يظلم مؤمنا حسنه ،
يعطي فيها فالدنيا و يجزي فيها فالاخره ،
واما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل فيها لله فالدنيا ،
حتي اذا افضي الى الاخره لم تكن له حسنه يجزي فيها ” [ اخرجة مسلم و احمد ] ،
فيا تارك الصلاة ذلك هو مصير اعمالك فالدنيا ،
واما فالاخره فيجيبك ربك سبحانة و تعالى بقوله : ” و قدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناة هباء منثورا ” ،
فيا تاركا للصلاه اين انت عن جموع المصلين من المسلمين ،
واين جبهتك من جباة الراكعين الساجدين ،
واين قلبك من قلوب الخائفين من ربهم و الوجلين ،
اما تستحى ان يطيع الله حيوان و جماد لا عقل له ،
وتعصية انت بما كرمك الله من العقل ،
اتسجد الحجاره و الشجر و الدواب لله تعالى ،
وترفض هذا انت ،
الم تسمع قول الله تعالى : ” الم تر ان الله يسجد له من فالسموات و من فالارض و الشمس و القمر و النجوم و الجبال و الشجر و الدواب و كثير من الناس و كثير حق عليه العذاب” ،
فاحذر ان تكون ممن حق عليهم العذاب ،
فتخسر الدنيا و الاخره ،
وذلك و الله هو الخسران المبين ،
الم يان لقلبك ان يخشع لذكر الله و ما نزل من الحق ،
اما ان لنفسك ان تتذكر نعم الله عليها ،
اما علمت ان الله خلقك و اوجدك لتعبدة ،
لا لتعصية و تخالف امرة ،
” و من يعص الله و رسولة و يتعد حدودة يدخلة نارا خالدا و له عذاب مهين ” ،
فهل بعد ذلك البيان من عذر للبنات و الفتيان ،
والشباب و الشيبان ،
وهل بعد ذلك الحديث من عذر للذكور و الاناث .
فما حجتك يا تارك الصلاة امام الله ؟
ما جوابك اذا سئلت عن اسباب تركك للجمع و الجماعات ؟
!
فالويل لك ان لم توفق للجواب الصواب ،
هذا و صلوا و سلموا على النذير البشير و السراج المنير نبينا محمد بن عبدالله ،
فقد امركم الله بذلك فمحكم التنزيل فقال جل شانة ” ان الله و ملائكتة يصلون على النبى يا ايها الذين امنوا صلوا عليه و سلموا تسليما ” اللهم صل و سلم و زد و بارك على عبدك و رسولك نبينا محمد و على الة و اصحابة و التابعين و من تبعهم باحسان الى يوم الدين و عنا معهم بمنك و كرمك و احسانك يا اكرم الاكرمين .
اللهم انصر الاسلام و المسلمين ،
واذل الشرك و المشركين ،
ودمر اعداء الدين ،
واجعل ذلك البلد امنا مطمئنا و سائر بلاد المسلمين ،
اللهم انصر اخواننا المسلمين المظلومين المستضعفين فكل مكان الذين يجاهدون اعداءك و يحبون اولياءك ،
اللهم انصرهم على من ظلمهم ،
اللهم انصرهم على من بغي عليهم ،
اللهم قو شوكتهم ،
اللهم كن لهم عونا و معينا ،
وناصرا و ظهيرا ،
اللهم ثبت اقدامهم و سدد رميهم و احم حوزتهم ،
اللهم كثر عددهم و عدتهم ،
اللهم زلزل الارض تحت اقدام اعدائهم ،
اللهم عليك باعداء الاسلام و المسلمين ،
اللهم احصهم عددا و اقتلهم بددا و لا تبق منهم احدا ،
اللهم عليك بهم فانهم لا يعجزونك ،
اللهم خذهم اخذ عزيز مقتدر ،
اللهم خذهم اخذا و بيلا ،
اللهم من عاونهم و ساندهم فادر الدائره عليه و اجعلة غنيمه للمسلمين يا ذا الجلال و الاكرام ،
اللهم اهد شباب المسلمين ،
اللهم رد ضالهم اليك ردا جميلا ،
اللهم جنبهم رفقاء السوء و الفساد يا رب العالمين ،
ربنا اتنا فالدنيا حسنه ،
وفى الاخره حسنه و قنا عذاب النار .
سبحانك رب العزه عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين ،
واقم الصلاة .
.
ان الصلاة تنهي عن الفحشاء و المنكر ،
ولذكر الله اكبر و الله يعلم ما تصنعون .
- خطبة ياتارك الصلاة انسيت الآخرة