خطبة عن الصلاة

خطبة عن الصلاة 3211

ان الحمد لله نحمدة و نستعينة و نستغفرة ،

ونعوذ بالله من شرور انفسنا و من سيئات اعمالنا ،

من يهدة الله فلا مضل له ،

ومن يضلل فلا هادى له ،

واشهد ان لا الة الا الة و حدة لا شريك له ،

شهاده حق و رضي ،

واشهد ان محمدا عبدة و رسولة ،

نبى العدل و الهدي ،

صلي الله عليه و على الة و اصحابة و اتباعة و سلم تسليما كثيرا .
.
” يا ايها الذين امنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسولة فقد فاز فوزا عظيما ” ،

” يا ايها الذين امنوا اتقوا الله و لتنظر نفس ما قدمت لغد و اتقوا الله ان الله خبير بما تعملون ” … اما بعد :


فاتقوا الله عباد الله ،

وراقبوا ربكم فالسر و العلن ،

فهو معكم بعلمة ،

مطلع على اعمالكم و اقوالكم ،

فانتم محاسبون عليها و مؤاخذون فيها .



امه الاسلام : ان الذنوب لهى اكبر معول لهدم الدين فالنفوس ،

واعظم معين للاعداء ،

الا و ان من اعظم الذنوب و المعاصى التي عصى الله فيها فالارض ما جاء على لسان هذا اليهودى الذي قال : ” اذا اراد المسلمون ان ينتصروا علينا فلا بد ان يصبح حضورهم فصلاه الفجر كحضورهم فصلاه الجمعة ” ،

نعم يا عباد الله ،

اذا اردنا النصر و الفوز على الاعداء من شياطين الانس و الجن ،

فيجب ان يصبح حضورنا فجميع الفروض الخمسه كحضورنا فصلاه الجمعة ،

هذا ما شهدت فيه الاعداء ،

والحق ما شهدوا فيه ،

فلماذا يفكر العديد من المسلمين فالصلاة فبيوتهم دون الحضور الى مقر الصلاة و هي المساجد ،

واعلم يا من تصلى فبيتك و تهجر بيوت الله انك مهما عشت فهذه الدنيا فلا بد ان تدخل المسجد اما حيا او ميتا ،

فاحرص على دخولة حيا متذللا لله خاشعا لله ،

طائعا لله و لرسولة ،

قبل ان تدخلة محمولا على اعناق الرجال ميتا ليصلي عليك ،

فحينئذ لا ينفعك عملك و لا تجارتك و لا منصبك و لا مكسبك و لا اولادك من الله شيئا ،

واليكم هذي القصة ،

هذا رجل اتاة الله قوه فجسمة و فتوه فعضلاتة ،

فنسى ان الله هو القوي المتين ،

كان يسمع داعى الله فلا يجيبة ،

اما اذا سمع داعى الهوي و الشهوات اسرع فاجابتة ،

وكل همة جمع المال من اي طريق كان ،

كان يعمل حمالا يحمل البضائع فالاسواق ،

وذات يوم دخل متجرا و هو يحمل بضاعه ،

فسقط عليه جدار فوقع على ظهرة ،

فاصيب بشلل كلى افقدة القدره على المشي و الحركة فصار حيا ميتا ،

قد حكم عليه بعدم الحركة طوال الحياة ،

حتي الخارج من السبيلين لا يملك اخراجهما بنفسة ،

فيحتاج الى ثلاث ساعات على الاقل لاخراجهما بعد الم عسير لا يعلمة الا الله ،

وهكذا هي حياتة نكد و الم و تعب ،

لم يعرف المسجد يوما ،

فعاقبة الله عقابا اليما ،

وسالة احد الزائرين عن امنيتة الان ،

فقال : اتمني ان احضر صلاه الجماعة .

الان و ربما عصيت قبل و كنت من المفسدين .



يا تاركا للصلاه و يا هاجرا لبيوت الله و يا مستهينا باوامر الله : هل تذكرت هادم اللذات و مفرق الجماعات ،

هل تذكرت مفارقه المال و الاهل و الاولاد ،

هل تذكرت يوما تكون به من اهل القبور ،

هل تذكرت ضيقها و ظلمتها ،

ووحشتها و كربتها ،

هل تذكرت عذاب القبر و حياتة و عقاربة ،

هل تذكرت عندما يضرب الفاجر بمرزبه من حديد و يصيح صيحه يسمعة جميع الخلائق الا الانس و الجن ،

هل تذكرت عندما تسال فقبرك اتوفق للجواب ام تحيد عن الصواب ،

فيا و يلك كيف نسيت الموت و هو لا ينساك ،

ويلك كيف غفلت و لم يغفل عنك ،

وويل لك كيف تؤثر دنياك و لا تدرى غدا ما يفعل بك ،

فاعد للسؤال جوابا ،

وللجواب صوابا ،

واياك و التفريط فجنب الله فالله معك يسمعك و يراك ،

اياك و التسويف ،

ولا تقل ما زلت فمقتبل العمر و لسوف اتوب ،

فالموت لا يعرف صغيرا و لا كبيرا ،

ولا شابا و لا شيخا ،

ولا غنيا و لا فقيرا ،

ولا و زيرا و لا اميرا ،

ولا رجالا و لا نساء ،

” و جاءت سكره الموت بالحق هذا ما كنت منه تحيد ”


اما و الله لو علم الانام لما خلقوا لما غفلوا و ناموا


لقد خلقوا لما لو ابصرتة عيون قلوبهم تاهوا و هاموا


ممات بعدها قبر بعدها حشر و توبيخ و اهوال عظام


فيا ايها العبد الضعيف ،

يا ايها العبد الفقير الى رحمه ربة ،

كم تماديت ،

وكم تعاليت على ربك ،

وهو القوي شديد العقاب ،

الذى له ملك السموات و الارض ،

الغنى عن طاعتك ،

من الذي سيجادل عنك فقبرك و يوم ان تحشر و حدك ،

اتركت الصلاة يائسا من رحمه الله ،

انة لا يياس من روح الله الا القوم الكافرون ،

ام تركت الصلاة امنا من مكر الله ،

فلا يامن مكر الله الا القوم الخاسرون .

ام هل ضمنت الجنه و امنت من النار ،

ورسول الهدي صلى الله عليه و سلم يقول : ” و الله ما ادرى ما يفعل بى و انا رسول الله ” .



ايها المسلمون : الا فاعلموا ان مقام الصلاة عظيم ،

وقدرها عند الله كبير ،

ولهذا فرضها و شرعها من فوق سبع سماوات ،

فالصلاة هي الركن الثاني من اركان الاسلام ،

وعمودة الذي لا يقوم الا فيه ،

وهي الفارقه بين الاسلام و الكفر ،

والفاصله بين الايمان و الشرك ،

قال صلى الله عليه و سلم ” بين الرجل و بين الكفر و الشرك ترك الصلاة ” و قال صلى الله عليه و سلم ” العهد الذي بيننا و بينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ” ،

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص ،

عن النبى صلى الله عليه و سلم انه ذكر الصلاة يوما ،

فقال : ” من حافظ عليها كانت له نورا و برهانا و نجاه يوم القيامه ،

ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورا و لا برهانا و لا نجاه ،

وكان يوم القيامه مع قارون و فرعون و هامان و ابي بن خلف ” ،

وانما خص هؤلاء الاربعه لانهم رؤوس الكفر ،

فتارك الصلاة اما ان يشغلة ما له او ملكة او رياستة او تجارتة ،

فمن شغلة عنها جمع المال و كسبة باى طريق و من اي مكان و تهاون فامر الصلاة فهو مع قارون ،

ومن شغلة عنها ملكة و ادارتة فهو مع فرعون ،

ومن شغلة عنها رياستة و وزارتة فهو مع هامان ،

ومن شغلة عنها تجارتة و محلاتة و عملة من اجل كسب المال و تهاون فامر الصلاة فالنوم و العمل اروع من الصلاة عندة فهو مع ابي بن خلف و جميع اولئك ائمه الكفر و الطغيان .

قال صلى الله عليه و سلم : ” و لا تتركوا الصلاة عمدا فمن تركها عمدا متعمدا فقد خرج من المله ” .



اخوه الايمان : ان الشيطان عدو البشريه جمعاء ،

حريص جميع الحرص على صرف المسلم عن هذي الصلاة ،

لان من انصرف عن صلاتة فحتما سينصرف عن بقيه احكام الشريعه ،

وانة و الله لا دين لمن لا صلاه له ،

ولا حظ له فالاسلام .

ولا قدر له عند الله الملك العلام ،

ان للشيطان حيلا ما كره يمكر فيها على المسلم ،

حتي يضيع عليه دينة فيقذفة فنار جهنم و العياذ بالله ،

ولة طرقا عديده يحتال فيها على ضعاف الدين ،

فان استطاع ان يمنع المسلم من الصلاة بالكليه فانه يبذل لذا جميع يمكن و جميع مستحيل ،

وان لم يتمكن من منعة منها احتال عليه بمنعة من الصلاة مع الجماعة ،

فان لم يستطع الى هذا سبيلا اغراة بالتكاسل حتي يؤخرها عن و قتها ،

فيحرم المسلم اجر الصلاة و تبقي عليه عقوبه تاخيرها و عمد هذا بها .

ان الواقع المر ،

والحاضر التعيس الذي تعيشة الامه الاسلاميه اليوم شاهد على استحواذ الشيطان عليهم الا من رحم الله منهم و عصم ،

والا فالغالبيه العظمي ،

والكثرة الكاثره من المسلمين تهاونوا فامر الصلاة ،

وتقاصروا عن ادائها فاوقاتها ،

فما اصبرهم على النار ،

ان حال المسلمين اليوم مع الصلاة حال محزنه و حال مخزيه ،

فقد خف ميزان الصلاة عندهم و تساهلوا فشانها ،

وصار التخلف عنها امرا هينا ،

بل لا يلقي له بال ،

: ” رضوا بالحياة الدنيا من الاخره ،

فما متاع الحياة الدنيا فالاخره الا قليل ” .



عباد الله : ان البيوت و المحلات التجاريه تلتصق بالمساجد و تجاورها من جميع جهه و ناحيه ،

ومع هذي النعمه العظيمه فلا يظهر منها الى بيوت الله عز و جل الا قله قليلة ،

وبعضها لا يحضر منها احد و لا حول و لا قوه الا بالله .

والعجيب ان من يحضرون الى الصلاة لا ينكرون على المتخلفين عنها ،

فكم نري من كثرة الناس فالاسواق و الحدائق و المطاعم و الملاهى و امام الشاشات و على الارصفه و فالشوارع ،

ولا نراهم فاشرف البقاع و اجلها ،

لا نراهم فبيوت الله عز و جل ،

فسبحان الله العظيم .
.
كيف تساهل اولئك الناس فامور دينهم ،

وغفلوا عن تحكيم شريعتهم ،

وتركوا صلاتهم ،

وشمروا الى النار سواعدهم ،

رضوا بان يكونوا مع الخوالف ،

اتصفوا بصفات المنافقين التي و صفهم الله فيها فكتابة العظيم بتكاسلهم عن صلاه الجماعة ،

قال تعالى : ” ان المنافقين يخادعون الله و هو خادعهم و اذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالي يراءون الناس و لا يذكرون الله الا قليلا ” ،

واستمع يا من تركت الصلاة ،

استمع يا من قطعت الصله بالله ،

يقول احد المغسلين للموتي : جاءتنا جنازتين احداهما لشاب يبلغ الرابعة عشره من عمرة و الاخر يبلغ الستين ،

يقول : و اتجة كل المغسلين الى هذا الشاب لتغسيلة ،

فغسلناة و كفناة و وجدنا راحه و طمانينه فذلك ،

فسالنا و الدة عنه ،

فقال : كان من المحافظين على الصلوات و خاصة صلاه الفجر ،

ولم يترك صلاه الفجر الا مره واحده ،

عندما حضرتة الوفاه قبل الصلاة ،

واستطرد المغسل قائلا : اما هذا الطاعن فالسن فقد رفض تغسيلة جميع المغسلين و اذا برائحه كريهه تنبعث منه ،

فخرج جميع من فالمغسله من نتن تلك الرائحه ،

ولم يبق الا انا ،

فاستعنت بالله لتغسيلة و عندما سالنا اهلة عن حالة قالوا : كان لا يعرف جمعه و لا جماعة .

فانا لله و انا الية راجعون .



ايها الناس : صلاه الجماعة فرض عين ،

تجب فحال الصحة و المرض ،

تجب فحال الاقامه و السفر ،

تجب فحال الامن و الخوف ،

وفى ساحات الوغي و القتال ،

فلقد امر الله نبية بالصلاة فحال الحرب و لم يعذرة بتركها ،

فكيف بمن يعيش فبيته و بين اهلة امنا من الخوف ،

سالما من العاهات ،

صلاه الجماعة لا تسقط عن المسلم بحال ما دام عقلة ثابتا .

ولو عذر فتركها احد لكان العذر لمن يقاتلون الاعداء فساحات القتال ،

قال الله تعالى : ” و اذا كنت فيهم فاقمت لهم الصلاة فلتقم طائفه منهم معك و لياخذوا اسلحتهم ” و لو كان هنالك عذر للتخلف عن صلاه الجماعة لاعذر الاعمي فتركها ،

فقد روي مسلم فصحيحة ان رجلا اعمي قال : يا رسول الله ،

ليس لى قائد يقودنى الى المسجد ،

فسال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان يرخص له ،

فلما و لي دعاة فقال : ” هل تسمع النداء ؟

قال : نعم ،

قال : فاجب ” و فروايه قال : ” لا اجد لك رخصه ” .

الله اكبر يا عباد الله لم يرخص لذا الضرير الاعمي ،

بعيد الدار ،

ولا قائد له ،

والطريق الى المسجد و عره و كثيرة الهوام ،

فما بالنا بمن انعم الله عليه بشتي النعم ،

نعمه البصر ،

واضاءه الطرق و الامن من الخوف ،

والمركب الموصل الى المسجد ،

فما عذرك يا من تركت صلاه الجماعة ؟

وما حجتك امام الله ؟

ان نعم الله عليك لا تعد و لا تحصي و من اجلها و اعظمها نعمه البصر التي فيها تري الطريق الى بيوت الله عز و جل ،

فماذا لو و ضعت اعمالك فكفه و نعمه البصر فالثانية ،

ثم رجحت نعمه البصر ،

فيالها من خساره عظيمه و نهاية مؤلمه .



امه التوحيد : لما لم يعذر احد بترك صلاه الجماعة علم بالضروره و جوبها على الاعيان ،

قال صلى الله عليه و سلم : ” لقد هممت ان امر بالصلاة فتقام ،

ثم امر رجلا يصلى بالناس بعدها انطلق معى برجال معهم حزم من حطب الى قوم لا يشهدون الصلاة فاحرق بيوتهم بالنار” ] متفق عليه [ ،

وقال صلى الله عليه و سلم : ” من سمع النداء بالصلاة فلم يات فلا صلاه له الا من عذر ” و سئل ابن عباس رضى الله عنهما ما العذر ؟

قال : مرض او خوف .

وقال صلى الله عليه و سلم : ” ما من ثلاثه فقريه و لا بدو لا تقام فيهم الصلاة الا استحوذ عليهم الشيطان فعليكم بالجماعة ،

فانما ياكل الذئب من الغنم القاصيه ” [ رواة ابو داود باسناد حسن ] .

فاين انتم يا من تصلون فبيوتكم ،

وتزعمون انكم جماعة ،

من اين حصلتم على هذي الفتوي ،

واني لكم ذلك العلم ،

الله امركم بهذا ام على الله تفترون ،

ما فوائد المساجد اذن ،

اتظنون ان الله لا يعلم كثيرا مما تضمرون فنفوسكم ،

الم تسمعوا قول الله تعالى : ” فبيوت اذن الله ان ترفع و يذكر به اسمه يسبح له بها بالغدو و الاصال رجال ” ،

الم تسمعوا قول الله تعالى : ” و اقيموا الصلاة و اتوا الزكاه و اركعوا مع الراكعين ” ،

واين يركع الراكعون ،

انهم يركعون فبيوت الله ،

طمعا فرحمه الله ،

وخوفا من عقاب الله ،

يقول ابن مسعود رضى الله عنه : ” لو انكم صليتم فبيوتكم كما يصلى ذلك المتخلف فبيته ،

لتركتم سنه نبيكم ،

ولو انكم تركتم سنه نبيكم لضللتم ،

ولقد رايتنا و ما يتخلف عنها الا منافق معلوم النفاق ” .



معاشر المسلمين : ذلك موظف يحضر الى عملة جميع يوم مبكرا ،

ولكنة يغيب عن احدث يوم من ايام العمل ،

فالتمس له رئيسة العذر ،

وتكرر ذلك الغياب ،

حتي اصبح سمه يعرف فيها ذاك الموظف ،

فضاق فيه رئيسة ذرعا ،

فاستدعاة و حذرة من الغياب ،

وامهلة و امد له فالمهله ،

ولكن الموظف تمادي فغيابة عن احدث يوم من ايام عملة ،

فقرر الرئيس فصلة من عملة ،

واستدعاء الهيئه الاستشاريه فالعمل ،

وعقد اجتماعا مغلقا ،

وتمخض عن هذا الاجتماع ،

الاجماع على فصل الموظف ،

لان حضورة مبكرا جميع يوم لم يشفع له بالغياب عن احدث يوم بلا عذر ،

فتم فصلة من عملة .

ولله المثل الاعلي ،

فذاك الموظف كعبد من عباد الله ،

خلقة الله لطاعتة ،

ثم يتاخر او يترك صلاه الفجر بلا عذر ،

فما عذرك يا من تركت صلاه الفجر ،

ونمت عنها ،

وضبطت المنبة على وقت العمل ،

اللعمل خلقك الله ؟

ام خلقك لعبادتة ،

الا تستحق الطرد و الابعاد من رحمه الله ،

فذاك الموظف الذي يغيب عن عملة بلا عذر ،

لانت اشد منه اثما ،

واعظم منه جرما .



امه الاسلام : صلاه الفجر تلك الصلاة العظيمه المشهوده التي تشهدها ملائكه الليل و النهار ،

تلك الصلاة التي فرط بها كثير من المسلمين اليوم ،

تلك الصلاة التي تئن المساجد من فقد المسلمين بها ،

انها الاختبار الحقيقي لقوه الايمان ،

انها المحك الرئيسى لحب الرحمن ،

فاين اهل الفرش و الاسرة عنها ،

انهم يغطون فنوم عميق و المنادى ينادى ” الصلاة خير من النوم ” و لسان حالهم يقول النوم خير من الصلاة ،

والنبى صلى الله عليه و سلم يقول : ” بشر المشائين فالظلم الى المساجد بالنور التام يوم القيامه ” [ رواة ابو داود و الترمذى و صححة الالبانى ] لقد اثروا النوم على الصلاة ،

الله امرهم فيها فلم يذعنوا للامر و لم يستيقنوا للخبر ،

عصوا ربهم و تمردوا عن طاعتة و عبادتة ،

واسمع يا من احببت النوم على الصلاة ،

اسمع يا من اثرت الفراش الوثير على بيوت الله يقول النبى صلى الله عليه و سلم : ” انه اتانى الليلة اتيان و انهما قالا لى انطلق ،

وانى انطلقت معهما ،

وانا اتينا على رجل مضطجع و اذا احدث قائم على راسة بصخره ،

واذا هو يهوى بالصخره لراسة فيثلغ راسة اي يفلق راسة فيتدهدة الحجر اي يتدحرج فياخذة ،

فلا يرجع الية حتي يصح راسة كما كان ،

ثم يعود عليه فيفعل فيه كما فعل فالمره الاولي ” قال : قلت لهما : انني رايت الليلة عجبا ،

فما ذلك الذي رايت ،

قالا لى : اما الرجل الذي اتيت عليه يثلغ راسة بالحجر ،

فانة الرجل ينام عن الصلاة المكتوبة ” [ رواة البخارى ] ،

فاين رجال التعليم ،

واين الاباء ،

واين الشباب ،

واين الامهات ،

واين البنين و البنات ،

عن ذلك الحديث العظيم ،

فهل يستوى من يمشي فالظلم الى المساجد و من هو نائم و راقد ،

والله لا يستويان ابدا : ” فريق فالجنه و فريق فالسعير ” قال صلى الله عليه و سلم : ” ليس صلاه اثقل على المنافقين من صلاه الفجر و العشاء ،

ولو يعلمون ما فيهما من الاجر لاتوهما و لو حبوا ” [ متفق عليه ] ،
يقول احد المغسلين للموتي : و ربما جيء بميت يحملة ابوة و اخوانة و دخلنا لتغسيلة فبدانا بتجريدة من ملابسة ،

فاذا هو جثه نقلبها بايدينا ،

ولقد اعطاة الله بياضا ناصعا فبشرتة ،

وبينما نحن نقلب الجثه ،

وفجاه و بدون مقدمات انقلب لونة كانة فحمه سوداء ،

فتجمدت يداى و شخصت عيناي خوفا و فزعا ،

فخرجت من مكان التغسيل و انا خائف مذعور ،

فسالت ابوة : ما شان ذلك الشاب ،

فقال : انه كان لا يصلى ،

يقول المغسل : فقلت له خذوا ميتكم فغسلوة ،

فرفض المغسل ان يغسلة ،

ورفض الامام ان يصلى عليه ،

انا لله و انا الية راجعون .

لا الة الا الله !

لا يغسل و لا يصلي عليه و لا يدفن فمقابر المسلمين ،

فماذا يفعل فيه ؟

يذهب فيه الى الصحراء و يحفر له حفره و يقذف بها و يهال عليه التراب حتي لا يؤذى المسلمين برائحتة .

فاى نهاية سيئه لهذا العبد ،

قال الله تعالى : ” و لا تصل على احد ما ت منهم ابدا و لا تقم على قبرة انهم كفروا بالله و رسولة و ما توا و هم فاسقون ” ،

” فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون ” .



الله الله بالصلاة ايها الشباب و الرجال ،

الله الله بالصلاة يا اماء الله يا نساء الامه ،

اوصيكم و نفسي بالمحافظة عليها ،

فلقد فرطتم كثيرا ،

وتماديتم مليا ،

وعصيتم كثيرا ،

ونمتم طويلا ،

وقد حان اوان العوده الى الله تعالى ،

فالاحداث اليوم لا تنبئ بخير ،

والواقع اليوم خطير ،

فاذا لم تعودوا الى الله اليوم فمتي ستعودون ،

فاحرصوا على الصلاة فهي مفتاح جميع خير ،

وهي السبيل الموصل لرضوان الله تعالى ،

ومن تركها فقد قطع صلتة بالله ،

فاتقوا الله ايها المسلمون و ادوا هذي الفريضه العظيمه و فق شرع الله تعالى ،

وفى بيوت الله عز و جل ،

” حافظوا على الصلوات و الصلاة الوسطي و قوموا لله قانتين ” .

بارك الله لى و لكم فالقران العظيم ،

ونفعنى و اياكم بما به من الايات و الذكر الحكيم ،

وجعلنى و اياكم من المتبعين لسنه سيد المرسلين .

اقول قولى ذلك و استغفر الله العظيم الجليل لى و لكم من جميع ذنب فاستغفروة و توبوا الية انه هو الغفور الرحيم .



الحمد لله على احسانة ،

والشكر له على توفيقة و امتنانة ،

واشهد ان لا الة الا الله و حدة لا شريك له تعظيما لشانة ،

واشهد ان محمدا عبدة و رسولة الداعى الى رضوانة ،

صلي الله عليه و سلم و على الة و اصحابة و الانبياء اخوانة … اما بعد :


فيا ايها المسلمون : كم هم الذين يتهاونون بصلاه الجمعة فلا يصلونها ظنا منهم بعدم و جوبها و تكاسلا عن اتيانها بسبب السهر و النوم الطويل ،

والله تعالى يقول : ” يا ايها الذين امنوا اذا نودى للصلاه من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله و ذروا البيع ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون ” ،

وقال صلى الله عليه و سلم : ” لينتهين اقوام عن و دعهم الجمعات او ليختمن الله على قلوبهم بعدها ليكونن من الغافلين ” ] رواة مسلم [ .

وقال صلى الله عليه و سلم : ” من ترك ثلاث جمع تهاونا طبع الله على قلبة ” ] رواة احمد و اهل السنن [ .

وقال صلى الله عليه و سلم : ” لقد هممت ان امر رجلا يصلى بالناس ،

ثم احرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم ” [ رواة مسلم ] ،

فالله الله ايها المسلمون بالمحافظة على الصلاة و الاهتمام فيها فهي الفارقه بين الاسلام و الكفر و الشرك ،

قال ابن حزم ،

جاء عن عمر بن الخطاب و عبدالرحمن بن عوف و معاذ بن جبل و ابي هريره و غيرهم من الصحابه رضى الله عنهم ” ان من ترك صلاه فرض واحده متعمدا حتي يظهر و قتها فهو كافر مرتد ” .

نعوذ بالله من الحور بعد الكور .

اى من النقصان بعد الزياده .



ايها المسلمون : اختم هذي الخطبة برساله ابعثها لكل من يتصدق فسبيل الله ،

ولكل من يصوم النهار ،

ولكل بار بوالدية ،

ولكل رحيم بالمساكين ،

ولكل من يحسن الى الجار ،

ولكل من يفعل الخير ،

ويعين المسلمين على نوائب الدهر و هو تارك للصلاه ،

ابعث له هذي الرساله مقدما له احر التعازى فضياع تلك الاعمال هباء منثورا ،

وذهابها سرابا بقيعه ،

فلا تنفعة اعمال الخير كلها ما كان مضيعا للصلاه مفرطا بها ،

فان سالت عن مصيرها فالدنيا فيقول الله تعالى : ” و من كان يريد حرث الدنيا نؤتة منها و ما له فالاخره من نصيب ” ،

وقال النبى صلى الله عليه و سلم : ” ان الله لا يظلم مؤمنا حسنه ،

يعطي فيها فالدنيا و يجزي فيها فالاخره ،

واما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل فيها لله فالدنيا ،

حتي اذا افضي الى الاخره لم تكن له حسنه يجزي فيها ” [ اخرجة مسلم و احمد ] ،

فيا تارك الصلاة ذلك هو مصير اعمالك فالدنيا ،

واما فالاخره فيجيبك ربك سبحانة و تعالى بقوله : ” و قدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناة هباء منثورا ” ،

فيا تاركا للصلاه اين انت عن جموع المصلين من المسلمين ،

واين جبهتك من جباة الراكعين الساجدين ،

واين قلبك من قلوب الخائفين من ربهم و الوجلين ،

اما تستحى ان يطيع الله حيوان و جماد لا عقل له ،

وتعصية انت بما كرمك الله من العقل ،

اتسجد الحجاره و الشجر و الدواب لله تعالى ،

وترفض هذا انت ،

الم تسمع قول الله تعالى : ” الم تر ان الله يسجد له من فالسموات و من فالارض و الشمس و القمر و النجوم و الجبال و الشجر و الدواب و كثير من الناس و كثير حق عليه العذاب” ،

فاحذر ان تكون ممن حق عليهم العذاب ،

فتخسر الدنيا و الاخره ،

وذلك و الله هو الخسران المبين ،

الم يان لقلبك ان يخشع لذكر الله و ما نزل من الحق ،

اما ان لنفسك ان تتذكر نعم الله عليها ،

اما علمت ان الله خلقك و اوجدك لتعبدة ،

لا لتعصية و تخالف امرة ،

” و من يعص الله و رسولة و يتعد حدودة يدخلة نارا خالدا و له عذاب مهين ” ،

فهل بعد ذلك البيان من عذر للبنات و الفتيان ،

والشباب و الشيبان ،

وهل بعد ذلك الحديث من عذر للذكور و الاناث .

فما حجتك يا تارك الصلاة امام الله ؟

ما جوابك اذا سئلت عن اسباب تركك للجمع و الجماعات ؟

!
فالويل لك ان لم توفق للجواب الصواب ،

هذا و صلوا و سلموا على النذير البشير و السراج المنير نبينا محمد بن عبدالله ،

فقد امركم الله بذلك فمحكم التنزيل فقال جل شانة ” ان الله و ملائكتة يصلون على النبى يا ايها الذين امنوا صلوا عليه و سلموا تسليما ” اللهم صل و سلم و زد و بارك على عبدك و رسولك نبينا محمد و على الة و اصحابة و التابعين و من تبعهم باحسان الى يوم الدين و عنا معهم بمنك و كرمك و احسانك يا اكرم الاكرمين .

اللهم انصر الاسلام و المسلمين ،

واذل الشرك و المشركين ،

ودمر اعداء الدين ،

واجعل ذلك البلد امنا مطمئنا و سائر بلاد المسلمين ،

اللهم انصر اخواننا المسلمين المظلومين المستضعفين فكل مكان الذين يجاهدون اعداءك و يحبون اولياءك ،

اللهم انصرهم على من ظلمهم ،

اللهم انصرهم على من بغي عليهم ،

اللهم قو شوكتهم ،

اللهم كن لهم عونا و معينا ،

وناصرا و ظهيرا ،

اللهم ثبت اقدامهم و سدد رميهم و احم حوزتهم ،

اللهم كثر عددهم و عدتهم ،

اللهم زلزل الارض تحت اقدام اعدائهم ،

اللهم عليك باعداء الاسلام و المسلمين ،

اللهم احصهم عددا و اقتلهم بددا و لا تبق منهم احدا ،

اللهم عليك بهم فانهم لا يعجزونك ،

اللهم خذهم اخذ عزيز مقتدر ،

اللهم خذهم اخذا و بيلا ،

اللهم من عاونهم و ساندهم فادر الدائره عليه و اجعلة غنيمه للمسلمين يا ذا الجلال و الاكرام ،

اللهم اهد شباب المسلمين ،

اللهم رد ضالهم اليك ردا جميلا ،

اللهم جنبهم رفقاء السوء و الفساد يا رب العالمين ،

ربنا اتنا فالدنيا حسنه ،

وفى الاخره حسنه و قنا عذاب النار .

سبحانك رب العزه عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين ،

واقم الصلاة .
.
ان الصلاة تنهي عن الفحشاء و المنكر ،

ولذكر الله اكبر و الله يعلم ما تصنعون .

  • خطبة ياتارك الصلاة انسيت الآخرة


خطبة عن الصلاة