ظاهرة التشرميل

يعتبر التشرميل فالاصل كيفية لتحضير اللحوم فالاطباق المغربيه الا ان ذلك الاسم بات يطلق كذلك على ظاهره اجتماعيه طفت على السطح بعد اقدام مجموعة من الشباب المغاربه على نشر صور لهم على مواقع التواصل الاجتماعى و هم يحملون بعض الاسلحه البيضاء و صورا لهم بماركات عالمية للتفاخر اضافه الى منقولات ربما تعود الى بعض السرقات المنفذه من طرف هؤلاء فبداية الامر نفت الشرطة المغربيه الامر و زعمت ان الامر يتعلق بصور مفبركة تهدف الى زعزعه الاحساس بالامن لدي المغاربه لكن و بعد ضغط من المجتمع المدنى امر الملك محمد السادس بوضع حد لهذه الظاهره لتتحرك و زاره الداخلية بمختلف اجهزتها و توقف الاف المشتبة بانتمائهم الى موضه التشرميل فو قت و جيز بناء على نشاطاتهم فمواقع التواصل الاجتماعى و ربما استاثرت الظاهره باهتمام و اسع و شهدت تغطيه اعلاميه ضخمه امتدت الى الخارج بل ان التشرميل تعدي ال ثم الاجتماعى و الامنى ليكون مصطلحا سياسيا يستعملة الفرقاء فالنيل من خصومهم

فى مقابل الفوبيا و الخوف الاجتماعيين،
اضحت ايضا ظاهره التشرميل- حسب سعيد بنيس استاذ العلوم الاجتماعيه بجامعة محمد الخامس بالرباط المغرب- ضربا من ضروب الاغتناء السريع حيت تشكل المواد الاوليه للتشرميل تجاره مربحه لا سيما نوعيات البضاعه القادمه من الصين من قبيل سيوف الساموراى و اسلحه ثانية عبر مروجين صينيين فالدار البيضاء او عبر و سطاء مغاربه ينشطون فمجموع التراب المغربي.
كما تحولت ظاهره التشرميل الى نسق من انساق التميز الاجتماعى و هذا ما اظهرتة و صله غنائيه فشكل فيديو كليب لمجموعة شباب من مدينه فاس تتغني بالتشرميل نشرت بموقع كود بتاريخ 20 ابريل 2024.
يظهر المشرمل من اثناء عبارات الاغنية بصورة هذا الشاب “اللى كيضرب و يعطب” و ”تحتو لمضا” و هو الذي “ما كيحشم ما كيخاف” و ”فالحبس رويجل”.
وكرد فعل مباشر و تلقائي،
اطلق شاب مغربي و بشكل منفرد حمله “التشرميل الثقافي” لمواجهه “التشرميل الاجرامي” مفادها “ان الغني الحقيقي الذي يتعين على الشباب ان يتباهي فيه هو مقدار ما كسبة من علم و معرفة،
وليس طول السيف الذي يلوح فيه و لا عدد الهواتف التي سرقها او قصة الشعر التي تعلو راسة او اللباس الرياضى الباهظ الثمن و ساعة اليد” .

كما ان فحوي الحمله تتلخص فالتقاط صور للشباب و هم محاطون بما يشكل “غنائمهم” و غناهم الفكرى و المعرفى و هم و سط كومه من الكتب و المؤلفات.
بعد هذي التفاعلات الشبابية،
انتقل تداول و استخدام لفظه التشرميل من داخل لغه محدوده الانتشار و محتكره من طرف شريحه اجتماعيه بعينها و هو ما يطلق عليه فعلم اللسانيات الاجتماعيه « sociolecte » الى توظيف معمم على كل نواحى الحياة العامة لتصبح مفرده متداوله من طرف كل شرائح المجتمع.
فظاهره التشرميل اضحت تباعا ظاهره مجتمعيه لا تقتصر فحسب على الشباب بل امتدت لتشمل حقولا مجتمعيه متنوعة.
فبرصد بسيط للانزلاق المعنوى للفظة،
تحول المصطلح من حقل المطبخ الى حقل الاحداث الاجراميه ليرسو فاول انتشار مجتمعى له فمرفا الخطاب السياسي : “التشرميل الحكومي” كمرادف لمعني “معاداه الشعب المغربي بكل فئاته” و هو ما جاء على لسان امين عام احد الاحزاب السياسية فنعتة لعمل الحكومة الحاليه ليمتد الحديث عن التشرميل الجامعى مع احداث العنف التي عرفتها مؤخرا جامعة فاس او التشرميل الرياضى مع ما ترتب من خسائر ما ديه بعيد انتهاء مقابلات الدورى المغربي فكرة القدم فنهاية الاسبوع.
فمصطلح التشرميل لا يعدو ان يصبح فقط ذا حموله اجراميه بل اصبح ايضا ذا عمق سياسى و جامعى و رياضى فانتظار ان يلج مجالات ثانية كالثقافه ” التشرميل الثقافي” و الصحة “التشرميل الصحي” و التربيه “التشرميل التربوي” و الاقتصاد “التشرميل الاقتصادي” و اللغه “التشرميل اللغوي” و القضاء “التشرميل القضائي و ان يقتحم فضاءات متنوعه كالاحزاب “التشرميل الحزبي” و البرلمان “التشرميل البرلماني” و المجتمع المدنى “التشرميل المدني” و النقابات “التشرميل النقابي” و القطاعات الوزاريه “التشرميل الوزاري” و الاسرة “التشرميل الاسري” و التراب “التشرميل الحضري” و “التشرميل القروي”،… و انطلاقا من تمفصلات مقوله عبقريه التفاعلات المجتمعيه و الانتاجيه اللغويه (Productivité langagière) كما تبين فحالة بعض المصطلحات كمصطلح “الحكرة” الذي غدا لفظه داله على كل نوعيات اللامساواه المدنيه و انعدام العداله الاجتماعيه و انتفاء شروط الكرامه و المواطنه سوف يحيل مصطلح التشرميل مستقبلا على ظواهر مجتمعيه تجسد و تاثث لجميع نوعيات و اشكال و درجات العنف و انعدام الامن كانت ما ديه او رمزية،
مباشره او غير مباشرة،
متصلة او منفصلة،
منفرده او جماعية،
حضريه او قروية،
رسمية او غير رسمية،
محليه او و طنيه ليلعب دور “الكلمه الموحدة” (leitmotiv ) فديناميه الفعل الاحتجاجى و الحراكات المجتمعية

 

ظاهرة التشرميل d48085126f394450504c313dd9238e38


ظاهرة التشرميل