قصة نبي ذكر في القران

قصة نبي ذكر في القران imgres4

 

 

 

 

وقصة النبى صالح عليه السلام مع قومة ثمود و ردت فسور متعددة: فجاءت مفصله فسور: (الاعراف)،
و(هود)،
و(الحجر)،
و(الشعراء)،
و(فصلت).
وجاءت اقل تفصيلا فسور: (الاسراء)،
و(النمل)،
و(الذاريات)،
و(الحاقة)،
و(الفجر)،
و(الشمس)،
واشير اليها فسور: (التوبة)،
و(ابراهيم)،
و(الحج)،
و(الفرقان)،
و(العنكبوت)،
و(ص)،
و(غافر)،
و(ق)،
و(النجم)،
و(البروج).

حاصل القصة

ارسل الله نبية صالحا عليه السلام الى قبيله ثمود،
وهي من قبائل العرب،
وكان صالح واحدا منها،
وكانت مساكنها ب (الحجر)،
وهو مكان يقع الان بين الحدود الشماليه للمملكه العربية السعودية و شرق المملكه الاردنية.
وكان قوم صالح عليه السلام ربما انعم الله عليهم بمظاهر الحضارة من العمران و البنيان،
بيد انهم كانوا جاحدين لانعمه،
منكرين لوحدانيته.
وقد طالبوا نبيهم بمعجزه تثبت انه رسول من الله اليهم،
فاتاهم بالناقة.
وامرهم ان يتركوا الناقه و شانها،
ولا يمسوها بسوء،
غير انهم لم يلتفوا لامره،
وقتلوا الناقة،
فعاقبهم سبحانة شر عقاب،
ونجي نبية صالحا و الذين امنوا معه.

تحليل عناصر القصة

تدور و قائع هذي القصة واحداثها على سته عناصر رئيسة،
هى على النحو الاتي:

العنصر الاول: دعوه النبى صالح عليه السلام قومة الى عباده الله و حدة و الاخلاص له،
ونبذ جميع معبود سواه،
سواء اكان المعبود صنما،
ام و ثنا،
ام غير ذلك.
وقد تعددت الايات الوارده فتقرير هذي الدعوة،
منها قوله تعالى: {قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من الة غيره} (الاعراف:73).
وقوله عز و جل: {اذ قال لهم اخوهم صالح الا تتقون} (الشعراء:142).
ومنها كذلك قوله سبحانه: {ان اعبدوا الله} (النمل:45).
وقوله عز من قائل: {فاستغفروة بعدها توبوا اليه} (هود:61).
وقوله تعالى: {لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون} (النمل:46).

العنصر الثاني: ذكر المعجزه التي جاءهم بها،
تصديقا لرسالته،
وانقيادا لدعوته،
جاء هذا فقوله تعالى: {قد جاءتكم بينه من ربكم هذي ناقه الله لكم اية} (الاعراف:73).
وقوله سبحانه: {واتينا ثمود الناقه مبصرة} (الاسراء:59).
وقوله عز و جل: {قال هذي ناقه لها شرب و لكم شرب يوم معلوم} (الشعراء:155).

العنصر الثالث: تذكيرهم بما انعم الله عليه من نعم،
وما من عليهم من منن،
جاء فذلك قوله عز من قائل: {واذكروا اذ جعلكم خلفاء من بعد عاد و بواكم فالارض تتخذون من سهولها قصورا و تنحتون الجبال بيوتا} (الاعراف:74).
وقوله سبحانه: {هو انشاكم من الارض و استعمركم فيها} (هود:61).

العنصر الرابع: الانكار عليهم لما هم عليه من فساد عريض و طغيان كبير،
وايثار للحياة الدنيا على الحياة الاخرة،
نقرا فذلك قوله تعالى: {فاذكروا الاء الله و لا تعثوا فالارض مفسدين} (الاعراف:74).
وقوله سبحانه: {وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا امنين} (الحجر:82).
وقوله عز و جل: {اتتركون فما ها هنا امنين * فجنات و عيون * و زروع و نخل طلعها هضيم * و تنحتون من الجبال بيوتا فارهين} (الشعراء:146-149).
وقوله عز من قائل: {يا قوم لم تستعجلون بالسيئه قبل الحسنة} (النمل:46).

العنصر الخامس: موقف قوم صالح عليه السلام من دعوتة نحا منحي السخريه و التكبر و الاستعلاء فالارض،
وهو ما اشارت الية الايات الاتيات: قوله سبحانه: {فعقروا الناقه و عتوا عن امر ربهم و قالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا ان كنت من المرسلين} (الاعراف:77).
وقوله تعالى: {قالوا يا صالح ربما كنت فينا مرجوا قبل ذلك اتنهانا ان نعبد ما يعبد اباؤنا و اننا لفى شك مما تدعونا الية مريب} (هود:62).
وقوله سبحانه: {واتيناهم اياتنا فكانوا عنها معرضين} (الحجر:81).
وقوله عز و جل: {قالوا انما انت من المسحرين * ما انت الا بشر مثلنا فات بايه ان كنت من الصادقين} (الشعراء:153-154).
وقوله عز من قائل: {قالوا اطيرنا بك و بمن معك} (النمل:47).
وقوله تعالى: {فقالوا ابشرا منا واحدا نتبعة انا اذا لفى ضلال و سعر * اؤلقى الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب اشر} (القمر:24-25).

العنصر السادس: بيان عاقبه المعرضين عن دعوه الله،
والمنكرين لها،
وعاقبه المستجيبين لها،
والمنقادين لامرها،
وهو ما عبرت عنه الايات التالية: قوله تعالى: {فاخذتهم الرجفه فاصبحوا فدارهم جاثمين} (الاعراف:78).
{واخذ الذين ظلموا الصيحه فاصبحوا فديارهم جاثمين * كان لم يغنوا بها الا ان ثمود كفروا ربهم الا بعدا لثمود} (هود:67-68).
وقوله سبحانه: {فاخذتهم الصيحه مصبحين} (الحجر:83).
وقوله عز و جل: {فلما جاء امرنا نجينا صالحا و الذين امنوا معه برحمه منا و من خزى يومئذ} (هود:66).
وقوله تعالى: {فاخذهم العذاب ان فذلك لايه و ما كان اكثرهم مؤمنين} (الشعراء:158).
وقوله عز و جل: {فانظر كيف كان عاقبه مكرهم انا دمرناهم و قومهم اجمعين * فتلك بيوتهم خاويه بما ظلموا ان فذلك لايه لقوم يعلمون} (النمل:51-52).
وقوله تعالى: {فاخذتهم صاعقه العذاب الهون بما كانوا يكسبون} (فصلت:17).
وقوله سبحانه: {فاخذتهم الصاعقه و هم ينظرون * فما استطاعوا من قيام و ما كانوا منتصرين} (الذاريات:44-45)،
وقوله تعالى: {فاما ثمود فاهلكوا بالطاغية} (الحاقة:5).
وقوله عز و جل: {فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها} (الشمس:14).

ويلاحظ ان الايات الكريمه عبرت عن {العذاب} الذي اصاب قوم صالح عليه السلام،
تاره ب {الصيحة}،
وتاره ب {الرجفة}،
وتاره ب {الصاعقة}،
وتاره {بالطاغية}،
ولا تعارض بين هذي التعبيرات؛
لانها متقاربه فمعناها،
ويكمل بعضها بعضا،
وهي تدل على شده ما اصابهم من عذاب.

وعلي العكس من ذلك،
فقد كانت عاقبه المؤمنين النجاه و التاييد من الله رب العالمين؛
وذلك ببركة تقواهم،
وخوفهم من عذاب خالقهم،
واتباعهم للحق الذي جاءهم به،
قال تعالى: {نجينا صالحا و الذين امنوا معه برحمه منا و من خزى يومئذ} (هود:66).
وقال عز و جل: {وانجينا الذين امنوا و كانوا يتقون} (النمل:53).
وقال سبحانه: {ونجينا الذين امنوا و كانوا يتقون} (فصلت:18).
وفى ذلك البيان تاكيد لسنه من سنن الله التي لا تتخلف و لا تتبدل،
الا و هي عقاب الظالمين،
ونجاه المؤمنين.

ما يستفاد من القصة

قصة النبى صالح عليه السلام مع قومة -كسائر قصص القران- غنيه بالعبر،
وزاخره بالعظات،
نذكر منها:

اولا: ان صالحا عليه السلام بذل مع قومة غايه الوان الترغيب و الترهيب،
وهو يدعوهم الى عباده الله،
ونبذ جميع شيء سواه.
وقد داوم على هذي الدعوه دون ياس او ملل الى ان بلغ رساله ربة على الوجة الاكمل.

ثانيا: ان العقلاء من الناس يعتبرون باثار الظالمين،
ويربؤون بانفسهم عن ان يسلكوا،
او ان يسكنوا مساكن الذي ظلموا انفسهم؛
خوفا ان يصيبهم ما اصاب اولئك الظالمين.

ثالثا: ان الايمان اذا خالطت بشاشتة القلوب،
واستقر فالنفوس،
ولد بها الشجاعة،
والقوة،
والاقدام،
والصراحة.

رابعا: ان العقلاء المخلصين يستخدمون دائما فدعوتهم الاساليب المنطقيه الحكيمه مع غيرهم،
وهذا نراة و اضحا فجدال صالح عليه السلام مع قومه،
كما تجلي هذا فقوله سبحانه: {لم تستعجلون بالسيئه قبل الحسنه لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون} (النمل:46).
وان صالحا سلك فدعوتة لقومة احكم الاساليب و اقومها و اقواها.

خامسا: ان النعم التي ينعم الله فيها على عباده،
اذا لم يحسن العباد تسخيرها فطاعه الله،
فانها تنقلب عليهم نقما.

غرائب مما ذكرتة التفاسير حول هذي القصة

كان التركيز فقصة النبى صالح عليه السلام مع قومة على المعجزه التي جاءهم فيها و هي الناقة.
وقد ذكر المفسرون قصصا كثيرة و اخبارا عن هذي الناقة،
كذكرهم ان الناقه خلقت من صخرة،
او هضبه من الارض،
ونحو هذا من الاخبار التي لا تستند الى دليل نقلى او عقلى ينهض بها.
يقول الشيخ رشيد رضا فهذا الصدد: “ولا يصح شيء يحتج فيه فخلق الناقه من الصخرة،
او من هضبه من الارض،
كما روى عن ابي الطفيل”.
كما ان بعض المفسرين خاض فو جة كون هذي الناقه {اية}،
وذكر اقوالا لا مستند لها،
ما دفع الامام الرازى الى القول: “واعلم ان القران ربما دل على ان بها {اية}،
فاما ذكر انها كانت ايه من اي الوجوه،
فهو غير مذكور،
والعلم حاصل بانها كانت معجزه من و جة ما لا محالة”.
وهذا هو المسلك الاسلم فالوقوف عند ظاهر القران،
وعدم الخوض فتفاصيل الوقائع من غير دليل معتبر.
فما دام القران نفسة -وهو الحجه البالغة- لم يذكر تفصيلا عن {الناقة} اكثر من انها {بينة} من ربهم،
وانها {ناقه الله}،
وفيها {اية} منه،
فليكتف بما اخبر فيه القران،
دون الخوض فذلك الخضم من الاساطير و الاسرائيليات التي تفرقت فيها اقوال المفسرين حول {ناقة} صالحعليه السلام.

نعم،
نستلهم من الايات الوارده فهذا الصدد،
انها كانت {ناقة} غير عادية،
او انها اخرجت لهم اخراجا غير عادي،
ما يجعلها {بينة} من ربهم،
ومما يجعل اضافتها الى الله له دلالتة التشريفية،
ويجعلها ايه على صدق نبوته.
ولا نزيد على ذلك شيئا،
مما لم يرد ذكرة من امرها فهذا المصدر المستيقن،
وفيما جاء فهذه الاشاره كفايه عن جميع تفصيل اخر.
{وكفي الله المؤمنين القتال} (الاحزاب:25).


قصة نبي ذكر في القران