قصة نبي ورد ذكره في القران الكريم قصيره جدا

قصة نبي ورد ذكره في القران الكريم قصيره جدا 2d8d71751e4a666145fd6b6bfe5e8a51

ورد حديث القران الكريم عن يونس عليه السلام فسور (الانعام)،
و(يونس)،
و(الانبياء)،
و(الصافات).
وفى الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه و سلم انه قال: (ما ينبغى لعبد ان يقول: انا خير من يونس بن متي و نسبة الى امه)،
وفى روايه قيل: (الي ابيه).

حاصل القصة

ارسل الله يونس عليه السلام الى اهل نينوي بالعراق،
فى حوالى القرن الثامن قبل الميلاد،
فدعاهم – كما هو شان الانبياء و الرسل جميعا – الى اخلاص العباده لله تعالى،
فابوا الامتثال لما جاءهم به،
فضاق بهم ذرعا،
واخبرهم ان العذاب سياتيهم اثناء ثلاثه ايام،
فلما كان اليوم الثالث خرج يونس عليه السلام من بلده قومه،
قبل ان ياذن الله له بالخروج.

ولم يكد يبعد يونس عليه السلام عن منازل قومه،
حتي و افت قومة نذر العذاب،
واقتربت منهم طلائع الهلاك،
فساورهم الخوف،
وتيقنوا ان دعوه يونس حق،
وانذارة صدق،
وان العذاب لا بد و اقع بهم،
كما و قع على من قبلهم من الامم.

وقد و قع فنفوسهم ان يلجؤوا الى الله،
فيؤمنوا بما دعاهم الية يونس عليه السلام،
ويتوبوا مما هم به من الشرك،
ويستغفروا ربهم مما سلف منهم من الذنوب و الخطايا،
فخرجوا الى رؤوس الجبال،
وتوجهوا الى الله بالدعاء،
وكانت ساعة بسط الله عليهم بعدين جناح رحمته،
ورفع عنهم سحائب نقمته،
وتقبل منهم التوبه و الانابة؛
اذ كانوا مخلصين فتوبتهم،
صادقين فايمانهم،
فرد عنهم العقاب،
وحبس العذاب،
ورجعوا الى دورهم امنين مؤمنين،
وودوا لو يعود اليهم يونس؛
ليعيش بينهم رسولا هاديا،
ونبيا مرشدا.

بيد ان يونس بعد ان ترك منازل قومة و ربما رفضوا دعوته،
وتنكروا لحجته،
استحي ان يرجع اليهم،
ومضي بسبيله،
فاتي سفينه فركبها،
فلما و صلت لجه البحر،
هاج البحر،
واحيط بالسفينه و من فيها،
فلما علم ركابها ما هو محيط بهم،
وواقع عليهم،
قال بعضهم لبعض: لا خلاص لكم مما هو نازل بكم،
الا ان تتخففوا من بعض من على السفينة،
فاقترعوا بينهم؛
ليلقوا فالبحر من و قعت عليه القرعة،
فكانت القرعه على يونس،
بيد ان نفوسهم لم تطاوعهم على فعل ذلك؛
لما و جدوا به من كريم الاخلاق،
ومكارم الصفات،
فعاودوا القرعه ثانية،
فوقعت عليه ايضا،
فلم يابهوا لذلك،
فاعادوا القرعه ثالثة،
فخرجت عليه ايضا،
فعلم يونس ان و راء هذا تدبيرا،
وادرك خطيئته،
وما كان من تركة لقومة قبل ان يؤذن له فالهجرة،
او يستخير الله فالرحيل،
فالقي بنفسة فاليم،
واسلم نفسة للامواج.

واوحي الله الى الحوت ان يبتلعه،
وان يطوية فبطنه،
ولا ياكل لحمه،
ولا يهشم عظمه.
وقبع يونس فبطن الحوت،
والحوت يشق الامواج،
ويهوى فالاعماق،
ويتنقل فظلمات بعضها فوق بعض،
فضاق صدره،
والتجا الى الله بالدعاء: {فنادي فالظلمات ان لا الة الا انت سبحانك انني كنت من الظالمين} (الانبياء:87).

فاستجاب الله دعاء يونس عليه السلام،
واوحي سبحانة الى الحوت ان يلقى فيه العراء،
فالقاة على الشاطئ سقيما هزيلا،
ضعيفا عليلا،
فتلقتة رحمه الله بالعنايه و الرعاية،
فانبتت عليه شجره من يقطين،
فاخذ يونس يتغذي من ثمارها،
ويستظل بظلها،
فعادت الية عافيته،
فحمد الله على ما انعم عليه،
ثم اوحي الله الية ان يعود الى قومة بعد ان اخبرة بايمانهم،
وانهم ينتظرون عودته؛
ليعيش بينهم داعيا الى الله.
ولما عاد يونس الى قومه،
وجدهم ربما نبذوا عباده الاصنام،
وانابوا الى الله عابدين.

وقفات مع بعض ايات القصة

– قوله تعالى: {وذا النون اذ ذهب مغاضبا} (الانبياء:87)،
قال فحاشيه الجمل: {مغاضبا} اي: غضبان على قومه،
وصيغه (المفاعلة) هنا ليست على بابها،
فلا مشاركه كالمقاتلة،
والمؤاكلة.
ويحتمل ان تكون على بابها من المشاركة،
اي: غاضب قومه،
وغاضبوة حين لم يؤمنوا بما جاءهم فيه فاول الامر.

– قوله سبحانه: {فظن ان لن نقدر عليه} (الانبياء:87)،
اي: ان يونس خرج غضبان على قومه؛
لعدم استجابتهم لدعوته،
فظن ان لن نضيق عليه،
عقابا له على مفارقتة لقومة من غير امرنا.
او: فظن اننا لن نقضى عليه بعقوبه معينة فمقابل تركة لقومة بدون اذننا.
فقوله: {نقدر عليه} بمعنى: نضيق عليه،
يقال: قدر الله الرزق يقدرة – بكسر الدال و ضمها – اذا ضيقه،
ومنة قوله تعالى: {الله يبسط الرزق لمن يشاء و يقدر} (الرعد:26)،
اي: ضيقة عليه،
والتضييق نوع من العقوبة.

– قوله تعالى: {للبث فبطنة الى يوم يبعثون} (الصافات:144)،
ذكر المفسرون هنا روايات متعدده عن المدة التي مكثها يونس عليه السلام فبطن الحوت.
ولا ينبغى التعويل كثيرا على هذي الروايات؛
لان معرفه المدة لا يقدم و لا يؤخر،
ولا يترتب عليه حكم فقهي.
والمهم هنا الاعتقاد بان يونس عليه السلام مكث فتره من الزمن الله اعلم بها،
وكان فهذه الفتره عابدا لله،
منيبا اليه،
مسبحا له،
حتي اذن الله له بالخروج من بطن الحوت،
وفرج عنه كربتة و همه.

– قوله سبحانه: {وارسلناة الى ما ئه الف او يزيدون} (الصافات:147)،
قال ابن كثير: و لا ما نع من ان يصبح هؤلاء هم الذين ارسل اليهم اولا،
امر بالعوده اليهم بعد خروجة من بطن الحوت،
فصدقوة كلهم،
وامنوا به.
وحكي البغوى انه ارسل الى امه ثانية بعد خروجة من بطن الحوت،
كانوا ما ئه الف او يزيدون.

– قوله تعالى: {فلولا كانت قريه امنت فنفعها ايمانها الا قوم يونس لما امنوا كشفنا عنهم عذاب الخزى فالحياة الدنيا و متعناهم الى حين} (يونس:98)،
قال القاسمى ما حاصله: و ما يروية بعض المفسرين من ان العذاب نزل عليهم،
وجعل يدور على رؤوسهم،
ونحو هذا،
ليس له اصل لا فالقران و لا فالسنة.

ما يستفاد من قصة يونس

اولا: ان العبد اذا تاب توبه صادقه نصوحا فالوقت الذي تقبل به التوبة،
قبل الله تعالى توبته،
وفرج عنه كربه.
قال تعالى: {فلولا كانت قريه امنت فنفعها ايمانها الا قوم يونس لما امنوا كشفنا عنهم عذاب الخزى فالحياة الدنيا و متعناهم الى حين} (يونس:89).

ثانيا: جاء فثنايا قصة يونس عليه السلام قوله تعالى: {فلولا انه كان من المسبحين * للبث فبطنة الى يوم يبعثون} (الصافات:143-144)،
هاتان الايتان تدلان دلاله و اضحه على ان الاكثار من ذكر الله تعالى و تسبيحه،
سبب فتفريج الكروب،
وازاله الهموم.
قال القرطبي: اخبر الله عز و جل ان يونس كان من المسبحين،
وان تسبيحة كان اسباب نجاته؛
و لذا قيل: ان العمل الصالح يرفع صاحبة اذا عثر.
وفى ذلك المعني قوله صلى الله عليه و سلم: (من استطاع منكم ان تكون له خبيئه من عمل صالح فليفعل)،
رواة احمد فكتاب “الزهد”.
فليجتهد العبد،
ويحرص على خصله من صالح عمله،
يخلص بها بينة و بين ربه،
ويدخرها ليوم فاقتة و فقره،
ويسترها عن خلقه،
لكي يصل الية نفعها،
وهو احوج ما يصبح اليه.

ثالثا: و رد ففضل الدعاء الذي دعا فيه يونس عليه السلام روايات عديدة،
من هذا ما رواة الحاكم ف“المستدرك” عن سعد بن ما لك رضى الله عنه،
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: (هل ادلكم على اسم الله الاعظم،
الذى اذا دعى فيه اجاب،
واذا سئل فيه اعطى؟
الدعوه التي دعا فيها يونس حيث ناداة فالظلمات الثلاث،
{لا الة الا انت سبحانك انني كنت من الظالمين}.
فقال رجل: يا رسول الله!
هل كانت ليونس خاصة،
ام للمؤمنين عامة؟
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (الا تسمع قول الله عز و جل: {ونجيناة من الغم و ايضا ننجى المؤمنين} (الانبياء:88).
وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (ايما مسلم دعا فيها فمرضة اربعين مرة،
فمات فمرضة ذلك،
اعطى اجر شهيد،
وان برا برا،
وقد غفر له كل ذنوبه).

رابعا: تدل هذي القصة على فضل الدعاء عموما؛
وذلك ان الدعاء من العبادة،
وقد و عد الله عبادة الداعين بالاجابة،
كما قال تعالى: {وقال ربكم ادعونى استجب لكم} (غافر:60).
فلا ينبغى للعبد ان يزهد فامر الدعاء،
بل عليه ان يجعل الدعاء ديدنه،
سواء فحال الرخاء،
او حال الشدة.

خامسا: يفيد قوله تعالى فهذه القصة: {فاستجبنا له و نجيناة من الغم و ايضا ننجى المؤمنين} (الانبياء:88)،
ان المؤمن اذا و قع فكرب و شدة،
ولجا الى الله بالدعاء،
فان الله مفرج كربة لا شك؛
وذلك انه سبحانة و عد عبادة المؤمنين،
بان يكشف ما نزل بهم من الكروب،
وانة سبحانة لا يتركهم و حدهم فيما هم به من هم و غم.
وهي بشاره لكل مؤمن يقتدى بيونس عليه السلام فاخلاصه،
وصدق توبته،
ودعائة لربه،
بان الله منجية من جميع غم،
اذا صدق فايمانه،
واخلص فدعائه.


قصة نبي ورد ذكره في القران الكريم قصيره جدا