اخلص لله فدعائك و لا تدعو الا الله سبحانه،
فان الدعاء عباده من العبادات،
بل هو من اشرف الطاعات و اروع القربات،
ولا يقبل الله من هذا الا ما كان خالصا لوجهة الكريم،
قال الله تعالى: (وان ٱلمسٰجد لله فلا تدعوا مع ٱلله احدا) الجن:18 ،
وقال تعالى: (فٱدعوا ٱلله مخلصين له ٱلدين و لو كرة ٱلكٰفرون) غافر: 14 ،
و عن ابن عباس رضى الله عنهما ان النبى صلى الله عليه و سلم قال له: ((اذا سالت فاسال الله،
واذا استعنت فاستعن بالله)) رواة احمد (1/293،
307)،
والترمذى (2511)،
وصححة الالبانى فصحيح الجامع (7957)
2- اصبر و لا تستعجل الاجابه :فان نفذ صبرك فانت الخاسر .
.
اسات الادب مع الله ،
فصرت احد رجلين : اما منان و اما بخيل ،
فعن ابي هريره رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((يستجاب لاحدكم ما لم يعجل،
يقول: دعوت فلم يستجب لي)) رواة البخارى فالدعوات (6340)،
ومسلم فالذكر و الدعاء (2735).
وعنة انه صلى الله عليه و سلم قال: ((لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع باثم او قطيعه رحم،
ما لم يستعجل)).
قيل: يا رسول الله،
ما الاستعجال؟
قال: ((يقول: ربما دعوت،
وقد دعوت،
فلم ار يستجيب لي،
فيستحسر عند ذلك،
ويدع الدعاء)) رواة مسلم فالذكر و الدعاء (2735).
وقال ابن القيم: “ومن الافات التي تمنع اثر الدعاء ان يتعجل العبد و يستبطئ الاجابه فيستحسر و يدع الدعاء،
وهو بمنزله من بذر بذرا او غرس غرسا فجعل يتعاهدة و يسقيه،
فلما استبطا كمالة و ادراكة تركة و اهمله” الجواب الكافى (ص 10).
3- تب الى الله من جميع المعاصى و اعلن الرجوع الى الله تعالى ،
فان اكثر اولئك الذي يشكون من عدم اجابه الدعاء افتهم المعاصى فهي خلف من جميع مصيبه .
قال عمر بن الخطاب ( رضى الله عنه ) : بالورع عما حرم الله يقبل الله الدعاء و السبيح ،
قال بعض السلف : لا تستبطئ الاجابه و ربما سددت طرقها بالمعاصي
اخي : ان كالعاصى فدعائة كمثل رجل حارب ملكا من ملوك الدنيا و نابذة العداوه زمنا طويلا ،
وجاءة مره يطلب احسانة و معروفة .
فما ظنك اخي بهذا الرجل ؟
اتراة يدرك مطلوبة ؟
كلا فانه لن يدرك مطلوبة الا اذا صفا الود بينة و بين هذا الملك .
4- احرص على اللقمه الحلال : فلا تدخل بطنك حراما ….
فانة اذا اتصف العبد بذلك لمس اثر الاجابه فدعائه و وجد اثارا طيبه لذا … قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
((ايها الناس ان الله طيب لا يقبل الا طيبا و ان الله امر المؤمنين بما امر فيه المرسلين ،
فقال : ( يا ايها الرسل كلوا من الطيبات و اعملوا صالحا انني بما تعملون عليم )) المؤمنون : 51 و قال : ( يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم )) البقره : 172 .
ثم ذكر الرجل يطيل السفر ،
اشعث اغبر يمد يدية الى السماء يارب يارب و مطعمة حرام !
ومشربة حرام !
وملبسة حرام !
وغذى بالحرام !
فاني يستجاب لذا ؟
!
))رواة مسلم و الترمذي
فهذا سعد بن ابي و قاص ( رضى الله عنه ) اشتهر باجابه الدعاء … فكان اذا دعا ارتفع دعاؤة و اخترق الحجب فلا يرجع الا بتحقيق المطلوب !
.
يقول : ما رفعت الى فمي لقمه الا و انا عالم من اين مجيئها ؟
!
ومن اين خرجت .
ذاك هو سر استجابه الدعاء .
.اللقمه الحلال
5- اقوى الظن بالله تعالى،
فعن ابي هريره رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((ادعوا الله و انتم موقنون بالاجابة،
فان الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه)) اخرجة الترمذى (3479 )وحسنة الالبانى فصحيح الجامع (245 ،
وعنة انه صلى الله عليه و سلم قال: ((يقول الله عز و جل: انا عند ظن عبدى بي،
وانا معه حيث يذكرني)) رواة البخارى (7405)،
ومسلم (2675) ،
فلا يمنعنك اخي من الدعاء ما تعلم من نفسك فقد اجاب الله دعاء شر الخلق ابليس و هو شر منك .
6- احضر قلبك مع الدعاء ،
وتدبر معاني ما تقول،
لقوله صلى الله عليه و سلم فيما تقدم: ((واعلموا ان الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه)).
7- لا تعتدى فالدعاء،
والاعتداء هو جميع سؤال يناقض حكمه الله،
او يتضمن مناقضه شرعة و امره،
او يتضمن خلاف ما اخبر به،
قال الله تعالى: { ٱدعوا ربكم تضرعا و خفيه انه لا يحب ٱلمعتدين } الاعراف:55،
فمن ذلك:
ان تسال الله تعالى ما لا يليق بك من منازل الانبياء،او نتنطع فالسؤال بذكر تفاصيل يغنى عنها العموم،او تسال ما لا يجوز لك سؤالة من الاعانه على المحرمات،او تسال ما لا يفعلة الله،
مثل ان تسالة تخليدك الى يوم القيامة،
او ترفع صوتك بالدعاء الى غير هذا .
8- مر بالمعروف و انهي عن المنكر،
فعن حذيفه رضى الله عنه قال: قال صلى الله عليه و سلم: ((والذى نفسي بيدة لتامرن بالمعروف و لتنهون عن المنكر،
او ليوشكن الله ان يبعث عليكم عقابا منه،
فتدعونة فلا يستجاب لكم)) – رواة الترمذى فالفتن (2169) و حسنه،
واحمد (5/288)،
9- اذا دعوت الله تعالى فلتبدا اولا : بحمدة و الثناء عليه تبارك و تعالى بعدها بعدين : بالصلاة و السلام على النبى صلى الله عليه و سلم .
.
ثم ابدا بعد هذا فدعائك و مسالتك .
10- استقبل القبلة،
واختر اقوى الالفاظ و انبلها و اجمعها للمعاني و ابينها،
ولا اقوى مما و رد فالكتاب و السنه الصحيحة،
لانها اكثر بركة،
ولانها جامعة للخير كله.
11- ادع الله دعاء الراغب الراهب المستكين .
.
الخاضع .
.
المتذلل الفقير الى ما عند ربة تبارك و تعالى .
ادع بلسان الذله و الافتقار لا بلسان الفصاحه و الانطلاق .
اخي :ادع دعاء عبد فقير الى ما عند ربة تعالى … محتاجا الى فضله و احسانة … مقرا بذنوبة … خاضعا خضوع المقصرين … يري انه لا يملك لنفسة ضرا و لا نفعا ،
قال ابن القيم رحمة الله: “: اذا اجتمع عليه قلبة و صدقت ضرورتة و فاقتة و قوي رجاؤة فلا يكاد يرد دعاؤه” ،
وقال ابن عطاء ” تحقق باوصافك يمدك باوصافة ،
تحقق بذلك يمدك بعزة ،
تحقق بعجزك يمدك بقدرتة ،
تحقق بضعفك يمدك بقوتة “.
اخي .
اذا انكسر العبد بين يدية و بكي و تذلل و اشهد الله فقرة الى ربة فكل ذراتة الظاهره و الباطنه عندها فليبشر بنفحات و نفحات من فضل الله و رحمتة و جودة و كرمه.
12- ترصد لدعائك الاوقات الشريفه و تخير وقت الطلب : كعشيه عرفه من السنة،
ورمضان من الاشهر،
وخاصة العشر الاواخر منه،
وبالاخص ليلة القدر،
ويوم الجمعة من الاسبوع،
ووقت السحر من ساعات الليل،
وبين الاذان و الاقامه ،
وعند سماع صوت الديك ،
وعند التحام الصفوف فالقتال ،
وعند نزول الغيث .
13- اغتنم الحالات الفاضلة: كالسجود،
ودبر الصلوات،
والصيام،
وعند اللقاء،
وعند نزول الغيث.
14- استغل حالات الضروره و الانكسار،
وساعات الضيق و الشدة: كالسفر،
والمرض،
وكونك مظلوما.
15- ارفع يديك و ابسط كفيك،
فعن ابي موسي رضى الله عنه قال: ((دعا النبى صلى الله عليه و سلم بعدها رفع يديه،
ورايت بياض ابطيه)) اخرجة البخارى فالمغازى (4323)،
ومسلم ففضائل الصحابه (2498)،
وعن سلمان رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه و سلم: ((ان الله حى كريم،
يستحى اذا رفع الرجل الية يدية ان يردهما صفرا خائبتين)) صححة الالبانى فصحيح الجامع (1757).
16- قدم بين يدى دعائك عملا صالحا كصلاه او صيام او صدقة … الا تري اخي ان الدعاء بعد الصلوات ارجى للاجابه .
لانة و قع بعد عمل صالح ،
فالدعء يرفعة العمل الصالح ،
فجرب اخي ان تدعو عقب دمعه من خشيه الله ،
او حاجة مسلم قضيتها ،
او صدقة فظلام الليل بذلتها ،
او جرعه غيظ تحملتها ما انفذتها و سري سرعه الاجابه .
17- اخفض صوتك فدعائك ….
فان الداعى مناج لربة تبارك و تعالى ،
والله تعالى يعلم السر و اخفى .
18- ادع الله باسمائة الحسني لانها حسنه فالاسماع و القلوب ،
وهي تدل على توحيدة و كرمة و جودة و رحمتة و افضالة ،
(لله الاسماء الحسني فادعوة فيها )الاعراف : 180.
19- توسل الى الله باعمالك الصالحه التي و فقك الله اليها .
.
فالعمل الصالح نعم الشفيع لصاحبه فالدنيا و الاخره اذا كان صاحبه مخلصا به .
20- كن عبدا ملحاحا على ربك سبحانة بتكرير ذكر ربوبيته،
وهو اعظم ما يطلب فيه اجابه الدعاء،
فان الالحاح يدل على صدق الرغبة،
والله تعالى يحب الملحين فالدعاء،
واعلم ان من يكثر قرع الباب يوشك ان يقتح له .
21- اجزم فدعائك و اعزم فالمسالة،
فعن ابي هريره رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((اذا دعا احدكم فلا يقل: اللهم اغفر لى ان شئت،
اللهم ارحمنى ان شئت،
ولكن ليعزم المسالة،
وليعظم الرغبة،
فان الله لا يتعاظمة شيء اعطاه)) رواة البخارى فالدعوات: (6339)،
ومسلم فالذكر و الدعاء: باب العزم بالدعاء (2679) و اللفظ له
22- ابدا بنفسك،
ثم ادعو لاخوانك المسلمين،
و خص الوالدين،
واهل الفضل من العلماء و الصالحين،
ومن فصلاحة صلاح المسلمين.
23- اشهد مجالس الذكر : فالله يستجيب دعاء من يشهدون مجالس الذكر و يغفر لهم ببركة جلوسهم فيقول : “اشهدكم يا ملائكتى انني ربما غفرت لهم ” ،
فيقول ملك من الملائكه :فيهم فلان ليس منهم و انما جاء لحاجة ،
فيقول “فيقول :هم القوم لا يشقي بهم جليسهم ” رواة الشيخان و احمد عن ابي هريرة
اخي ارتد ثياب الصالحين تحسب منهم ،
وزاحم بمنكبيك مجالسهم،ترحم بسببهم .
24- كن من هؤلاء : فالله يستجيب للمضطر اذا دعاة ،
وللمظلوم و لو كان فاجرا او كافرا،ولمن يدعولاخية بظهر الغيب و للوالدين على و لدهما و للامام العادل و للمسافر حتي يرجع و للمريض حتي يبرا ،
وللصائم حتي يفطر ،
فاذا استطعت ان تكون واحدا من هؤلاء فافعل .
اخيرا : اخي لا تظن ان دعواتك تخيب فان لم تري جوابا..
فربما لم يجبك ،
لانة ربما دفع عنك من البلاء ما لا تعرف .
وربما لم يجبك لعلمة ان كف حسناتك لت ترجح يوم القيامه الا بتاخير هذي الدعوات الى يوم القيامه .
وربما لم يجبك لعلمة ان ما طلبت شر لك ،
فالمال الذي طلبت قد اطغاك و افسدك ،
وان كان و لدا قد كبر فعقك و اجهدك ،
وان كان عملا قد فتح لك بابا من الحرام فكم من محبوب فمكروة و عسي ان تحبوا شيئا و هو شر لكم و الله يعلم و انتم لاتعلمون
وربما لم يجبك لانك ادخلت الحرام فرزقك ،
او اسكنت شهوة فقلبك.
وربما ما اجابك لانة يريد ان يسمع الحاحك و انينك فالاسحار و فجوف الليل ،
والله تعالى اعلي و اعلم
