كيف نستقبل العام الجديد

كيف نستقبل العام الجديد 6c2c3c274620f9866915641ad871b8b5

كيف نستقبل العام الجديد 8f6d1a9bda67699810a798ee89e49a3c

كيف نستقبل العام الجديد cea2c032dc113b4ce6e4317c13ba43b9

ع نهاية جميع عام هجري و بداية عام هجري جديد،
ينبغى لكل منا ان يتدبر فامره،
ويسارع الى محاسبه نفسه،
شرط ان يظهر منها بخطط و اقعيه و خطوات عملية،
يسعي من خلالها الى احسان عمله،
لتحسن خاتمتة و ترتفع درجاتة فالاخرة..
فما الوقفات التي ينبغى الوقوف عليها مع بداية العام الهجري؟
وكيف نستقبل عاما جديدا؟

ن من فضل الله علينا ان امهلنا لعام اخر،
واملي لنا كى نرجع اليه،
فنحن نودع اليوم عاما،
ونستقبل اخر،
نودع عاما بحسناتة و سيئاته،
بتقصيرنا و تفريطنا،
بخيرنا و شرنا،
ونستقبل عاما ينادينا..
يا ابن ادم،
انا عام جديد،
وعلي عملك شهيد،
فاغتنمنى فانى لا اعود الى يوم القيامة.

ان التاجر الناصح هو الذي يعد دراسه شامله فبداية صفقته،
ويعد كشف حساب فنهايتها؛
ليري اين مواطن قوتة و ربحه،
واين مواطن ضعفة و خسارته،
هذا فامر الدنيا..
اما فامر الاخره فاننا نحتاج الى محاسبه للنفس قبل الحساب…

فى هذا اليوم العصيب الذي {يوم ترونها تذهل جميع مرضعه عما ارضعت و تضع جميع ذات حمل حملها و تري الناس سكاري و ما هم بسكاري و لكن عذاب الله شديد} [الحج: 2].

فى هذا اليوم الذي يشيب به الوليد،
ويصيح به اطهر الناس،
وهم الرسل و الانبياء (يا رب سلم،
يا رب سلم).

فى هذا اليوم الذي تنطق به الارض {يومئذ تحدث اخبارها} [الزلزلة: 4].

فى هذا اليوم الذي يحشر الناس به عراه حفاه غرلا على صعيد واحد،
فى هذا اليوم تتنزل به الشمس على قدر ميل من الرءوس،
حتي يعرق الناس فيبلغ عرقهم فالارض سبعين ذراعا،
ويلجمهم حتي يبلغ اذانهم.

فى هذا اليوم يحاسب الناس على ما قدموة فالدنيا،
وما طبقوا من الهدف الذي خلقوا من اجله،
يحاسبون حسابا دقيقا لا يخطر على بال الانسان،
فيقول عندما يري كتابة ملئ بما لا يتوقع {مال ذلك الكتاب لا يغادر صغار و لا كبار الا احصاها} [الكهف: 49]،
حتي الذره يسال عنها {فمن يعمل مثقال ذره خيرا يرة * و من يعمل مثقال ذره شرا يره} [الزلزلة: 7،
8]
.

مما يحاسب عليه الانسان يوم القيامه سؤالة عن اربع،
كما روي الترمذى -وصححة الالباني- ان النبى صلى الله عليه و سلم قال: “لا تزول قدما عبد يوم القيامه حتي يسال عن اربع: عن عمرة فيما افناه،
وعن علمة ما عمل به،
وعن ما له من اين اكتسبة و فيما انفقه،
وعن جسمة فيما ابلاه
“.

وان اول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامه الصلاة،
كما روي ابو داود فالحديث الصحيح انه صلى الله عليه و سلم قال: “ان اول ما يحاسب الناس فيه يوم القيامه من اعمالهم الصلاة،
يقول ربنا لملائكته: انظروا فصلاه عبدي،
اتمها ام نقصها؟
فان كانت تامه كتبت له تامة،
وان كان انتقص منها شيئا قال: انظروا هل لعبدى من تطوع؟
فان كان له تطوع،
اتموا لعبدى فريضتة من تطوعه.
ثم تؤخذ الاعمال على ذلك
“.

وتشهد الجوارح و الجلود على صاحبها و هي تعلن قائلة: {انطقنا الله الذي انطق جميع شيء} [فصلت: 21].

فمن اراد ان ينجو من ذلك الخزى و السؤال يوم القيامة،
فليحاسب نفسة فالدنيا قبل حسابها فالاخرة،
ذلك ما ذكرنا فيه الله -سبحانة و تعالى- عندما قال: {يا ايها الذين امنوا اتقوا الله و لتنظر نفس ما قدمت لغد} [الحشر: 18].

وها هو ذا الفاروق -رضى الله عنه- يفهم هذي الايه فهما دقيقا و يقول لرعيته: (حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا،
وزنوا انفسكم قبل ان توزنوا،
وتزينوا للعرض الاكبر).

هكذا كان داب الصحابه جميعا -رضى الله عنهم- لشده خوفهم من السؤال يوم القيامة،
يقول عامر بن عبدالله رضى الله عنه: (رايت نفرا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و صحبتهم،
فحدثونا ان اقوى الناس ايمانا يوم القيامه اكثرهم محاسبه لنفسه).

وجاء جيل التابعين ليكرر ما فعلة الرعيل الاول…

فهذا الحسن البصري: يبكى فالليل حتي يبكى جيرانه،
فياتى احدهم الية فالغداه يقول له: لقد ابكيت الليلة اهلنا.
فيقول له: (انى قلت: يا حسن،
لعل الله نظر الى بعض هناتك فقال: اعمل ما شئت فلست اقبل منك شيئا).

بهذا الحس كانوا يعيشون،
وبهذا العمق الايمانى كانوا يهنئون،
عرفوا ما يريد منهم ربهم،
فكانوا مصاحف متحركة،
وكان الواحد منهم الفا منا و يزيد،
فاذا اردنا ان يعاد لنا المجد و السؤدد،
فلا مناص من اقتفاء اثارهم،
فهل نحن فاعلون؟!..
هذه هي الوقفه الاولى.

الوقفه الثانية: الى متي الغفله ؟
!



حتي متي نظل فغفلة..
حتي متي تظل القلوب بالدنيا متعلقة..
اما ان لك يا نفس من عودة..
لا بد ايها الاحبه من توبه و اوبه و عودة.

– لا تقنط من رحمه الله،
فانت لست اسوا من قاتل التسعه و التسعين نفسا.

– لا تقنط فلست اسوا من الزاني،
لست اسوا من المتكبرين،
لست من المشركين الذين يدعون مع الله الها اخر.

– الحبيب يقسم برحمه الله بك ايها العاصي..
عن ابي هريره -رضى الله عنه- عن النبى صلى الله عليه و سلم قال: “والذى نفسي بيده،
لو لم تذنبوا لذهب الله بكم،
ثم لجاء بقوم يذنبون بعدها يستغفرون فيغفر لهم
[1].

– و المراد بهذا: ان لله تعالى حكمه فالقاء الغفله على قلوب عبادة احيانا،
حتي تقع منهم بعض الذنوب،
فانة لو استمرت لهم اليقظه التي يكونون عليها فحال سماع الذكر لما و قع منهم ذنب،
وفى ايقاعهم فالذنوب احيانا فائدتان عظيمتان:

احداهما: اعتراف المذنبين بذنوبهم،
وتقصيرهم فحق مولاهم،
وتنكيس رءوس عجبهم،
وهذا احب الى الله من فعل كثير من الطاعات،
فان دوام الطاعات ربما توجب لصاحبها العجب،
وفى الحديث الذي حسنة البيهقي،
عن انس -رضى الله عنه- عن النبى صلى الله عليه و سلم قال: “لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو اشد من هذا العجب“.

– قال الحسن: لو ان ابن ادم كلما قال اصاب،
وكلما عمل احسن،
اوشك ان يجن من العجب.

– و قال بعضهم: ذنب افتقر فيه الية احب الى من طاعه ادل فيها عليه،
انين المذنبين احب الية من زجل المسبحين؛
لان زجل المسبحين قد شابة الافتخار،
وانين المذنبين يزينة الانكسار و الافتقار.

– و قال الحسن: ان العبد ليعمل الذنب فلا ينساه،
ولا يزال متخوفا منه حتي يدخل الجنة.

الفوائد الثانية: حصول المغفره و العفو من الله لعبده،
فان الله يحب ان يعفو و يغفر،
ومن اسمائة الغفار و العفو و التواب،
فلو عصم الخلق فلمن كان العفو و المغفرة.

– قال بعض السلف: اول ما خلق الله القلم كتب انني انا التواب,
اتوب على من تاب.

– قال يحيي بن معاذ: لو لم يكن العفو احب الحاجات الية لم يبتل بالذنب اكرم الخلق عليه.

يا ربى انت رجائى *** و فيك حسنت ظني


يا رب فاغفر ذنوبى *** و عافنى و اعف عني


العفو منك الهى *** و الذنب ربما جاء مني


والظن فيك رائع *** حقق بحقك ظني

اسرق نفسك من الذنوب و المعاصي:


جاء لص ليسرق دار ما لك بن دينار،
فدخل المنزل فجوف الليل،
وكان ما لك يصلي،
وتسلل يبحث عن شيء يسرقه،
فلم يجد شيئا يسرقه،
فاراد ان يظهر كما دخل،
فناداة ما لك: تظهر كذا كما دخلت؟
اتحسن الوضوء؟
فقال: نعم.
ووضع له ليتوضا،
ووقف الرجل يصلى حتي اذن لصلاه الفجر،
وخرج و ربما تاب،
فسئل عن سر ذلك،
فقال: جئت لاسرقة فسرقني.

الوقفه الثالثة: مع شهر الله المحرم


هو خير الاشهر..
عن ابي ذر الغفارى -رضى الله عنه- قال: سالت النبى صلى الله عليه و سلم: اي الليل خير؟
واى الاشهر افضل؟
فقال: “خير الليل جوفه،
واروع الاشهر شهر الله الذي تدعونة المحرم
[2].

ومن فضلة رغب النبى فصيامه،
فقال: “اروع الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونة المحرم“.

– و عن قتادة: ان الفجر الذي اقسم الله فيه فاول سورة الفجر،
هو فجر اول يوم من المحرم تنفجر منه السنة.

– و لما كانت الاشهر الحرم اروع الاشهر بعد رمضان او مطلقا،
وكان صيامها كلها مندوبا الية كما دلنا عليه النبى صلى الله عليه و سلم،
وكان بعضهم ختام السنه الهلالية،
وبعضهم مفتاحا لها،
فمن صام شهر ذى الحجه -سوي الايام المحرم صيامها منه- و صام المحرم فقد ختم السنه بالطاعه و افتتحها بالطاعة..
فيرجي ان تكتب له السنه كلها طاعة،
فان من كان اول عملة طاعة،
واخرة طاعة،
فهو فحكم من استغرق بالطاعه ما بين العملين.

– قال ابن المبارك: (من ختم نهارة بذكر كتب نهارة كله ذكرا).
يشير ذلك القول الى ان الاعمال بالخواتيم،
فان كان البداءه و الختام ذكرا فهو اولي ان يصبح حكم الذكر شاملا للجميع،
ويتعين افتتاح العام بتوبه نصوح تمحو ما سلف من الذنوب السالفه فالايام الخالية.

شهر الحرام مبارك ميمون *** و الصوم به مضاعف مسنون


وثواب صائمة لوجة الهة *** فالخلد عنه مليكة مخزون

فاللهم اختم لنا عاما مضي بالقبول و الغفران،
واجعل عامنا ذلك عام فتح و نصر و طاعة..
يا رب العالمين.

  • كيف نستقبل العام الجديد؟


كيف نستقبل العام الجديد