لماذا سمي هذا العصر بعصر المعرفه

لماذا سمي هذا العصر بعصر المعرفه images153

 

 

 

 

 

يوصف عصرنا بانه عصر المعلومات و لكنة قلما يوصف بانه عصر المعرفة.
وهنالك فرق بين المعلومات و المعرفة،
فرق كبير و يحتاج الى تامل.

المعلومات المتيسره فعصرنا من الكثرة و التنوع و الانتشار بحيث لا نحتاج الى تبرير الاشاره اليها بوصفها سمه للعصر و علامه كبري من علامات الحضارة المعاصرة.
وحين اخذت الانترنت فالانتشار مع ثمانينات القرن الماضى كانت المعلومات هي بضاعه الشبكه العالمية و ما دتها الرئيسة.
لكن سرعان ما تبين ان تلك المعلومات انما هي امشاج يختلط بها الصواب بالخطا و المهم بغير المهم و العميق بالسطحي،
الي غير هذا من متغيرات الثقافه الانسانية.
فالواحد منا يتجة الى الصحيفة او الكتاب او الموسوعه او غير هذا من مصادر المعلومه فيجد منها الوانا و احجاما و اقدارا متفاوتة.
وقد يتجة الى تلك عبر الانترنت او يتجة الى مصادر معلوماتيه اختصت فيها الانترنت و تطورت معها كمحركات البحث المختلفة و على راسها “غوغل” حيث يمثل امامنا ما ممكن ان يعد اكبر معين للمعلومات فعالمنا المعاصر.
ندخل فاى من تلك فتاتى الخيارات بالعشرات او المئات او الالوف او حتي الملايين،
خليط هائل من المعلومات التي هي فنهاية المطاف اجتهادات الناس على اختلافهم حيث يختلط الصالح بالطالح و يجد المرء نفسة حائرا امام هذا الركام المعلوماتى يحاول سبر صحتة من خطئة و قوتة من ضعفه.

ما يميز عصرنا ليس صحة المعلومه و انما كثرتها و سهوله انتشارها.
المعلومات منتج انسانى رافق وجود الانسان منذ البدء و على مر العصور و اختلاف المجتمعات و الثقافات.
لقد ظلت المعلومات تنتج و تتداول حسب متغيرات اقتصاديه و سياسية و ثقافيه كثيرة و معقدة.
ذلك الانتاج و التداول كانا دائما نسبيين،
فلم يكن هنالك عصر دون معلومات و وسائل انتشار توصلها الى اماكن مختلفة.
المعلومات التي تيسرت للصينيين قبل ما يقارب السبعه الاف عام او لليونانيين قبل اربعه الاف او للعرب و المسلمين قبل الف عام تزيد او تنقص تناسبت مع اوضاعهم المختلفة،
لكن عصورهم كانت كلها عصور معلومات و الا لما استطاعوا ان يعيشوا اصلا ناهيك عن ان ينتجوا علوما و معارف و حضارات.
ومما يؤكد التحيز الواضح فو صف عصرنا بانه عصر المعلومات ليس توفر تلك المعلومات فالماضى و حدة و انما ما يتوقع توفرة منها فالمستقبل كذلك حيث المتوقع ان يزداد حجم المتوفر من المعلومات و تتطور اساليب تداولها و يسر الحصول عليها على نحو لم نعهدة و ربما يصعب تصوره.
فاذا و صفنا عصرنا بانه عصر المعلومات،
فماذا سنسمى العصور الاتية؟

لكن لعل الاهم من ذلك كله هو ان المعلومه ليست المعرفة،
بل انها لا تفضى بالضروره اليها،
اى لا تتطور لتصير معرفة.
المعرفه شيء احدث ربما تتطور الية المعلومات و ربما لا تتطور.
ويعني ذلك ان المعلومه اكثر اساسية من المعرفة،
لكنها ليست اكثر اهمية منها.
بلا معلومه يستحيل تصور المعرفة،
ولكن بلا معرفه ممكن تصور المعلومة.
وبصياغه ثانية ربما توجد المعلومه و لا توجد المعرفة،
لكن المعرفه غير قابله للوجود بلا معلومة.
نحن ازاء عملية تخلق او بناء.
المعلومات مداميك او لبنات،
لا ممكن للبناء ان يقوم بدونها.
لكن البناء ليس اللفتيات و انما هو المجموع او الكل الذي تتطور الية و تؤدى بذلك و ظيفه مختلفة او دلاله مختلفة ايضا.
المعلومات كلمات،
والمعرفه جمل او نصوص.

لنتخيل المثال الاتي: لو قلنا ان الانترنت بدات فامريكا،
او ان القطار اخترع فبريطانيا او ان الجاحظ الف كتاب الحيوان،
فاننا نقدم معلومات ليس الا.
لكن لو اضفنا ان الانترنت هي حصيله تطور علمي و صناعي كان من مراحلة المهمه اختراع القطار،
او ان كتاب الجاحظ كان حصيله تطور معلوماتى و معرفى فالثقافه العربية،
لو قلنا هذا لما قدمنا مجرد معلومه و انما قدمنا معرفه ايضا.
اى اننا اضفنا شيئا لم يكن اصلا موجودا فالمعلومات.
ما اضفناة هو قراءتنا او تفسيرنا لتلك المعلومات على نحو يربطها بعضها ببعض و يستنتج دلاله كلية،
اى اننا استثمرنا الوحدات الصغرى،
او المعلومات لنخرج بمعرفه هي بطبيعتها اكثر استيعابا و شمولا.

من هنا امكن القول بان المعلومات و حدات دلاليه قابله للسير فاتجاهات مختلفة،
او قابله للتشكل ضمن بني اكبر منها،
حسب احتياجات الفكر او مقتضيات الرؤية.
ولعل الاحصائيات نموذج و اضح للمعلومات فقابليتها للتشكل او التحرك المشار اليه.
فحين نقرا تلك الارقام الدلالية،
اى الاحصائيات،
نجد انها بلا قيمه ان لم تفسر او توظف لخدمه معرفه ما ،
فالاحصائيات تشكيل معلوماتى يحتاج بل يستجدى التفسير،
وفوق هذا من الصعب جدا جدا المرور على احصائيه دون استنتاج شيء منها.
والتفسير ربما يصبح مجرد تعجب او دهشه عابرة،
لكنة ربما يصبح قراءه استدلاليه عميقه و ربطا يظهر بتلك الارقام الى فضاء المعرفه الضخم و المعقد.

ان مما يؤكد الدور الاساسى للارقام ان صفه الرقميه صارت صفه رئيسه لما ينتجة العصر من معلومات.
فالمعلومات الحاسوبيه تتشكل من اثناء الارقام و الرموز التي يقراها الحاسب،
وفى اسمه ما يدل على و ظيفته.
لكن السؤال يتصل من عملية التشكل فذاكره الحاسب الى التشكل فذاكره الانسان.
المعلومه التي ينتجها الحاسب و غير الحاسب محتاجه الى عملية تشكل ثانية تنقلها من كينونتها الرقميه او الرمزيه او الوقائعيه البكماء الى معرفه تنظر نحو الكليات او التكوينات الشامله التي لا تستقيم حياة الانسان المتحضر بدونها.
يعيدنا ذلك الى السؤال الاساسى فعنوان هذي المقالة: هل نحن فعصر المعلومات ام فعصر المعرفة؟
الاجابه نسبيه و متغيره بطبيعه الحال.
فالمؤكد ان المجتمعات البشريه لا تعيش عصرا واحدا فكل شؤونها.
فالعصر الذي تعيشة النرويج او فنلندا مثلا حيث ترتفع معدلات الانتاج الى اقصي مستوياتها غير العصر الذي يعيشة مجتمع افريقى او اسيوى يعانى من الاميه و الفقر.
صحيح ان المعلومات و المعرفه متاحه للجميع لكن الوصول اليها و الافاده منها،
وقبل هذا انتاجها ليس متساويا.


فى بعض المجتمعات المعاصره ممكن القول ان العصر عصر معلومات و معرفه فالوقت نفسة و فاقصي المعدلات الممكنه حاليا،
وفى مجتمعات ثانية هنالك معلومات و معرفه لكنها متوسطة فالانتشار و فالافاده من هذا الانتشار على حد سواء،
واظن ان معظم المجتمعات العربية تقع فهذا الحيز المتوسط.
المعلومات التي لدينا عن انفسنا و عن العالم المحيط بنا اقل بعديد من المعلومات التي تتوفر للسويدى او الامريكي او الالمانى عن نفسة و عن العالم المحيط به.
اما المعرفة،
ذلك التكوين الارقى و الاصعب فنحن فالعالم النامي حاليا بعيدون عن انتاجها بالكم او الكيف الذي ممكن مقارنتة بما ينتج فالغرب.
نعم الجميع فعصر المعلومات و لكن المعلومات ليست متيسره للجميع انتاجا و استهلاكا،
اما المعرفه فشان اخر.

 

 

 

 

يوصف عصرنا بانه عصر المعلومات و لكنة قلما يوصف بانه عصر المعرفة.
وهنالك فرق بين المعلومات و المعرفة،
فرق كبير و يحتاج الى تامل.

المعلومات المتيسره فعصرنا من الكثرة و التنوع و الانتشار بحيث لا نحتاج الى تبرير الاشاره اليها بوصفها سمه للعصر و علامه كبري من علامات الحضارة المعاصرة.
وحين اخذت الانترنت فالانتشار مع ثمانينات القرن الماضى كانت المعلومات هي بضاعه الشبكه العالمية و ما دتها الرئيسة.
لكن سرعان ما تبين ان تلك المعلومات انما هي امشاج يختلط بها الصواب بالخطا و المهم بغير المهم و العميق بالسطحي،
الي غير هذا من متغيرات الثقافه الانسانية.
فالواحد منا يتجة الى الصحيفة او الكتاب او الموسوعه او غير هذا من مصادر المعلومه فيجد منها الوانا و احجاما و اقدارا متفاوتة.
وقد يتجة الى تلك عبر الانترنت او يتجة الى مصادر معلوماتيه اختصت فيها الانترنت و تطورت معها كمحركات البحث المختلفة و على راسها “غوغل” حيث يمثل امامنا ما ممكن ان يعد اكبر معين للمعلومات فعالمنا المعاصر.
ندخل فاى من تلك فتاتى الخيارات بالعشرات او المئات او الالوف او حتي الملايين،
خليط هائل من المعلومات التي هي فنهاية المطاف اجتهادات الناس على اختلافهم حيث يختلط الصالح بالطالح و يجد المرء نفسة حائرا امام هذا الركام المعلوماتى يحاول سبر صحتة من خطئة و قوتة من ضعفه.

ما يميز عصرنا ليس صحة المعلومه و انما كثرتها و سهوله انتشارها.
المعلومات منتج انسانى رافق وجود الانسان منذ البدء و على مر العصور و اختلاف المجتمعات و الثقافات.
لقد ظلت المعلومات تنتج و تتداول حسب متغيرات اقتصاديه و سياسية و ثقافيه كثيرة و معقدة.
ذلك الانتاج و التداول كانا دائما نسبيين،
فلم يكن هنالك عصر دون معلومات و وسائل انتشار توصلها الى اماكن مختلفة.
المعلومات التي تيسرت للصينيين قبل ما يقارب السبعه الاف عام او لليونانيين قبل اربعه الاف او للعرب و المسلمين قبل الف عام تزيد او تنقص تناسبت مع اوضاعهم المختلفة،
لكن عصورهم كانت كلها عصور معلومات و الا لما استطاعوا ان يعيشوا اصلا ناهيك عن ان ينتجوا علوما و معارف و حضارات.
ومما يؤكد التحيز الواضح فو صف عصرنا بانه عصر المعلومات ليس توفر تلك المعلومات فالماضى و حدة و انما ما يتوقع توفرة منها فالمستقبل كذلك حيث المتوقع ان يزداد حجم المتوفر من المعلومات و تتطور اساليب تداولها و يسر الحصول عليها على نحو لم نعهدة و ربما يصعب تصوره.
فاذا و صفنا عصرنا بانه عصر المعلومات،
فماذا سنسمى العصور الاتية؟

لكن لعل الاهم من ذلك كله هو ان المعلومه ليست المعرفة،
بل انها لا تفضى بالضروره اليها،
اى لا تتطور لتصير معرفة.
المعرفه شيء احدث ربما تتطور الية المعلومات و ربما لا تتطور.
ويعني ذلك ان المعلومه اكثر اساسية من المعرفة،
لكنها ليست اكثر اهمية منها.
بلا معلومه يستحيل تصور المعرفة،
ولكن بلا معرفه ممكن تصور المعلومة.
وبصياغه ثانية ربما توجد المعلومه و لا توجد المعرفة،
لكن المعرفه غير قابله للوجود بلا معلومة.
نحن ازاء عملية تخلق او بناء.
المعلومات مداميك او لبنات،
لا ممكن للبناء ان يقوم بدونها.
لكن البناء ليس اللفتيات و انما هو المجموع او الكل الذي تتطور الية و تؤدى بذلك و ظيفه مختلفة او دلاله مختلفة ايضا.
المعلومات كلمات،
والمعرفه جمل او نصوص.

لنتخيل المثال الاتي: لو قلنا ان الانترنت بدات فامريكا،
او ان القطار اخترع فبريطانيا او ان الجاحظ الف كتاب الحيوان،
فاننا نقدم معلومات ليس الا.
لكن لو اضفنا ان الانترنت هي حصيله تطور علمي و صناعي كان من مراحلة المهمه اختراع القطار،
او ان كتاب الجاحظ كان حصيله تطور معلوماتى و معرفى فالثقافه العربية،
لو قلنا هذا لما قدمنا مجرد معلومه و انما قدمنا معرفه ايضا.
اى اننا اضفنا شيئا لم يكن اصلا موجودا فالمعلومات.
ما اضفناة هو قراءتنا او تفسيرنا لتلك المعلومات على نحو يربطها بعضها ببعض و يستنتج دلاله كلية،
اى اننا استثمرنا الوحدات الصغرى،
او المعلومات لنخرج بمعرفه هي بطبيعتها اكثر استيعابا و شمولا.

من هنا امكن القول بان المعلومات و حدات دلاليه قابله للسير فاتجاهات مختلفة،
او قابله للتشكل ضمن بني اكبر منها،
حسب احتياجات الفكر او مقتضيات الرؤية.
ولعل الاحصائيات نموذج و اضح للمعلومات فقابليتها للتشكل او التحرك المشار اليه.
فحين نقرا تلك الارقام الدلالية،
اى الاحصائيات،
نجد انها بلا قيمه ان لم تفسر او توظف لخدمه معرفه ما ،
فالاحصائيات تشكيل معلوماتى يحتاج بل يستجدى التفسير،
وفوق هذا من الصعب جدا جدا المرور على احصائيه دون استنتاج شيء منها.
والتفسير ربما يصبح مجرد تعجب او دهشه عابرة،
لكنة ربما يصبح قراءه استدلاليه عميقه و ربطا يظهر بتلك الارقام الى فضاء المعرفه الضخم و المعقد.

ان مما يؤكد الدور الاساسى للارقام ان صفه الرقميه صارت صفه رئيسه لما ينتجة العصر من معلومات.
فالمعلومات الحاسوبيه تتشكل من اثناء الارقام و الرموز التي يقراها الحاسب،
وفى اسمه ما يدل على و ظيفته.
لكن السؤال يتصل من عملية التشكل فذاكره الحاسب الى التشكل فذاكره الانسان.
المعلومه التي ينتجها الحاسب و غير الحاسب محتاجه الى عملية تشكل ثانية تنقلها من كينونتها الرقميه او الرمزيه او الوقائعيه البكماء الى معرفه تنظر نحو الكليات او التكوينات الشامله التي لا تستقيم حياة الانسان المتحضر بدونها.
يعيدنا ذلك الى السؤال الاساسى فعنوان هذي المقالة: هل نحن فعصر المعلومات ام فعصر المعرفة؟
الاجابه نسبيه و متغيره بطبيعه الحال.
فالمؤكد ان المجتمعات البشريه لا تعيش عصرا واحدا فكل شؤونها.
فالعصر الذي تعيشة النرويج او فنلندا مثلا حيث ترتفع معدلات الانتاج الى اقصي مستوياتها غير العصر الذي يعيشة مجتمع افريقى او اسيوى يعانى من الاميه و الفقر.
صحيح ان المعلومات و المعرفه متاحه للجميع لكن الوصول اليها و الافاده منها،
وقبل هذا انتاجها ليس متساويا.


فى بعض المجتمعات المعاصره ممكن القول ان العصر عصر معلومات و معرفه فالوقت نفسة و فاقصي المعدلات الممكنه حاليا،
وفى مجتمعات ثانية هنالك معلومات و معرفه لكنها متوسطة فالانتشار و فالافاده من هذا الانتشار على حد سواء،
واظن ان معظم المجتمعات العربية تقع فهذا الحيز المتوسط.
المعلومات التي لدينا عن انفسنا و عن العالم المحيط بنا اقل بعديد من المعلومات التي تتوفر للسويدى او الامريكي او الالمانى عن نفسة و عن العالم المحيط به.
اما المعرفة،
ذلك التكوين الارقى و الاصعب فنحن فالعالم النامي حاليا بعيدون عن انتاجها بالكم او الكيف الذي ممكن مقارنتة بما ينتج فالغرب.
نعم الجميع فعصر المعلومات و لكن المعلومات ليست متيسره للجميع انتاجا و استهلاكا،
اما المعرفه فشان اخر.

  • لماذا سمي هذا العصر بعصر المعرفه
  • لماذا سمي هذا العصر بعصر المعرفة
  • لُمٌاذَا يَسِمٌيَ ُهذَا الُْعصّرَ بّْعصّرَ الُمٌْعرَفَُه


لماذا سمي هذا العصر بعصر المعرفه