من هو النبي الذي معجزته احياء الموتى

من هو النبي الذي معجزته احياء الموتى bbdacce729978f0110cb190b5132e568

جاء فالقران الكريم عند الحديث عن المعجزات التي ايد الله فيها عيسي عليه السلام،
قوله تعالى: {ورسولا الى بنى اسرائيل انني ربما جئتكم بايه من ربكم انني اخلق لكم من الطين كهيئه الطير فانفخ به فيصبح طيرا باذن الله و ابرئ الاكمة و الابرص و احيى الموتي باذن الله} (ال عمران:49) و قال تعالى: {اذ قال الله يا عيسي ابن مريم اذكر نعمتي عليك و على و الدتك اذ ايدتك بروح القدس تكلم الناس فالمهد و كهلا و اذ علمتك الكتاب و الحكمه و التوراه و الانجيل و اذ تخلق من الطين كهيئه الطير باذنى فتنفخ بها فتكون طيرا باذنى و تبرئ الاكمة و الابرص باذنى و اذ تظهر الموتي باذني} (المائدة:110) و ربما استدل بهاتين الايتين بعض الضالين من النصاري على الوهيه عيسي عليه السلام،
وسعوا الى محاجة المسلمين و مجادلتهم بهما،
فقالوا: ان القران نفسة ينص على قدره عيسي على الخلق،
ويلزم من ذلك انهشريكلله فخلقه،
تعالى الله عما يقولون.
فما هي حقيقة هذي الشبهة،
وهل -حقا- فالايتين السابقتين ما يدل على الوهيه عيسي عليه السلام؟

ولن نخوض فهذا الموضوع فابطال دعوي الوهيه المسيح،
فهو امر ليس ذلك مكانه،
بل سنبين انه ليس فهاتين الايتين ما يدل على الوهيه عيسي عليه السلام،
بل ان الايتين تبينان حقيقة المسيح عليه السلام،
وانة ليس الا رسول من رسل الله،
ايدة الله كغيرة من الانبياء بمعجزات خاصة.
ودليلنا على ابطال هذي الشبهه و اثبات ما نقول الامور الاتية:

اولا: ان هنالك الكثير من النصوص فالاناجيل،
تثبت ان المعجزات التي و قعت على يد عيسي عليه السلام انما كانت بتاييد من الله و اذنه،
ولم يقم فيها عيسي بصفتة الها يتمتع بصفات الخلق و الايجاد؛
ففى انجيل يوحنا نقرا النص الاتي: (انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا.
كما اسمع ادين و دينونتى عادلة…) (يوحنا: الاصحاح الخامس:30) و ذلك نصف صريح،
وتصريح و اضح بلسان عيسي انه لا يقدر على فعل شيء من تلقاء نفسه،
الا ما امكنة الله منه،
واقدرة عليه؛
ولو كان عيسي متصفا بصفات الخالق -كما يقول اصحاب هذي الشبهة- لما قال: (لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا) فليس نفى القدره من صفات الخالق،
بل هو من صفات المخلوق.

ثانيا: ان عيسي عليه السلام -وفقا للاناجيل- لم ينسب المعجزات التي و قعت على يدية الى نفسه،
بل كان ينسبها الى الله،
وهذا يبطل زعم النصاري انه اله؛
والنصوص الاتيه تثبت ما نقول:

* جاء فانجيل يوحنا [الاصحاح الحادى عشر:41-42]: (ورفع يسوع عينية الى فوق و قال: ايها الاب اشكرك لانك سمعت لى * و انا علمت انك فكل حين تسمع لي.
ولكن لاجل ذلك الجمع الواقف قلت ليؤمنوا انك ارسلتني) فتوجة المسيح ببصرة صوب السماء و دعائة لربه،
دليل على كونة مخلوق،
ومفتقر الى قدره ربة و خالقه.

* و فالانجيل نفسه،
نقرا قول بعض اتباع المسيح له: (اعلم ان جميع ما تطلب من الله يعطيك الله اياه) [الاصحاح الحادى عشر:22] فالنص و اضح و صريح فان ما يعطاة المسيح انما كان بعون من الله و تاييد منه،
وليس بقدره ذاتية.

* و جاء فانجيل يوحنا كذلك،
التصريح بان عيسي عليه السلام ليس الا نبى مرسل: (الذى يؤمن بى ليس يؤمن بى بل بالذى ارسلنى * و الذي يرانى يري الذي ارسلني) [الاصحاح الثاني عشر:44-45] و المرسل غير المرسل بلا شك،
بل فالنص ذاته،
توجية عيسي لاتباعة للايمان فيه حسب هذي الحقيقة لا غير.

ثالثا: من اظهر الادله على بطلان هذي الشبهة،
ان عيسي لو كان قادرا بنفسة على احياء الموتى،
واعاده الحياة اليهم،
لكان اولي فيه و احري ان يقيم نفسة من الموت الذي زعمة له النصارى؛
فهل يقر اصحاب هذي الشبهه بوجود عيسي بين اظهرنا اليوم،
بل و هل يصح ففطر العقول القول: ان الالة ربما ما ت؟

رابعا: ان الجموع التي و قعت معجزه الاحياء امامها،
لم تصف عيسي بالالوهية،
وهم اولي بذلك،
بل جميع ما فعلوة ان شهدوا له بالنبوه فحسب،
ولم يشهدوا له بالالوهية؛
ففى انجيل لوقا نقرا: (فاخذ الجميع خوف و مجدوا الله قائلين: ربما قام فينا نبى عظيم…) [الاصحاح السابع:16] فالجموع التي عاصرت و شهدت معجزات عيسى،
لم تشهد له الا بانه نبى عظيم،
وامنت فيه حسب هذي الشهادة،
فهل من اثبت له الالوهية،
كان اشد ايمانا من من تلك الجموع و الاتباع الذين عاصروة و شهدوا له بالنبوة؟

خامسا: ان الانجيل يحدثنا،
ان عيسي عندما قام بمعجزه الاحياء امام الجموع التي احتشدت لرؤيته،
لم يطلب منها سوي ان يشهدوا له بالرساله فحسب،
اي: ان يشهدوا له انه رسول من عند الله،
ايدة الله بالمعجزات كباقى الرسل؛
ولنستمع الى ما قالة المسيح لتلك الجموع التي امنت به،
كما و رد هذا فانجيل يوحنا: (ورفع يسوع عينية الى السماء و قال: ايها الاب،
اشكرك لانك سمعت لى * و ربما علمت انك دوما تسمع لي.
ولكنى قلت ذلك لاجل الجمع الواقف حولى ليؤمنوا انك انت ارسلتني) [الاصحاح الحادى عشر:41-42] فهل يستقيم القول بعد هذا: ان فاحياء الموتي على يد عيسي عليه السلام دليل على الوهيته؟

سادسا: و صفت الاناجيل عيسي فاكثر من موضع بصفات لا تليق بصفات الخالق،
ولا تتفق و صفات الالوهية؛
كوصفة بانه ياكل و يشرب؛
ففى انجيلى لوقا و متى،
نجد هذين النصين: ( بعدها جاء ابن الانسان ياكل و يشرب،
فقلتم: ذلك رجل شرة سكير،
صديق لجباةالضرائبوالخاطئين) لوقا [الاصحاح السابع:34] و متي [الاصحاح الحادى عشر:19] و فانجيل متي وصف بانه رجل فقير: (فاجابة يسوع: للثعالب اوجار،
ولطيور السماء اوكار،
اما ابن الانسان،
فليس له مكان يسند الية راسه) [الاصحاح الثامن:20] و به كذلك انه يجوع: (وبعدما صام اربعين نهارا و اربعين ليلة،
جاع اخيرا) [الاصحاح الرابع:2] و ينام: (وكان هو نائما) متي [الاصحاح الثامن:24] و يتعب: (…فاذ كان يسوع ربما تعب من السفر جلس كذا على البئر) يوحنا [الاصحاح الرابع:6] و هو ينزعج و يضطرب: (فلما راها يسوع تبكي و اليهود الذين جاءوا معها يبكون انزعج بالروح و اضطرب) يوحنا [الاصحاح الحادى عشر:33] و يبكي: (…بكي يسوع) يوحنا [الاصحاح الحادى عشر:35] و يحزن و يكتئب: (ثم اخذ معه بطرس و ابنى زبدى و ابتدا يحزن و يكتئب) متي [الاصحاح السادس و العشرون:37] فهل هذي الصفات البشريه التي وصف فيها المسيح عليه السلام،
تليق بصفات الخالق؟

سابعا: تنتقض هذي الشبهه كذلك من جانب اللغة؛
فبالرجوع الى معاجم العربية،
والنظر فيما تقوله حول ما ده (خلق) نجد التالي: الخاء و اللام و القاف اصلان: احدهما: تقدير الشيء،
والاخر: ملاسه الشيء.

فاما الاول فقولهم: خلقت الاديم للسقاء،
اذا قدرته؛
اي: اذا فصلتة و قدرتة على القدر و القياس المطلوب.
قال زهير بن ابي سلمى:

ولانت تفرى ما خلقت و بع ض القوم يخلق بعدها لا يفري

فمعني الخلق فالبيت: التقدير (معجم مقاييس اللغة).

ومعجم “لسان العرب” ينص على ان الخلق فكلام العرب ياتى على و جهين: احدهما الانشاء،
والاخر التقدير؛
وقوله تعالى: {انى اخلق لكم من الطين} خلقه: تقديره،
ولم يرد انه يحدث معدوما.

هذا ما تقوله معاجم العربية حول هذي المادة؛
وعليه فلفظ (الخلق) لا يفيد دوما معني الخلق و الابداع على غير مثال سبق،
ولا يفيد الايجاد من العدم،
وانما ذلك احد معنييه،
واذا كان الامر ايضا وجب حمل لفظ الخلق فالايه على المعني الذي يليق بعيسى،
والمعني الذي يليق فيه فالايه موضع الشبهه ان يصبح معني الخلق بمعني التقدير،
لا بمعني الخلق و الايجاد من العدم.

ثامنا: لو كانت المعجزات التي ايد فيها الرسل دليلا على الالوهية،
لكان موسي احق بهذا الوصف من عيسى؛
من جهه انه قلب العصا الى حيه تسعى،
ومع هذا فان السحره من قوم فرعون،
والمؤمنون من قوم موسي لم يصفوا موسي بوصف الالوهية،
مع عظم المعجزه التي جاء بها؛
ومن ذلك الباب كذلك يقال: لقد ظهرت ايات على ايدى بعض المؤمنين على مر التاريخ و العصور،
فهل يصبح هذا مسوغا لوصفهم بالالوهية؟

تاسعا: ان لفظ (الخلق) الذي و رد على لسان عيسى،
لم يات لفظا مطلقا،
بل جاء مقيدا بالاذن الالهى {واحيى الموتي باذن الله} (ال عمران:49) {واذ تظهر الموتي باذني} (المائدة:110) فالله ربما اخبر ان المسيح ربما احيي الموتي {باذن الله} ففرق بين المسيح و بين الله،
وبين ان الله هو الاذن للمسيح.
ولو كان المسيح هو الخالق الحقيقي،
لم يكن يحتاج الى اذن من احد!!

نخلص مما تقدم الى ان فعل الخلق المنسوب الى عيسي عليه السلام كما و رد فالايتين موضع الشبهة،
لم يكن فعلا منه على سبيل الحقيقة و الاستقلالية،
بل كان فعلا باذن من الله و تاييد منه،
وبالتالي فليس دالا على الوهيه عيسي بحال من الاحوال،
وان معجزات عيسي عموما،
ومعجزه احياء الموتي خصوصا كانت معجزات زمنيه انتهت بانتهاء زمنها.
ومن طلب الحق عرفه،
ومن اعرض عنه فقد ضل سواء السبيل.

  • من هو النبي الذي احيا الموت


من هو النبي الذي معجزته احياء الموتى