نزول نقط دم قبل الدورة بعشرة ايام

نزول نقط دم قبل الدورة بعشرة ايام de8de3e569e674460686cf9f23e4879a

فقد اختلف اهل العلم فيما اذا رات المرأة قطره او نقطه او نحو هذا من الدم بعدها اعقب هذا انقطاع الدم هل تعتبر هذي القطره حيضا ام لا؟

فذهب الجمهور الى انها لا تعتبر حيضا،
لانها اقل من اقل الحيض عندهم،
علي اختلاف بينهم فتحديد اقل الحيض،
فمذهب الحنفيه انه ثلاثه ايام بلياليها،
ومذهب الشافعيه و الحنابله انه يوم و ليلة،
وقد صرح الجمهور بانه متي نقص الدم عن اقل الحيض فهو دم استحاضة،
لا حيض.

وذهب المالكية: الى ان هذي القطره و نحوها من الدم تعد حيضا،
لانها تدخل عندهم فاقل الحيض من جهه المقدار،
مع اتفاقهم على انه لا حد لاقل الحيض من جهه الزمان،
وقد صرح عدد من المالكيه بذلك.

قال صاحب الفواكة الدواني: الحيض لا حد لاقل زمنه،
واما باعتبار اكثرة فحدة خمسه عشر يوما لمن تمادي بها،
واما اعتبار الخارج،
فلة حد باعتبار اقله،
وهو القطرة.

والراجح هو مذهب الجمهور لعده اوجه:

الوجة الاول: ان الحيض لغه هو سيلان الشيء و جريانه،
يقال: حاضت الارنب اذا سال منها الدم،
وحاضت الشجره اذا سال منها الصمغ،
ومعلوم ان وصف السيلان و الجريان لا يتحقق لغه فهذه القطرة،
فلا تكون حيضا،
لما تقرر عند اهل العلم من ان الالفاظ الوارده فالكتاب و السنه تحمل على المعاني الشرعية،
لانها المقصوده من خطاب الشارع،
فان لم يكن لها معان شرعيه كما هو الحال فلفظ الحيض حملت على معانيها اللغويه لقول الله تعالى فو صف القران: بلسان عربي مبين {الشعراء: 195}.
ولقوله جل و علا: و ما ارسلنا من رسول الا بلسان قومة ليبين لهم {ابراهيم: 4}.
فهذا يبين ان الالفاظ الوارده فالكتاب و السنه ما لم ينقلها الشارع الى معان شرعيه تبني على معانيها اللغوية.

الوجة الثاني: ما رواة ابن ابي شيبه عن على رضى الله عنه قال: اذا رات المرأة بعد ما تطهر من الحيض كغساله اللحم او القطره من الرعاف او فوق هذا او دون ذلك،
فلتنضح بالماء و لتصل و لا تغتسل،
الا ان تري دما غليظا،
فانما هي ركضه من الشيطان فالرحم.

فهذا الاثر عن على رضى الله عنه يدل على ان ما تراة المرأة من قطره دم و نحوها لا تعد حيضا حتي تري دما غليظا.

الوجة الثالث: ان الاحتياط للعباده يقضى بعدم اعتبار فتره الدم التي ينقطع بعدين الدم حيضا،
لان العباده ثابته فذمه المكلفه بيقين،
فلا يزول ذلك اليقين الا بيقين،
وليس فقطره الدم و نحوها دلاله على الحيض بيقين يتيقن الاخذ به،
فاهل العلم مختلفون فذلك،
واكثرهم لا يعتبرونها حيضا،
ومعلوم ان اهل العلم من المالكيه و غيرهم ربما احتاطوا للعباده فالحيض و غيرة بما هو مشهور معلوم من مذهبهم،
مما يجعل الاحتياط بعدم جعل قطره الدم و نحوها حيضا جاريا على اصولهم غير مخالف لها.

واذا تقرر هذا،
فاعلمي ان هذي القطره من الدم ليست حيضا،
وانما هي دم فساد،
فلا تمنع الصلاة و الصيام،
ولا توجب الاغتسال،
وانما توجب تنظيف المحل و الوضوء،
ويبدا الحيض من حين نزول الدم و تواصلة يوما و ليلة،
ينضاف الى هذا امران كذلك يؤكدان ان ما ترينة قبل الدوره لا يعد حيضا:

الاول منهما ان ما ياتيك قبل موعد الدوره ياتيك قبل ان تستكملى اقل الطهر و هو خمسه عشر يوما عند الجمهور.

الامر الثاني اخبار الطبيبه لك ان ما ترينة ليس حيضا و انما هو استحاضة.


نزول نقط دم قبل الدورة بعشرة ايام