يا حي يا قيوم برحمتك استغيث

يا حي يا قيوم برحمتك استغيث 14720

سؤال: ذكر لى احد الاشخاص دعاء يقول : ” يا حى يا قيوم ،

برحمتك استغيث ،

اصلح لى شانى كله ،

ولا تكلنى الى نفسي طرفه عين ” اريد ان اتبين ان كان ذلك الدعاء من الحديث الصحيح ،

واذا صح ،

فما معناة ؟



الجواب:


الحمد لله


اولا :


ورد ذلك الدعاء فحديث صحيح عن انس بن ما لك رضى الله عنه قال : قال النبى صلى الله عليه و سلم لفاطمه رضى الله عنها :


( ما يمنعك ان تسمعى ما اوصيك فيه ،

او تقولى اذا اصبحت و اذا امسيت : يا حى يا قيوم برحمتك استغيث ،

اصلح لى شانى كله ،

ولا تكلنى الى نفسي طرفه عين )


رواة النسائي ف“السنن الكبرى” (6/147) و ف“عمل اليوم و الليلة” (رق/46) ،

والحاكم ف“المستدرك” (1/730) ،

والبيهقى ف“الاسماء و الصفات” (112) ،

وغيرهم.
ولفظة فبعض الروايات : ( ان تقولى اذا اصبحت و اذا امسيت ) .



قال المنذرى ف“الترغيب و الترهيب” (1/313) : اسنادة صحيح .

وقال الشيخ الالبانى ف“السلسله الصحيحة” (رقم/227) : اسنادة حسن .



وقد و رد ذلك الدعاء ،

بلفظ مقارب للمذكور هنا ،

من حديث ابي بكره رضى الله عنه ،

ان النبى صلى الله عليه و سلم قال : ( دعوات المكروب اللهم رحمتك ارجو فلا تكلنى الى نفسي طرفه عين اصلح لى شانى كله لا الة الا انت ) .



رواة احمد (27898) ،

وابو داود (5090) ،

وحسنة الالبانى فصحيح الجامع (3388) .



ثانيا :


هذا الدعاء من اعظم الادعية التي تتضمن تحقيق العبوديه لله رب العالمين ،

وتتضمن التوسل الى الله تعالى باسمائة و صفاتة ،

فهو سبحانة الحى القيوم ،

الرحمن الرحيم ،

والعبد يستمد العون و التاييد من قيوميتة عز و جل ،

كما يستغيث برحمتة التي و سعت جميع شيء ،

لعلة ينال منها ما يسعدة فدنياة و اخرتة .



ثم يسال الله تعالى صلاح الامور و الاحوال ،

فيقول : ( اصلح لى شانى كله ) اي : كل امرى : فبيتي ،

واهلى ،

وجيرانى ،

واصحابي ،

وعملى ،

ودراستى ،

وفى نفسي ،

وقلبي ،

وصحتي…فى جميع شيء يتعلق بى ،

اجعل يا رب الصلاح و العافيه حظي و نصيبى .



وذلك كله من فضل الله سبحانة و تعالى ،

وليس باستحقاق العبد و لا بجاهة ،

و لذا جاء ختم الدعاء بالاعتراف بالفقر التام الية سبحانة ،

والاستسلام الكامل لغناة عز و جل ،

فيقول : ( و لا تكلنى الى نفسي طرفه عين ) : اي لا تتركنى لضعفى و عجزى لحظه واحده ،

بل اصحبنى العافيه دائما ،

واعنى بقوتك و قدرتك ،

فان من توكل على الله كفاة ،

ومن استعان بالله اعانة ،

والعبد لا غني فيه عن الله طرفه عين .



يقول ابن القيم رحمة الله :


” من ههنا خذل من خذل ،

ووفق من و فق ،

فحجب المخذول عن حقيقتة ،

ونسى نفسة ،

فنسى فقرة و حاجتة و ضرورتة الى ربة ،

فطغي و عتا ،

فحقت عليه الشقوه ،

قال تعالى :


( كلا ان الانسان ليطغي ان رءاة استغني ) و قال : ( فاما من اعطي و اتقي و صدق بالحسني فسنيسرة لليسري و اما من بخل و استغني و كذب بالحسني فسنيسرة للعسري )


فاكمل الخلق اكملهم عبوديه ،

واعظمهم شهودا لفقرة و ضرورتة و حاجتة الى ربة ،

وعدم استغنائة عنه طرفه عين .



ولهذا كان من دعائة : ( اصلح لى شانى كله ،

ولا تكلنى الى نفسي طرفه عين و لا الى احد من خلقك ) ،

وكان يدعو : يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك .



يعلم ان قلبة بيد الرحمن عز و جل ،

لا يملك منه شيئا ،

وان الله سبحانة يصرفة كما يشاء ،

كيف و هو يتلو قوله تعالى : ( و لولا ان ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا )


فضرورتة الى ربة و فاقتة الية بحسب معرفتة فيه ،

وحسب قربة منه ،

ومنزلتة عندة ” انتهى.


“طريق الهجرتين” (25-26) .



وقال المناوى رحمة الله ،

فى شرح الروايه الاخرى ،

دعاء المكروب : ” و من شهد لله بالتوحيد و الجلال مع جمع الهمه و حضور البال فهو حرى بزوال الكرب فالدنيا و الرحمه و رفع الدرجات فالعقبي ” .



“فيض القدير” (3/526) .



والله اعلم .

 

  • يا حى يا قيوم
  • ياحي ياقيوم برحمتك استغيث


يا حي يا قيوم برحمتك استغيث