الباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا

الباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا 613392e68f677aa70c75ede1c7fe45e7

الحمد لله رب العالمين،
وصلي الله و سلم و بارك على نبينا محمد و على الة و صحبة اجمعين.
وبعد: فهذه ايام عشر ذى الحجه قادمه علينا،
وليس هنالك من ايام العمل الصالح احب الى الله تعالى فيهن من هذي الايام.
وحول العمل الصالح و الباقيات الصالحات يدور درسنا هذي الليلة.
يقول الله سبحانة و تعالى فسورة الكهف: المال و البنون زينه الحياة الدنيا و الباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا و خير املا [الكهف:46].
ويقول سبحانة و تعالى فسورة مريم: و يزيد الله الذين اهتدوا هدي و الباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا و خير مردا [مريم:76] مردا،
اي: عاقبه و مردا على صاحبها.
اما بالنسبة للباقيات الصالحات فهذه طائفه من اقوال المفسرين فتفسير هذي الكلمة: قال ابن الجوزى رحمة الله: و الباقيات الصالحات بها خمسه اقوال: احدها: انها (سبحان الله و الحمد لله و لا الة الا الله و الله اكبر).

والثاني: انها (لا الة الا الله و الله اكبر و الحمد لله و لا قوه الا بالله).
والثالث: انها الصلوات الخمس.
والرابع: انها الكلام الطيب.
والخامس: كل الاعمال الحسنة.
وقال الشيخ صديق حسن خان رحمة الله فتفسيرة فتح البيان: الباقيات الصالحات [مريم:76] اي: اعمال الخير التي تبقي لها ثمرتها ابد الابد و هي ما كان يفعلة فقراء المسلمين من الطاعات.
وقال فالبحر المحيط : الباقيات الصالحات [مريم:76] قال الجمهور: هي العبارات الماثور فضلها: سبحان الله،
والحمد لله،
ولا الة الا الله،
والله اكبر و لا قوه الا بالله العلى العظيم.
وقال ابن عباس و ابن جبير و ابو ميسره عمرو بن شرحبيل: [هى الصلوات الخمس] و عن ابن عباس: [كل عمل صالح من قول او فعل يبقي للاخرة] و رجحة الطبري.
وعن قتادة: جميع ما اريد فيه و جة الله.

وعن الحسن و عطاء: انها النيات الصالحة،
فان فيها تقبل الاعمال و ترفع.
ومعنى: خير عند ربك [مريم:76] انها دائمه باقيه و خيرات الدنيا منقرضه فانية،
والدائم الباقى خير من المنقرض المنقضي.
وقال القرطبي رحمة الله عن ابن عباس: [انها جميع عمل صالح من قول او فعل يبقي للاخرة].
وقال ابن زيد و رجحة الطبرى و هو الصحيح ان شاء الله: بان جميع ما بقى ثوابة جاز ان يقال له هذا،
اي: انه من الباقيات الصالحات.
وقال على رضى الله عنه: [حرث الاخره الباقيات الصالحات] و ربما قيل: ان الباقيات الصالحات هي النيات و الهمات؛
الهمه الحسنه و النيه الحسنة؛
لانة فيها تقبل الاعمال و ترفع .

قالة الحسن.
وقال عبيد بن عمير -وهو قول به غرابة- فتفسير: الباقيات الصالحات [مريم:76]: هن البنات،
يدل عليه اوائل هذي الاية،
قال الله تعالى: المال و البنون زينه الحياة الدنيا و الباقيات الصالحات [الكهف:46] اي: البنات الصالحات هن عند الله لابائهن خير ثوابا و خير املا فالاخره لمن اقوى اليهن.
ثم استدل القرطبي رحمة الله بحديث عائشه فالمرأة التي دخلت عليها و هي مسكينه و معها ابنتان لها،
فاعطتها عائشه تمره كانت عندها،
فقسمتها بين ابنتيها و لم تاكل منها شيئا،
ثم اخبرت النبى صلى الله عليه و سلم،
فامتدح ذلك الفعل و اخبر ان من عال هؤلاء البنات و ابتلى بشيء منهن فصبر فان الجنه ثوابه.

وقال الالوسى رحمة الله فحديث به ان الباقيات الصالحات هن بعض الاذكار،
قال: و هن الباقيات -هذه الاذكار- المفيد للحصر بعد التنصيص على ما لا عموم فيه،
وايا ما كان فالباقيات صفه لمقدر كالعبارات او الاعمال،
اي: الاعمال الباقيات الصالحات،
او العبارات الباقيات الصالحات،
فما هي الباقيات الصالحات؟
الباقيات صفة،
والموصوف محذوف تقديره: العبارات او الاعمال،
وكذا تدخل اعمال فقراء المؤمنين الذين يدعون ربهم بالغداه و العشى يريدون و جهة دخولا اوليا،
فان لهم من جميع نوع من نوعيات الخيرات الحظ الاوفر.

اما ابن كثير رحمة الله تعالى فكان من اكثر المفسرين نقلا للاثار و التفسير فهذه العبارات فسورة الكهف الباقيات الصالحات [الكهف:46] و بعد ان ساق اقوالا كثيرة و اثارا فهذا،
ساق روايه الامام احمد رحمة الله عن الحارث مولي عثمان رضى الله عنه قال: جلس عثمان و جلسنا معه،
فجاءة المؤذن فدعا بماء فاناء اظنة سيصبح مدا -وهو كيل عند اهل الحجاز – فتوضا بعدها قال: (رايت رسول الله صلى الله عليه و سلم يتوضا نحو و ضوئى هذا،
ثم قال: من توضا نحو و ضوئى ذلك بعدها قام فصلي صلاه الظهر غفر له ما كان بينها و بين الصبح،
ثم صلى العصر غفر له ما بينها و بين الظهر،
ثم صلى المغرب غفر له ما بينها و بين العصر،
ثم صلى العشاء غفر له ما بينها و بين المغرب،
ثم لعلة يبيت يتمرغ ليلته،
ثم ان قام فتوضا و صلى صلاه الصبح،
غفر له ما بينها و بين العشاء،
وهي الحسنات يذهبن السيئات.

قالوا: هذي الحسنات،
فما الباقيات الصالحات يا عثمان؟
قال: هي: لا الة الا الله،
وسبحان الله،
والحمد لله،
والله اكبر،
ولا حول و لا قوه الا بالله) قال الهيثمى رحمة الله فمجمع الزوائد : رجالة رجال الصحيح،
غير الحارث بن عبدالله مولي عثمان و هو ثقة.
وختم ابن كثير كلامة فهذه الايه بقوله: و قال عبدالرحمن بن زيد بن اسلم: هي الاعمال الصالحه كلها،
واختارة ابن جرير رحمة الله تعالى.
وقد ثبت حديث مرفوع عن النبى صلى الله عليه و سلم فالباقيات الصالحات،
وهو ما رواة النسائي و الحاكم عن ابي هريره قال: قال النبى عليه الصلاة و السلام: (خذوا جنتكم من النار) فروايه الحاكم قالوا: (من عدو يا رسول الله؟
قال: بل من النار،
قولوا: سبحان الله،
والحمد لله،
ولا الة الا الله،
والله اكبر،
فانهن ياتين يوم القيامه مقدمات و معقبات و مجنبات،
وهن الباقيات الصالحات) و صححة الالبانى فصحيح الجامع الصغير.

وقال الشوكانى رحمة الله -بعدما نقل اثارا و اخرجها ابن ابي شيبه و ابن المنذر و ابن ابي حاتم عن قتادة- قال: جميع شيء من طاعه الله فهو من الباقيات الصالحات.
وقال الشنقيطى رحمة الله فاضواء البيان : و اقوال العلماء فالباقيات الصالحات كلها راجعه الى شيء واحد،
وهي الاعمال التي ترضى الله،
سواء قلنا: انها الصلوات الخمس كما هو مروى عن جماعة من السلف ،

منهم ابن عباس و سعيد بن جبير و ابو ميسره عمرو بن شرحبيل ،

او انها سبحان الله،
والحمد لله،
ولا الة الا الله،
والله اكبر،
ولا حول و لا قوه الا بالله العلى العظيم،
وعلي ذلك القول جمهور العلماء،
وجاءت احاديث مرفوعه عن ابي سعيد الخدرى و ابي الدرداء و ابي هريره و النعمان بن بشير و عائشه رضى الله عنهم..

ثم قال الشنقيطى : قال مقيدة عفا الله عنه -يعني نفسه-: التحقيق ان الباقيات الصالحات لفظ عام يشمل الصلوات الخمس و العبارات الخمس -والعبارات الخمس: سبحان الله،
والحمد لله،
ولا الة الا الله،
والله اكبر،
ولا حول و لا قوه الا بالله العلى العظيم- و غير هذا من الاعمال التي ترضى الله تعالى؛
لانها باقيه لصاحبها غير زائله و لا فانيه كزينه الحياة الدنيا؛
لانة قال فسورة الكهف: المال و البنون زينه الحياة الدنيا [الكهف:48] لكنها تفني و تبيد: و الباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا و خير املا [الكهف:46] لانها باقيه لصاحبها غير زائله و لا فانيه كزينه الحياة الدنيا،
ولانها كذلك صالحه لوقوعها على الوجة الذي يرضى الله تعالى.

وقال القاسمى رحمة الله فتفسيرة محاسن التاويل: و قع فكلام السلف تفسير الباقيات الصالحات بالصلوات و اعمال الحج و الصدقات و الصوم و الجهاد و العتق و قول: سبحان الله و الحمد لله و لا الة الا الله و الله اكبر و الكلام الطيب و بغيرها: و الباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا و خير املا [الكهف:46] اي: و الاعمال التي تبقي ثمراتها الاخروية،
من الاعتقادات و الاخلاق و العبادات الكاملات،
خير عند ربك من المال و البنين فالجزاء و الفائدة،
وخير مما يتعلق بهما من الامل؛
لان الانسان فالدنيا عندة امال،
لكن الامل فهذه الاعمال الصالحه خير من الامل فالدنيا،
فان ما ينال بهما من الامال الدنيويه امرها الى زوال،
وما ينال من الباقيات الصالحات من منازل القرب الربانى و النعيم الابدى لا يزول و لا يحول.

وقال العلامه الشيخ/ عبدالرحمن السعدى رحمة الله فتفسيرة تيسير الكريم الرحمن فتفسير كلام المنان : و ان الذي يبقي للانسان و ينفعة الباقيات الصالحات،
وهذا يشمل كل الطاعات الواجبة و المستحبه من حقوق الله و حقوق عباده؛
من صلاة،
وزكاة،
وصدقة،
وحج،
وعمرة،
وتسبيح،
وتهليل،
وتحميد،
وقراءة،
وطلب علم نافع،
وامر بمعروف،
ونهى عن منكر،
وصله رحم،
وبر و الدين،
وقيام بحق الزوجات و المماليك و البهائم،
وجميع و جوة الاحسان الى الخلق..

كل ذلك من الباقيات الصالحات،
فهذه خير عند الله ثوابا و خير املا،
فثوابها يبقي و يتضاعف على الاباد،
ويؤمل اجرها و برها و نفعها عند الحاجة.
هذه بعض اقوال المفسرين فالباقيات الصالحات،
فاما ان نقول: هي العبارات الوارده فهذا الحديث الصحيح الذي ذكرنا،
او انها جميع اعمال البر و الخير.

  • هل الباقية الصا لحات سنه اومستحبه


الباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا