فرس النهر
فرس النهر، والذي يسمى ايضا فرس النهر المالوف حيوان افريقي ضخم عاشب. اجمالا يعد احد
النوعين المتبقيين على قيد الحياة اليوم من فصيلة البرنيقيات (الاخر هو فرس النهر القزم). يعرف
فرس النهر باللغة العربية ايضا بالبرنيق وسيد قشطة كما يسمونه في مصر نسبة للاسم الذي
اطلق على اول حيوان اودع بحديقة الحيوانات يالجيزة عند انشائها، ويشتق اسماه اللاتيني “هيبوبوتاموس” (باللاتينية:
Hippopotamus) من الكلمة اليونانية “ἱπποπόταμος” حيث ان “هيبوس” (باليونانية : ιππος) تعني حصان و”بوتاموس” (باليونانية:
πόταμος) تعني نهر.[1]
فرس النهر حيوان شبه مائي وهو يستوطن البحيرات والانهار في افريقيا جنوب الصحراء الكبرى وقد
امتد موطنه في السابق عبر وادي النيل وصولا الى فلسطين والاردن شمالا. تعيش افراس النهر
في مجموعات يبلغ عدد افرادها حوالي 40 راسا، وهي تبقى معظم النهار في الماء او
الوحل حتى تتبرد. يحصل التزاوج والولادة في الماء حيث تقوم الذكور الاقليمية بالتقاتل مع بعضها
للسيطرة على مجال صغير من النهر، وتخرج افراس النهر عند الغسق لترعى الاعشاب ويعتبر الرعي
نشاطا فرديا يقوم به كل فرد وحده اي ان الافراس لا تتجمع كما تفعل عندما
تكون في الماء قرب بعضها البعض.
تعتبر الحيتانيات مثل الحيتان وخنازير البحر واقربائها هي اقرب الحيوانات لافراس النهر على الرغم من
تشابه تلك الاخيرة مع الخنازير وغيرها من الحافريات المزدوجة الاصابع. يقدر العلماء ان افراس النهر
انفصلت عن اقربائها مند حوالي 55 مليون سنة،[2] وان السلف المشترك للحيتان وافراس النهر انفصل
عن باقي مزدوجات الاصابع منذ حوالي 60 مليون سنة،[3] اما اقدم المستحثات لفرس النهر فيقدر
عمرها بحوالي 16 مليون سنة وقد وجدت في افريقيا وهي تنتمي الى جنس “فرس النهر
الكيني” (باللاتينية: Kenyapotamus).
يعرف فرس النهر بواسطة جسده الاسطواني الشكل والعديم الشعر، القوائم القصيرة، والحجم الضخم. يقارب فرس
النهر وحيد القرن الابيض في حجمه ولا يفوقه في القد سوى الفيلة، وعلى الرغم من
قصر قوائمه فان هذا الحيوان قادر على ان يسبق انسانا بسهولة في الجري فقد تم
قياس سرعته بحدود 30 ميلا في الساعة وبالتالي فيمكن اعتبار انه قادر على ان يسبق
عداء اولمبيا في سباق للمسافات القصيرة. يعتبر فرس النهر من اشد الحيوانات خطورة على الانسان
على الرغم من شيوعه في حدائق الحيوانات واظهاره بمظهر “العملاق اللطيف”. يعيش حاليا ما بين
125,000 الى 150,000 فرس نهر في البرية جنوبي الصحراء الكبرى، وتعتبر زامبيا (40,000 راس) وتنزانيا
(20,000 – 30,000 راس) الدول التي تؤوي اكبر اعداد من هذه الحيوانات،[4] ولا تزال افراس
النهر مهددة حاليا من القنص الغير شرعي للحصول على لحمها وانيابها العاجية ومن فقدان المسكن.