الذئب الرمادي (الاسم العلمي: Canis lupus)، الذي يعرف ايضا باسماء متعددة مثل ذئب الغياض، الذئب
الاشهب، الذئب الاشيب، او مجرد “الذئب” في معظم لغات العالم، هو اكبر الاعضاء البرية من
فصيلة الكلبيات. تظهر المستحثات (الاحافير) ان الذئاب الرمادية عاشت على وجه الارض منذ ما يقارب
300,000 سنة، اي عند نهاية العصر الحديث الاقرب، وبهذا فهي تعتبر احدى الحيوانات الناجية من
حادثة الانقراض الجماعي التي وقعت في اواخر العصر الجليدي الاخير. اظهرت دراسات سلسلة الحمض النووي
والانحراف الوراثي، ان الذئب الرمادي يتشارك سلفا مشتركا والكلاب المستانسة (Canis lupus familiaris). وعلى الرغم
من انه تم التساؤل حول مصداقية بعض جوانب هذا الاستنتاج العلمي، الا ان اغلبية الادلة
المتوافرة تؤكد صحة ما تم التوصل اليه.[3] قام العلماء بتحديد عدد من سلالات الذئب الرمادي
عبر السنين، الا ان العدد الفعلي لها ما زال موضع نقاش. تعتبر الذئاب مفترسة رئيسية
او عمادية في النظم البيئية التي تقطنها، وعلى الرغم من انها لا تتاقلم مع وجود
البشر في المناطق التي تسكنها، على العكس من الكلبيات الاخرى الاقل تخصصا منها،فانها قادرة على
العيش في عدد من المساكن ذات البيئية المختلفة، مثل: الغابات المعتدلة، الصحاري، الجبال، التندرا، التايغا،
الاراضي العشبية، وبعض المناطق الحضرية.
كانت الذئاب الرمادية واسعة الانتشار قديما في جميع انحاء اوراسيا وامريكا الشمالية، اما اليوم فهي
تقطن جزء صغيرا من موطنها السابق بسبب تدمير مواقع سكناها بالدرجة الاولى، العائد الى الزحف
البشري الى المناطق التي تتخذ منها الذئاب موطنا، وما ينجم عن ذلك من احتكاك بينها
وبين الانسان، الامر الذي يؤدي في نهاية المطاف الى استئصال الجمهرة المحلية منها. الا انه
على الرغم من ذلك، فان الجمهرة العالمية، او النوع ككل، يعتبر غير مهدد بالانقراض وفقا
للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة. تحظى الذئاب الرمادية اليوم بالحماية في بعض المناطق، وتصاد للترفيه
في بعض المناطق الاخرى، او تضطهد وتقتل دون هوادة في اماكن معينة بسبب اعتبارها خطرا
يهدد المواشي المستانسة والحيوانات المنزلية.
تظهر الذئاب في ثقافة وميثولوجيا الشعوب التي تعايشت واياها عبر الزمن، بالمظهر الايجابي والسلبي على
حد سواء، وفق النظرة الخاصة بكل شعب على حدة.