العلم نور والجهل ظلام يحرق الامم والشعوب، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما، سلك طريقا من
طرق الجنة، ومن مات اثناء طلبه للعلم، مات شهيدا، كل هذه المقولات واكثر قد جاءت
للحض على العلم الذي يعتبر هو اساس قيام الحضارات والتقدم الذي يرفع من شان الفرد
وايضا الامة على حد سواء لاعلى المراتب.
شجعت كل الاديان السماوية والكتب المنزلة على طلب العلم، فقد جاء عن النبي محمد صلى
الله عليه وسلم :- ( طلب العلم فريضة على كل مسلم)، وكانت اول ايات الذكر
الحكيم التي نزلت على الرسول هي ( اقرا )، وقال الله تعالى: ( قل هل
يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ).
جاءت حاجة الانسان الى العلم والمعرفة لتيسير حياته، فانطلق هذا الانسان في الارض باحثا متاملا،
يدون كل ما يراه، ويعد تجاربه الواحدة تلو الاخرى ليصل الى حاجته التي سعى وداب
واجتهد لايجادها، كالاختراعات والاكتشافات التي تطورت مع تطور الوقت ومرور الزمن، وتوسعت وفقا للتوسع الفكري
والبشري والاضافة التي تمت عليها، وبفضل هذه العلوم تحولت الكرة الارضية الكبيرة الشاسعة المترامية الاطراف
الى قرية صغيرة تستطيع الوصول الى حدودها بلحظات، وذلك كله بفضل العلوم ووسائل الاتصالات المتطورة،
وتعدى الامر الى الوصول للفضاء، ليحلق الانسان ويخطو على سطح القمر، ويصل في ابحاثه ودراساته
الى ما وراء الشمس، وربما في المستقبل سيصل الى ابعد.
العلم يهذب النفس ويصقلها للافضل دوما، وبالتالي هو يحرر الانسان من طوق التبعية لاشخاص، ليرسم
هدفا لنفسه، ويصمم ان يسير في حياته مطبقا لهذا الهدف، وهذا هو الفرق بين الانسان
المتعلم والانسان العادي، الذي لا يعلم من العلم سوى فك الحروف والكلمات، ليبقى الاخير تابعا
لاشخاص يسيرون حياته وفقا لمصالحهم.
العلم بالاضافة الى انه كان السبب في نشوء الحضارات وبالتالي ادى الى الرقي بالشعوب، الا
انه كان سببا ايضا في الدمار والخراب، فهو سلاح ذو حدين، فقد كان العلم سببا
في اختراع البارود والسلاح المستخدم في الحروب، بحيث نتج عن هذا الاختراع ان حصد ملايين
من الارواح البشرية على سطح الكرة الارضية، وانهيار العديد من الدول والحضارات، والخوف لاحقا من
انهيار البشرية جمعاء لا قدر الله.