ابن كثير
ابو الفداء عماد الدين اسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير بن زرع
القرشي المعروف ب(ابن كثير)، عالم مسلم، وفقيه، ومفت، ومحدث، وحافظ، ومفسر، ومؤرخ، وعالم بالرجال، ومشارك
في اللغة، وله نظم .كان والده (عمر بن كثير) خطيب مسجد جامع بمدينة (بصرى) ويعود
اصله الى (البصرة) التى نزح منها الى الشام.
بداية حياته
ولد في سوريا سنة 701 ه كما ذكر ذلك في كتابه البداية والنهاية
وكان مولده بقرية “مجدل” من اعمال بصرى من منطقة سهل حوران -درعا حاليا- في جنوب
دمشق.
طلبه للعلم
انتقل الى دمشق سنة 706 ه في الخامسة من عمره، وتفقه على الشيخ ابراهيم الفزازي
الشهير بابن الفركاح وسمع بدمشق من عيسى بن المطعم ومن احمد بن ابي طالب وبالحجار
ومن القاسم بن عساكر وابن الشيرازي واسحاق بن الامدى ومحمد بن زراد ولازم الشيخ جمال
يوسف بن الزكي المزي صاحب تهذيب الكمال واطراف الكتب الستة وبه انتفع وتخرج وتزوج بابنته.
قرا على شيخ الاسلام ابن تيمية كثيرا ولازمه واحبه وانتفع بعلومه وعلى الشيخ الحافظ بن
قايماز واجاز له من مصر ابو موسى القرافي والحسيني وابو الفتح الدبوسي وعلي بن عمر
الواني ويوسف الختي وغير واحد.
عقيدته
Emblem-scales.svg ان حيادية وصحة هذه المقالة او هذا القسم مختلف عليها. رجاء طالع الخلاف في
صفحة النقاش.
تنازع الاشاعرة والسلفية في امر معتقده.
فاما الاشاعرة فزعموا انه اشعري العقيدة حيث ذكر الحافظ بن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة
في اعيان المائة الثامنة, ص17 ج1 باب الهمزة (وهو حرف الالف) قصة حدثت بين ابن
القيم وابن كثير عندما قال ابن كثير لابن القيم “انت تكرهني لانني اشعري فقال له
لو كان من راسك الى قدمك شعر ما صدقك الناس في قولك انك اشعري وشيخك
ابن تيمية”, كما ان ابن كثير تولى مشيخة دار الحديث الاشرفية، وشرط واقفها ان يكون
اشعري العقيدة -انظر طبقات السبكي
و راى السلفية انه كان واضحا وجليا ان ابن كثير سلفي الاعتقاد في غالب بل
كل مؤلفاته, فكان يصرح بها, ولعل المتتبع البسيط لتفسيره (تفسير القران العظيم) يرى بوضح وبدون
ادنى لبس انه على عقيدة شيخه ابن تيمية. وكذلك ما كتبه في اول كتابه الجليل
“البداية والنهاية” عن علو الله على عرشه واثبات صفة العلو والفوقية لله العلي القدير.
اما ما اثير حول كونه اشعريا, لقبوله مشيخة دار الحديث الاشرفية التي شرط وقفها ان
يكون المدرس فيها اشعريا, فهو شرط غير ملزم، وقد ولي مشيخة دار الحديث الاشرفية علماء
سلفيون من قبله: مثل الحافظ جمال الدين المزي والحافظ ابو عمرو بن الصلاح.
اما ما رواه الحافظ ابن حجر فهي كما قال نادرة وقعت بينهما، ولم تكن في
مقام البيان والاقرار. ولا مانع من كون هذه الكلمة على فرض صحتها انها خرجت منه
على سبيل الفكاهة فهذا الحافظ ابن حجر يقول عنه في الدرر الكامنة : (واخذ عن
ابن تيمية ففتن بحبه، وامتحن بسببه. وكان كثير الاستحضار، حسن المفاكهة. سارت تصانيفة في البلاد
في حياته، وانتفع بها الناس بعد وفاته). فنجد الحافظ ابن حجر يقول انه (حسن المفاكهة).
والمقصود بقوله “لانني اشعري” هو ما وضحه ابراهيم بن ابن القيم حين قال له “لو
كان من راسك الى قدمك شعر”، اي كثرة الشعر. وهذا من باب المعاريض، وهو جائز
في المفاكهة والتندر بلا ريب. فرسول الله صلى الله عليه وسلم عندما ساله الرجل في
غزوة بدر من اين انت قال انا من (ماء). وهذا ما يسمى تعريض.
و مما يقوي راي السلفية هو ما قاله ابن كثير بنفسه عن رجوع الاشعري عن
ما قاله في العقيدة. . فلو كان ابن كثير اشعريا فهو اذا على العقيدة التي
يعتقد ان الاشعري استقر عليها اخر عمره.
كما يقوي ذلك شدة تاثره بابن تيمية وتبجيله له وانتصاره له حتى توفي ودفن بجواره.[4]
وقد خالف ابن كثير اصول الاشاعرة وردهم في كثير من المواضع, وكان مساندا لشيخه الامام
ابن تيمية وبالذات في مسائل الاعتقاد, فالذهاب الى انه اشعري لحادثة قبوله الوظيفة، فهو يعلم
انه لايلزم صاحب الوقف هذا الشرط في الوقف، بل ان ابن كثير نشر عقيدة السلف
وخالف الاشاعرة في دروسة, وعامة تلامذته من السلفية, وان مرد الكلام كله ان صاحب الكلام
اعني السبكي, كان عدوا لدودا لشيخ الاسلام ابن تيمية وهو احد اهم الاسباب في سجن
ابن تيمية, وكان ذو نفوذ وقوة عند حاكم البلاد, فسطر في كتابه ما اراد كونه
اشعريا, وكان الكل من طلاب شيخ الاسلام كابن كثير وابن القيم وغيرهم, يدركون ان مواجهة
السبكي تعني سجن القلعة, وحدث هذا بالفعل للامام ابن القيم فقد سجن هو الاخر, ولكن
ابن كثير اتقى وابتعد عن مواجهة السبكي. فلايصح الاستدلال بادلة الغريم والقرائن وهذا معلوم عند
اهل الاصول والعلم.
شيوخه
في القران: ابن غيلان البعلبكي الحنبلي المتوفى سنة 730 ه.
في القراءات: محمد بن جعفر اللباد المتوفى سنة 724 ه.
في النحو: ضياء الدين الزربندي المتوفى سنة 723 ه.
الامام بدر الدين ابن جماعة المتوفى سنة 733 ه.
المؤرخ علم الدين البرزالي المتوفى سنة 739 ه.
ابن الزملكاني المتوفى سنة 727 ه.
ابن قاضي شهبة المتوفى سنة 726 ه.
ابن تيمية المتوفى سنة 728 ه.
حافظ ذلك الزمان الحافظ المزي المتوفى سنة 742 ه.
الحافظ ابو عبد الله محمد بن احمد الذهبي.
الشيخ ابو العباس احمد الحجار الشهير ب “ابن الشحنة”.
الشيخ ابو اسحاق ابراهيم الفزاري.
الحافظ كمال الدين عبد الوهاب الشهير ب “ابن قاضي شهبة”.
الامام كمال الدين ابو المعالي محمد بن الزملكاني.
الامام محيي الدين ابو زكريا يحيى الشيباني.
الامام علم الدين محمد القاسم البرزالي.
الشيخ شمس الدين ابو نصر محمد الشيرازي.
الشيخ شمس الدين محمود الاصبهاني.
عفيف الدين اسحاق بن يحيى الامدي الاصبهاني.
الشيخ بهاء الدين القاسم بن عساكر.
ابو محمد عيسى بن المطعم.
عفيف الدين محمد بن عمر الصقلي.
الشيخ ابو بكر محمد بن الرضى الصالحي.
محمد بن السويدي، بارع في الطب.
الشيخ ابو عبد الله بن محمد بن حسين بن غيلان.
الحافظ ابو محمد عبد المؤمن الدمياطي.
موسى بن علي الجيلي.
جمال الدين سليمان بن الخطيب، قاضي القضاة.
محمد بن جعفر اللباد، شيخ القراءات · شمس الدين محمد بن بركات.
شمس الدين ابو محمد عبد الله المقدسي.
الشيخ نجم الدين بن العسقلاني.
جمال الدين ابو العباس احمد بن القلانسي.
الشيخ عمر بن ابي بكر البسطي.
ضياء الدين عبد الله الزربندي النحوي.
ابو الحسن علي بن محمد بن المنتزه.
الشيخ محمد بن الزراد.
تلاميذه
الحافظ علاء الدين بن حجي الشافعي.
محمد بن محمد بن خضر القرشي.
شرف الدين مسعود الانطاكي النحوي.
محمد بن ابي محمد بن الجزري، شيخ علم القراءات.
ابنه محمد بن اسماعيل بن كثير.
ابن ابي العز الحنفي.
الحافظ ابو المحاسن الحسيني.
الحافظ زين الدين العراقي.
الامام الزيلعي، صاحب نصب الراية.
مؤلفاته
Wikisource-logo.svg ويكي مصدر به اعمال اصلية لابن كثير مشاريع شقيقة يوجد في ويكي مصدر كتب
او مستندات اصلية تتعلق ب: مؤلف:ابن كثير
تفسير القران العظيم، المشهور بتفسير ابن كثير وهو اجل مؤلفاته فقد تناقلته الامة بالقبول ويعتبر
اصح تفسير للقران.
البداية والنهاية، وهي موسوعة ضخمة تضم التاريخ منذ بدا الخلق الى القرن الثامن الهجري حيث
جزء النهاية مفقود.
التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل، المعروف بجامع المسانيد، جمع فيه كتابي شيخه
المزي و الذهبي : (تهذيب الكمال ، و ميزان الاعتدال، و كتاب رد الهدى و
السنن في احاديث المسانيد و السنن).
الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث وهو اختصار لمقدمة ابن صلاح.
السيرة النبوية لابن كثير.
جامع السنن والمسانيد لابن كثير.
كتاب طبقات الشافعية.
خرج احاديث ادلة التنبه في فقه الشافعية.
خرج احاديث في مختصر ابن الحاجب.
كتاب “مسند الشيخين” يعني ابا بكر، و عمر.
له رسالة في الجهاد، وهي مطبوعة.
شرحه للبخاري، وهو مفقود.
شرع في كتاب كبير للاحكام، ولم يكمله، وصل فيه الى كتاب الحج.
وفاته
توفي اسماعيل بن كثير يوم الخميس 26 شعبان 774 ه في دمشق عن ثلاث وسبعين
سنة. وكان قد فقد بصره في اخر حياته، وهو يؤلف “جامع المسانيد”، فاكمله الا بعض
مسند ابي هريرة، وفيه قال :” لازلت فيه في الليل و السراج ينونص حتى ذهب
بصري معه”. وقد ذكر ابن ناصر الدين انه “كانت له جنازة حافلة مشهودة، ودفن بوصية
منه في تربة شيخ الاسلام ابن تيمية بمقبرة الصوفية”.
و لما مات رثاه بعض طلبته بقوله :
لفقدك طلاب العلوم تاسفوا وجادوا بدمع لا يبيد غزير