مكتبة الاسكندرية القديمة وعرفت باسم مكتبة الاسكندرية الملكية او المكتبة العظمي هي كبر مكتبات عصرها[1]،
شيدها بطليموس الاول[2] ويقال انه تم تاسيسها علي يد الاسكندر الاكبر قبل ثلاثة وعشرين قرنا
[3] ويقال ايضا انه تم تاسيسها على يد بطليموس الثاني في اوائل القرن الثالث قبل
الميلاد،[1] عام (285 247) قبل الميلاد [4] تعرضة المكتبة للعديد من الحرائق وانتهت حياتها في
عام 48 ق.م وفي عام 2002 تم اعادة بنائها تحت اسم مكتبة الاسكندرية الجديدة .
التاريخ
اختلف المؤرخون حول الشخص الذي بني المكتبة فهناك من يقول ان الاسكندر وضعها في تخطيطه
عند بناء الاسكندرية [5] وهو صاحب فكرة بنائها [6] والبعض يقول ان بطليموس الاول هو
من بناها والبعض الاخر يقول انه تم تاسيها على يد بطليموس الثاني [1] باعتبار ان
هو من اكملها فبطلميوس الاول هو الذي امر بتاسيس المكتبة وتنظيمها على نفقته، ثم اكمل
ذلك خلفه بطليموس الثاني.[7] جمع ديمتريوس الفاليرى اليونانى نواة مكتبة الاسكندرية، وهو في بلاد اليونان،[7]
الذي كان يعمل كمستشار لبطليموس الاول [8][9] وهو من نظم المكتبة [10] وقد تم وضع
تخطيطا معماريا وموضوعيا بحيث تكون معبرة عن رصيد الفكر اليوناني وعلوم العصر.[6] وهناك اختلاف في
العام الذي تم انشائها فيه فهناك من يقول انهاانشئت في عام 330 قبل الميلاد [11]
وهناك من يقول انه تم انشائها عام 288 قبل الميلاد [12]
امناء المكتبة
قديما[13][14]
- المكتبة الحديثة من الخارج
ديمتريوس الفاليرى(284 ق.م).
- وزينودوتوس الافيسى(284- 260 ق.م).
- وكاليماخوس البرقاوى(260- 240 ق.م).
- وابوللونيوس الرودسى(240- 235 ق.م).
- واراتوستثيس البرقاوى(235- 195 ق.م).
- واريستوفانيس البيزنطى(195-180 ق.م).
- وابوللونيوس ايدوجرافوس(180-160 ق.م).
- واريستارخوس الساموتراقى(160-145 ق.م).
سر عظمة وشهرة مكتبة الاسكندرية القديمة
ترجع شهرة مكتبة الاسكندرية القديمة (ببلتيكا دي لي اكسندرينا) لانها اقدم مكتبة حكومية عامة في
العالم القديم وليس لانها اول مكتبات العالم فمكتبات المعابد الفرعونية كانت معروفة عند قدماء المصريين
ولكنها كانت خاصة بالكهنة فقط والبطالمة انفسهم الذين اسسوها كانوا يعرفون المكتبات جيدا كما ترجع
عظمتها ايضا انها حوت كتب وعلوم الحضارتين الفرعونية والاغريقية وبها حدث المزج العلمي والالتقاء الثقافي
الفكري بعلوم الشرق وعلوم الغرب فهي نموذج للعولمة الثقافية القديمة التي انتجت الحضارة الهلينستية حيث
تزاوجت الفرعونية والاغريقية وترجع عظمتها ايضا من عظمة القائمين عليها حيث فرض على كل عالم
يدرس بها ان يدع بها نسخة من مؤلفاته ولانها ايضا كانت في معقل العلم ومعقل
البردي وادوات الكتابة مصر حيث جمع بها ما كان في مكتبات المعابد المصرية وما حوت
من علم اون واخيرا وليس اخر تحرر علمائها من تابو السياسة والدين والجنس والعرق والتفرقة
فالعلم فيها كان من اجل البشرية فالعالم الزائر لها او الدارس بها لا يسال الا
عن علمه لا عن دينه ولا قوميته
المكتبة القديمة
كانت مكتبة الاسكندرية الملكية اول واعظم مكتبة عرفت في التاريخ وظلت اكبر مكتبات عصرها, انشات
مكتبة الاسكندرية على يد خلفاء الاسكندر الاكبر منذ اكثر من الفى عام لتضم اكبر مجموعة
من الكتب في العالم القديم والتي وصل عددها انذاك الى 700 الف مجلد بما في
ذلك اعمال هوميروس ومكتبة ارسطو.
امر بطليموس الاول بانشائها 330 قبل الميلاد وتم الانفاق عليها ببذخ في عهد بطليموس الثاني
حيث قام بتوسعتها واضافة ملحقات لها، احتوت المكتبة علي عدد هائل من الكتب والمخطوطات بلغ
ال 700,000 مجلد
حريق المكتبة
في عام 48 ق.م قام يوليوس قيصر بحرق 101 سفينة كانت موجودة علي شاطئ البحر
المتوسط امام مكتبة الاسكندرية بعدما حاصره بطليموس الصغير شقيق كليوباترا بعدما شعر ان يوليوس قيصر
يناصر كليوباترا عليه، وامتدت نيران حرق السفن الي مكتبة الاسكندرية فاحرقتها حيث يعتقد بعض المؤرخون
انها دمرت.[15]
في حين يذكر التاريخ كذلك انه قد لحق بالمكتبة اضرار فادحة في 391 م عندما
امر الامبراطور الروماني ثيودوسيوس الاول بتدميرها، ويطرح بعض المؤرخون نظرية اخرى انه رغم حريق ثيودوسيوس
الاول فان المكتبة قد صمدت حتى العام 640م، حيث يقول بعض المؤرخين انها دمرت تماما
ابان فترة حكم عمرو بن العاص لمصر بامر من الخليفة عمر بن الخطاب.[16] في حين
ينفي مؤرخون اخرون اي صلة للمسلمين وعمرو بن العاص في حريق المكتبة، ويصفون هذا الاتهام
بالخرافة[17] والاسطورة[18] حيث يقولون ان عمرو بن العاص دخل الاسكندرية في العام 642م في وقت
لم تكن مكتبة الاسكندرية موجودة حتى يحرقها حيث يقولون انه ثبت ان مكتبة الاسكندرية تم
احراقها عن اخرها في زمن الامبراطور الروماني يوليوس قيصر عام 48 ق.م “.[15]
حيث لم ترد في كتب الاقدمين كاليعقوبي، والبلاذري، وابن عبد الحكم، والطبري، والكندي، ولا في
تاريخ من جاء بعدهم واخذ منهم كالمقريزي، وابي المحاسن، والسيوطي، وغيرهم.
كانت متواجدة بشكل ما في القرن الاول الميلادي”.[19]
بعد دخول العرب للاسكندريه في 22 ديسمبر عام 640 م. وتدمير اسوار المدينة، حدث ان
تعرف عمرو بن العاص على عالم لاهوت مسيحي طاعن في السن يدعى يوحنا فيلوبونوس John
Philoponus (تلميذ الفيلسوف السكندري امونيوس السابق ذكره، وهو معروف لدى العرب باسم يحيى النحوي، وقد
ساهمت كتاباته الى حد كبير في نقل الثقافة الاغريقية للعرب). وبعد العديد من الجدالات الدينية
بين يوحنا وعمرو بخصوص التثليث والتوحيد والوهية السيد المسيح طلب يوحنا من عمرو الحفاظ على
الكتب الموجودة في مكتبة الاسكندرية لان، حسب قول يوحنا، “بخلاف مخازن وقصور وحدائق المدينة، فان
تلك الكتب ليست ذات فائدة لعمرو او لرجاله”. حينئذ استغرب عمرو وسال عن اصل تلك
الكتب وفائدتها، فسرد له يوحنا قصة مكتبة الاسكندرية منذ تاسيسها على يد بطليموس الثاني. ولكن
عمرو بن العاص رد عليه قائلا انه ليس بامكانه التصرف دون اخذ مشورة عمر بن
الخطاب. فكتب بن العاص خطابا لبن الخطاب يستشيره في امر المكتبة والكتب. بينما كان يوحنا
وعمرو في انتظار الرد، اذن الاخير ليوحنا بزيارة المكتبة برفقة تلميذه الطبيب اليهودي فيلاريتيس Philaretes
(وهو مؤلف كتاب طبي عن النبض وهو الكتاب المنسوب خطا ليوحنا فيلوبونوس). وبعد عدة ايام
اتى رد عمر بن الخطاب والذي قراه وترجمه عمرو بن العاص على مسمع كلا من
يوحنا وفيلاريتيس، وفيه ما معناه: “…واما الكتب التي ذكرتها فان كان فيها ما يوافق كتاب
الله ففي كتاب الله عنه غنى، وان كان فيها ما يخالف كتاب الله فلا حاجة
بنا اليها”. وهكذا امر عمرو بن العاص بتوزيع الكتب على حمامات الاسكندرية لاستخدامها في ايقاد
النيران التي تبقي على دفء الحمامات. ويذكر المؤرخ المسلم القفطي في كتابه تراجم الحكماء ان
احراق تلك الكتب قد استمر لما يقارب الستة اشهر، وان الكتب الوحيدة التي نجت من
الحريق كانت بعض كتب الفيلسوف الاغريقي ارسطو وبعض كتابات اقليدس الرياضي وبطليموس الجغرافي. ورواية احراق
العرب لكتب مكتبة السيرابيوم كما ذكرها القفطي مذكورة ايضا في كتب المواعظ والاعتبار في ذكر
الخطط والاثار لشيخ المؤرخين المصريين تقي الدين لمقريزي، والفهرس لابن النديم، وتاريخ التمدن الاسلامي لجورجي
زيدان. كما يؤيد ابن خلدون في كتابه مقدمة ابن خلدون رواية احراق العرب لمكتبة الاسكندرية
وذلك بالنظر لسلوك العرب في نفس العصر، ومن امثلة ذلك السلوك القاء سعد بن ابي
وقاص لكتب الفرس في الماء والنار، وذلك بناء على امر عمر بن الخطاب الذي بعث
لبن ابي وقاص قائلا “ان يكن ما فيها هدى فقد هدانا الله باهدى منه وان
يكن ضلالا فقد كفانا الله”. المراجع المؤيدة حرق مكتبة الاسكندرية
يرجع البعض احراق مكتبة الاسكندرية ليوليوس قيصر (100-44 ق.م.). واحد اهم سنائد هذا الادعاء هو
ما دونه يوليوس قيصر نفسه في كتابه Alexandrian War من ان النيران التي اشعلها جنوده
لاحراق الاسطول المصري الموجود في ميناء الاسكندرية قد امتدت لتلتهم مخزنا مليئا باوراق البردي يقع
قريبا من الميناء. ولكن من الدراسة الجغرافية لموقع مكتبة الاسكندرية في حي بروخيون Bruchion بعيدا
عن الميناء يتضح ان هذا المخزن يستحيل ان يكون المكتبة. كما ان شبهة حرق يوليوس
قيصر لمكتبة الاسكندرية من السهل دحضها من خلال قراءة كتاب Geography للمؤرخ سترابو Strabo الذي
زار الاسكندرية حوالي سنة 25 ق.م. والذي يستمد مادته العلمية من المصادر التاريخية التي كانت
موجودة في مكتبة الاسكندرية في ذلك الوقت. وبالاضافة لذلك فان سيسرو Cicero اشهر مؤرخي الامبراطورية
الرومانية، والذي عرف بعدائه الشديد ليوليوس قيصر، لم يذكر اطلاقا واقعة احراق يوليوس قيصر لمكتبة
الاسكندرية في كتابه الشهير Philippics مما يعد دليلا اضافيا على براءة يوليوس قيصر من تلك
التهمة.
ورغم ذلك فان بعض المؤرخين يتفقون على ان يوليوس قيصر هو بالفعل من قام باحراق
مكتبة الاسكندرية. واحد هؤلاء المؤرخون هو بلوتارخ Plutarch في كتابه Life of Caesar الذي كتبه
في نهاية القرن الاول الميلادي والذي ذكر فيه ان مكتبة الاسكندرية قد احترقت بفعل الحريق
الذي بداه يوليوس قيصر لتدمير الاسطول المصري المرابط في ميناء الاسكندرية. وفي القرن الثاني الميلادي،
وفي كتابه Attic Nights، يذكر المؤرخ الروماني اولوس جليوس Aulus Gellius ان المكتبة الملكية السكندرية
قد احرقت بطريق الخطا عندما اشعل بعض الجنود الرومان التابعون ليوليوس قيصر بعض النيران. وفي
القرن الرابع يتفق المؤرخان الوثني اميانوس مرسلينوس Ammianus Marcellinus والمسيحي اوروسيوس Orosius على ان مكتبة
الاسكندرية قد احرقت خطا بسبب الحريق الذي بداه يوليوس قيصر. ولكن في الغالب هنا ان
هؤلاء المؤرخين قد خلطوا بين الكلمتين اليونانيتين bibliothekas بمعنى مجموعة من الكتب وbibliotheka بمعنى مكتبة،
وعلى هذا فقد ظنوا ان ما كتب سابقا عن حرق بعض الكتب القريبة من الميناء
والموجودة في بعض المخازن هو حرق لمكتبة الاسكندرية الشهيرة.
وعلى هذا، وبالنظر لما كتبه المؤرخون الرومان السالف ذكرهم، فمن المرجح ان المكتبة الملكية السكندريه
قد احرقت بعد زيارة سترابو للمدينة حوالي 25 ق.م. ولكن قبل بداية القرن الثاني الميلادي،
والا ما كان هؤلاء المؤرخون قد ذكروا حادثة حرقها ونسبهم اياها خطا ليوليوس قيصر. والنتيجة
هي ان المكتبة قد دمرت في الغالب بفعل شخص اخر غير يوليوس قيصر ولكن الاجيال
التالية للحادثة اعتادت الربط بين الحريق الذي وقع في الاسكندرية ابان وجود يوليوس قيصر فيها
وبين احراق المكتبة.
ولكن من المعروف ان مكتبة الاسكندرية الملكية، او المتحف كما كان يطلق عليها حيث كانت
تضم اصول العديد من امهات الكتب في العالم، لم تكن المكتبة الوحيدة الموجودة في مدينة
الاسكندرية، بل كانت هناك مكتبتان اخرتان على الاقل: مكتبة معبد السيرابيوم ومكتبة معبد السيزاريون. واستمرار
الحياة الفكرية والعلمية في الاسكندرية بعد تدمير المكتبة الملكية، وازدهار المدينة كمركز العلوم والاداب في
العالم ما بين القرن الاول الميلادي والقرن السادس الميلادي، قد اعتمدا على وجود هاتين المكتبتين
وما احتوتاه من كتب ومراجع. ومن الموثق تاريخيا ان المكتبة الملكية كانت مكتبة خاصة بالاسرة
المالكة وبالعلماء والباحثين، بينما كانت مكتبا السيرابيوم والسيزاريون مكتبتنين عامتين مفتوحتين امام عامة الشعب. ويعود
الفضل في انشاء المكتبة الملكية لبطليموس الثاني فيلادلفيوس بينما اسس ابنه بطليموس الثالث معبد السيرابيوم
والمكتبة الملحقة به. ولاحقا عرفت مكتبة السيرابيوم باسم المكتبة الابنة Daughter Library. وبينما كان موقع
المكتبة الملكية في حي بروخيون Bruchion الملكي بالقرب من القصور والحدائق الملكية، فقد كانت مكتبة
السيرابيوم ومعبد السيرابيوم الذي للاله سيرابيس في حي راكوتيس Rhakotis الشعبي. وبينما حوت المكتبة الملكية
النسخ الاصلية لمعظم كتب العالم، فقد كان من المعتاد وضع نسخ من تلك الاصول في
مكتبة السيرابيوم.
وبعد احراق المكتبة الملكية صارت مكتبة معبد السيرابيوم، الاكبر حجما من مكتبة معبد السيزاريون، المكتبة
الرئيسية لمدينة الاسكندرية. واول اشارة تاريخية لتلك المكتبة كانت في كتاب The Apology للعلامة المسيحي
ترتليان Tertullian، حيث يذكر ان مكتبة البطالمة محفوظة في مكتبة السيرابيوم، وان من ضمن ما
تحتويه من كتب نسخة للعهد القديم يذهب يهود الاسكندرية لسماعها تقرا في المكتبة. واذا اعتبرنا
ان مكتبة البطالمة هي المكتبة الملكية، فيمكن القول بان ما تم انقاذه من كتب اصلية
من مكتبة الاسكندرية الملكية قد تم نقله لمكتبة السيرابيوم لتوضع بجانب النسخ التي كانت موجودة
بالفعل في تلك المكتبة الابنة. وهذا التحليل مدعم بما هو مذكور في رسالة ارستياس Letter
of Aristeas (كاتب سكندري يهودي) والتي يرجع تاريخ كتابتها لنهاية القرن الاول الميلادي، من ان
مخطوطات المكتبة الملكية قد نقلت لمكتبة السيرابيوم. وفي عام 379 م. يعود القديس يوحنا ذهبي
الفم لذكر مكتبة السيرابيوم في كلامه الموجه للانطاكيين من ان مكتبة السيرابيوم تحوي نسخة العهد
القديم التي امر بطليموس الثاني فيلادلفيوس بترجمتها من العبرية لليونانية.
ثم في عام 391 م. قام بعض مسيحيو الاسكندرية بتحريض من البابا ثيوفيلوس بابا الاسكندرية
بتدمير معبد السرابيون الوثني وبناء كنيسة فوق انقاضه. ولكن تدمير السرابيون لم يطل مكتبته وذلك
في الغالب لاحتوائها على العديد من امهات الكتب المسيحية واليهودية بالاضافة للكتب العلمية الاخرى والتي
كانت محل اهتمام العديد من العلماء الوثنيين والمسيحيين على السواء. وحتى نهاية القرن السادس الميلادي
نجد العديد من الاشارات التاريخية لوجود مكتبة السيرابيوم في الاسكندرية، ومن تلك الاشارات وصف الفيلسوف
السكندري امونيوس Ammonius لتلك المكتبة ولما حوته من كتب، مثل نسختين لكتاب المصنفات Categories لارسطو.