مع الانبياء والرسل عليهم السلام
*الانبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم هم صفوة الخلق، وائمة الحق، واعلام التقى، حيث اصطفاهم
الله-سبحانه وتعالى- على سائر خلقه بالمثل الكامل للانسانية فكانوا اية لمن توسم وقدوة لمن اعتصم
حتى عكست حياتهم الصور الايمانية الحقة من صبر وشجاعة وتضحية وفداء قال تعالى: ( لقد
كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب…). يوسف – الاية 111.
– وعالمنا العجيب الواسع الذي نعيش فيه ونتفيا تحت ظلاله وما يحيط به من اسرار
غامضة يدعونا الى التامل والتفكر في صنعه العظيم لنصل في نهاية المطاف الى الاستشعار بقدرته
سبحانه وتعالى.. قال الله تعالى: ( ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات
لاولي الالباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض
ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ). ال عمران من الايات 190-191.
– والشيطان منذ ان ابعده الله تعالى من رحمته وهو يترصد بالانسان لايقاعه في شراكه
الخبيث انتقاما من ادم وذريته: ( قال رب فانظرني الى يوم يبعثون * قال فانك
من المنظرين * الى يوم الوقت المعلوم * قال رب بما اغويتني لازينن لهم في
الارض ولاغوينهم اجمعين * الا عبادك منهم المخلصين ). الحجر من الاية 36 الى الاية40.
– هكذا ترصد الشيطان لبني ادم بالايذاء والصد عن سبيل الله سبحانه وتعالى ومنعهم سلوك
الطريق السوي المستقيم حتى يكونوا عرضة لافكاره الخبيثة واباطيله الملتوية بالمكر والدهاء لذلك حذر الحق
عز وجل عباده بقوله: ( الشيطان يعدكم الفقر ويامركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا
والله واسع عليم ). البقرة – الاية 286.
– ولما كان الشيطان على هذه الصفات القبيحة والافعال الذميمة، ارسل الله سبحانه وتعالى الانبياء
والرسل مبشرين ومنذرن لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وايدهم بالمعجزات الباهرة والادلة
الواضحة والبراهين الساطعة قال تعالى: ( لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم
الناس بالقسط… ). الحديد25.
– وبعد ان ابرز الله سبحانه وتعالى مكانة هؤلاء الانبياء والرسل في حياتنا جعل الايمان
بهم اصلا من اصول الايمان: ( قل امنا بالله وما انزل علينا وما انزل على
ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين
احد منهم ونحن له مسلمون ).. سورة ال عمران – اية 84.
بل جعل من يكفربهم خارجا من نطاق دائرة الايمان قال تعالى: ( ومن يكفر بالله
وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا ). النساء – الاية 136.
*ولقد ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى حاجة الناس الماسة الى هؤلاء الصفوة المختارة من
الانبياء والرسل عليهم السلام بقوله: ” ان الضرورة اليهم اعظم من ضرورة البدن الى روحه
والعين الى نورها والروح الى حياتها، فاي ضرورة وحاجة فرضت فضرورة العبد وحاجته الى الرسل
فوقها بكثير “.
– وهؤلاء الصفوة المختارة جاء ذكر بعضهم في القران الكريم بينما لم يذكر الكثير منهم
وكذلك الامر في السنة النبوية المطهرة قال تعالى: ( وتلك حجتنا اتيناها ابراهيم على قومه
نرفع درجات من نشاء ان ربك حكيم عليم * ووهبنا له اسحاق ويعقوب كلا هدينا
ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داوود وسليمان وايوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين
* وزكريا ويحيى وعيسى والياس كل من الصالحين * واسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا
على العالمين ). الانعام من الاية 83 الى الاية 86.
– اما الباقون فجاء ذكرهم في ايات متفرقات من القران الكريم جمعهم احد الشعراء في
بيتين:
في تلك حجتنا منهم ثمانية من بعد عشر ويبقى سبعة وهم
ادريس هود شعيب صالح وكذا ذو الكفل ادم بالمختار قد ختموا
– وقد فضل الله تعالى بين هؤلاء الاطهار وميز منهم اولي العزم من الرسل قال
تعالى: ( واذ اخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم
واخذنا منهم ميثاقا غليظا ). سورة الاحزاب – اية 7..
– وخص الله سبحانه وتعالى نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم انه خير رسله وخاتمهم،
وانه سيد الاولين والاخرين وانه اعلاهم منزلة قال صلى الله عليه وسلم: ( انا سيد
ولد ادم يوم القيامة و لا فخر ، و بيدي لواء الحمد و لا فخر
، و ما من نبي يومئذ ادم فمن سواه الا تحت لوائي ، و انا
اول شافع ، و اول مشفع ، و لا فخر ). صحيح الجامع.
* فائدة: الفرق بين الرسول والنبي:
-ان الشائع عند العلماء ان الرسول اعم من النبي ..فالرسول هو من اوحي اليه بشرع
وامر بتبليغه .. اما النبي هو من اوحي اليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه، وعلى ذلك
فكل رسول نبي وليس كل نبي رسول!.
-ورجح الشيخ عمر الاشقر في كتابه ( الرسل والرسالات ): ان الرسول هو من اوحي
اليه بشرع جديد بينما النبي هو المبعوث لتقرير شرع من قبله. ونقل ذلك عن تفسير
الالوسي