ادارة الازمات الاستعداد لما قد لا يحدث والتعامل مع ما حدث. لا يخفى على المتابع
لسير الاحداث بخاصة السياسية منها ما للازمات بكل انواعها من دور في تاريخ الشعوب والمجتمعات
سواء على صعيد الهدم او البناء, وقراءة متانية لدور الازمة بشكل عام يفضي بنا الى
تلمس خيط يقودنا الى حقيقة مفادها ان المجتمعات التي اعتمد الهرم القيادي فيها على فرق
خاصة وكفوءة في التعامل مع الازمات كانت اصلب عودا واكثر على المطاوعة والاستمرار من قريناتها
التي انتهجت اسلوبا مغايرا تمثل بالتصدي المرتجل والتعامل بطرق غير مدروسة سلفا مع بؤر الصراع
والتوتر ما ادى بالتالي الى ضعفها وتفككها، فالازمات ظاهرة ترافق سائر الامم والشعوب في جميع
مراحل النشوء والارتقاء والانحدار. في الاحداث التاريخية الكبرى نجد انه بين كل مرحلة ومرحلة جديدة
ثمة ازمة تحرك الاذهان وتشعل الصراع وتحفز الابداع وتطرق فضاءات بكر تمهد السبيل الى مرحلة
جديدة, غالبا ما تستبطن بوادر ازمة اخرى وتغييرا مقبلا اخر، وكان لنمو واتساع، المجتمعات ونضوب
الموارد المتنوعة وشدة المنافسة السياسية والاقتصادية الكلمة الفصل في طول حياة الازمات الى حد اصبح
تاريخ القرن السابق على سبيل المثال يشكل سلسلة من ازمات تتخللها مراحل قصيرة من الحلول
المؤقتة, ومن هنا فقد نشات افكار جدية من اجل دراسة وتحليل الازمة ومحاولة الخروج منها
باقل الخسائر وتاخير الازمة اللاحقة ان تعذر تعطيلها.