الحياة الزوجية حياة رائعة ان تكللت بالسكينة والطمانينة والحب والوئام بين شريكي الحياة، ولذلك على
الطرفين السعي لارضاء الطرف الاخر حتى تكتمل دائرة السعادة المرجوة من الزواج. لا شك ان
هناك بعض المشاكل التي تواجه الشريكين والتي عليهم مواجهتها معا للحفاظ على الاسرة ولم شملها
معا دائما.
قد يعاني بعض الازواج من مشكلات خطيرة تحتاج منهم مواجهتها بجدية وتعاون معا، للتغلب على
اسباب المشكلة. ومن اخطر المشاكل التي تواجه الازواج والتي انتشرت كثيرا مؤخرا حتى في وطننا
العربي، الا وهي مشكلة “خيانة الازواج”.
الخيانة الزوجية لا تقتصر على الزوج فقط، وانما قد يتعدى الامر للزوجة ايضا، ومفهوم الخيانة
مفهوم خطير، ولذلك لا بد من فهم ابعاد هذه المشكلة، ومعرفة اسبابها، والتعرف على نتائجها
ومخاطرها على الفرد والعائلة والمجتمع ككل. وقد عالج الدين الاسلامي هذه المشكلة منذ بدايتها وحرمها،
وقد وضع حدا لمرتكبها، الا وهو حد “زنا المحصن” وهو الرجم حتى الموت، يقول الله
سبحانه وتعالى : ” يا ايها الذين امنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا اماناتكم وانتم
تعلمون”، فالخيانة الزوجية هي خيانة للامانة التي اعطانا الله اياها بالحفاظ على الزواج وشريك الحياة.
اما اسباب هذه الظاهرة الخطيرة فهي مختلفة بالنسبة للرجل عن المراة، فالرجل عندما يخون يكون
ذا شخصية مضطربة ولا اخلاقية بعيدة عن الدين، وقد يكون قد مارس من قبل الزواج
علاقات محرمة فلا مانع لديه من تكرار هذا. كما قد يلجا الزوج للخيانة ان كانت
زوجته تعاني من مرض ما او حامل وتعاني من صعوبة في اقامة العلاقات الجنسية معها،
او ان لم تكن قد اشبعت حاجاته الجنسية لاسباب تخصها. وقد يلجا الزوج ايضا للخيانة
ان كان مصابا ببعض الاضطرابات التي يحاول ان يفرغها في هذه العلاقة، او ان كان
يعاني من شذوذ جنسي او ميول جنسية محرمة ولم توافقه الزوجة في ذلك. كما ان
الرجل يلجا لامراة اخرى ان كانت زوجته تعاني من برود جنسي ولا يستطيع ان يحصل
على كل احتياجه، او ان لم تكن على قدر كاف من الجمال مما يدفعه للبحث
عما يريد خارج المنزل بعيدا عن الزوجة. كما ان الاختلاط بين الرجال والنساء المحرم في
البيئات غير المتدينة قد يكون احد اهم اسباب الخيانة، فيقول الرسول “صلى الله عليه وسلم”
لتدارك هذا الامر: “لا يخلو رجل بامراة الا ومعهما ذو محرم”.
اما بالنسبة للزوجة فقد تلجا للخيانة في حالة عدم قدرة الزوج على القيام بواجباته كزوج،
وان كان يعاني من بعض الاضطرابات الجنسية والتي لا تكفي المراة حاجتها، وبعض النساء يلجان
لهذا الامر كنوع من انواع البحث عن مورد مادي في حالة عجز الزوج عن اعطائها
كفايته المادية من حاجياتها. بالاضافة الى ذلك، فان غياب الرجل عن البيت لفترات طويلة يدفع
المراة للبحث عن رجل اخر يعطيها ويلبي حاجاتها. كما ان بعض النساء يلجان للخيانة ان
اكتشفت خيانة زوجها لها كنوع من انواع الانتقام منه.
هناك الكثير من اسباب الخيانة الزوجية، وعلى الرغم من ذلك فان الاسلام حرمها ولم يشرعها
بغض النظر عن السبب او الحجة، وذلك لما لها من اثار سلبية جدا على الفرد
والعائلة والمجتمع كله، مما يساهم في انتشار الفساد والانحراف في المجتمع.