احلى مواضيع جديدة

مراحل الفلسفة الاسلامية

مراحل الفلسفة الاسلامية 964539Ce449512A847338165491Fb667

مراحل الفلسفة الاسلامية 964539Ce449512A847338165491Fb667

 

 

نبذة تاريخية:

يعد تاريخ الفلسفة في الاسلام جزءا من تاريخ العلوم الاسلامية، سواء في ذلك العلوم التي
ابدعها المسلمون، كالفقه، والاصول، والتفسير، والحديث، والدراية، والرجال، والصرف، والنحو، والمعاني، والبديع، والبيان، ام تلك
التي ترجمت من خارج العالم الاسلامي، ثم صارت جزءا من علوم المسلمين، كالطب والنجوم، والحساب،
والهندسة، والمنطق، والفلسفة.

الحياة الفكرية: ان التعرض للحياة العلمية والفكرية لدى المسلمين يضطررنا لدراسة الفكر الاسلامي منذ نزول
الوحي على النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم ومما لا شك فيه ان القران
الكريم قد تعرض في بعض اياته لبعض المسائل العقلية والفكرية، وقد استعمل الاستدلالات المنطقية والقياسية،
وحث كثيرا على التعقل والتامل والتدبر.

كما اننا نجد في الكلمات الماثورة عن النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم وبالخصوص
في الاثار المروية عن امير المؤمنين عليه السلام ، ابحاثا عقلية دقيقة وعميقة. وهذا يعني
رسوخ التفكير العلمي والابحاث العقلية في المجتمع الاسلامي. ومن الشواهد على هذا الجو العلمي السائد
انذاك، الابحاث الكلامية العقلية والاستدلالية، والنقاشات الفكرية حول الجبر والاختيار والمشيئة الالهية والتفويض وكلام الله
وخلق
31

القران وما شابه ذلك من الابحاث التي تعرض لها المسلمون في بدايات العهد الاسلامي.

الحياة الفلسفية: بعد قرنين من بزوغ الاسلام ساد1 المجتمع الاسلامي جو خاص من الحياة العلمية
العقلية، هي ما نعبر عنه بالحياة الفلسفية، بدات بترجمة الاثار اليونانية والاسكندرانية الى اللغة العربية،
وان كان عهد الترجمة لم يدم طويلا، حيث تعود الترجمات الى القرون الثاني والثالث والرابع
الهجرية، وبلغت الترجمة اوجها في خصوص القرن الثالث، لكنها انحسرت في هذا القرن حيث بدا
المسلمون بالتاليف والتصنيف والتحقيق. ويعد يعقوب بن اسحاق الكندي المتوفى 260ه2، اول فيلسوف اسلامي ترك
اثارا ومؤلفات كثيرة.

مراحل الفلسفة الاسلامية:

وبعد ان اتسعت منطقة النفوذ الاسلامي، ودخلت في الاسلام امم متنوعة، خضع كثير من المراكز
العلمية للنفوذ الاسلامي، فتبادل العلماء العلم والمعلومات، والكتب والمكتبات، من شتى المعارف والعلوم واللغات، مما
ساعد ايضا على نمو الثقافة، لا سيما الفلسفية منها.

لكن تبقى المشكلة الاساس هي فقدان اللغة المشتركة3 والاصطلاحات المتفق عليها بين المترجمين، والمؤلفين، والاختلاف
في الاسس الفلسفية
32

بين الشرق والغرب. وهذه المشكلة جعلت تعليم الفلسفة امرا عسيرا، وعملية البحث والاختيار امرا اشد
عسرا. لكنه لم يمض وقت طويل حتى ظهر نوابغ من قبيل ابي نصر الفارابي وابن
سينا، وغيرهما ممن بذلوا جهدا جبارا، فتعلموا مجموعة الافكار الفلسفية في ذلك العصر، وبداوا بالبحث
والاصطفاء، بما منحوا من مواهب واستعدادات تفتحت في ظل انوار الوحي واحاديث قادة الدين، فصاغوا
نظاما فلسفيا ناضجا يتضمن افكار افلاطون، وارسطو، والافلاطونيين المحدثين، وافكارا اخرى جديدة هم ابتكروها، وان
كانت صبغة الفلسفة الارسطية والمشائية هي الغالبة على فلسفتهم4.

ثم خضع هذا النظام الفلسفي للنقد مجددا على يد علماء اخرين امثال: الغزالي، وابي البركات
البغدادي، والفخر الرازي. وفي المقابل اسس السهروردي مذهبا جديدا خاصا عرف باسم
المذهب الاشراقي، مستفيدا من اثار حكماء ايران القديمة، ومقارنتها بافكار افلاطون والافلاطونيين المحدثين، وان كانت
صبغة الفلسفة الافلاطونية هي الغالبة على فلسفته. وبذلك توفرت الارضية مجددا في الساحة الفكرية الاسلامية،
لصراع فكري فلسفي جديد بين مدرسة افلاطون ومدرسة ارسطو المدعمتين بالتفكير الاسلامي، مما ساعد على
نمو التفكير الفلسفي الاسلامي.

ومرت عدة قرون ظهر فيها فلاسفة عظام كالشيخ نصير الدين الطوسي، والمحقق الدواني، والسيد صدر
الدين الدشتكي، والشيخ البهائي، والميرداماد، فاغنوا الفلسفة الاسلامية بافكارهم
الخصبة والنيرة، الى ان انتهى الامر الى صدر الدين الشيرازي المعروف بالملا صدرا، او بصدر
المتالهين، الذي جاء- نتيجة نبوغه الفريد- بنظام فلسفي جديد، ركب بين جميع الفلسفات
33

المتقدمة عليه بشكل منسجم، واضفى عليها الغطاء القراني والروائي، مضيفا افكارا عميقة واراء قيمة، وسمى
فلسفته بالحكمة المتعالية.

مسائل الفلسفة:

بعد ان اطلعنا على موضوع الفلسفة وانه الوجود او الموجود بشكل مطلق، وتعرضنا لنبذة تاريخية
مختصرة حول سير الفلسفة في الاوساط الاسلامية، فمن المناسب جدا ان نطلع على المسائل الفلسفية
التي يدور البحث عنها في هذا العلم، ولو كاشارة مع بعض التوضيحات حتى يصبح هذا
العلم واضحا عما يتحدث، وحول اي شيء يتمحور.

تدور مسائل الفلسفة حول محور الوجود او الموجود، فهو من قبيل جسم الانسان بالنسبة لعلم
الطب، او من قبيل العدد بالنسبة لعلم الحساب. وجميع مسائل الفلسفة تدور حول هذا الموضوع
الذي هو الوجود. ومن الطبيعي جدا ان لا تتعرض الفلسفة للبحث عن الموجودات الجزئية حيث
انها لا حصر لها، فهي تتعرض للبحث عن الوجود من ناحية كلية، ولكن يمكن ان
نرتقي اكثر من ذلك ونوضح طبيعة هذه المسائل عبر بيان انواع المسائل الفلسفية:

1- المسائل المرتبطة بالوجود والتي تشكل نقطة مقابلة له، اي الماهية والعدم. ففي الواقع والعالم
العيني لا يوجد شيء سوى الوجود، ولكن الذهن البشري- القادر على خلق الصور والمفاهيم

– ينتج في مقابل الوجود مفهوم العدم، ومفهوم الماهية. وفي الفلسفة الاسلامية توجد سلسلة من
المسائل ترتبط بالوجود والعدم، وهناك سلسلة اخرى ترتبط بالوجود والماهية.

2- المسائل المساوية للوجود، فهناك بعض الصفات والمسائل التي تبحث عنها الفلسفة وتريد ان تثبتها
للوجود وهي عبارة عن اشياء مساوية لنفس الوجود، من قبيل: كل وجود هو
34

شيء، وكل شيء هو وجود. فالشيئية من احكام الوجود ومساوية للوجود. ومن قبيل العينية والخارجية
فهي مساوية للوجود، فكل موجود خارجي، يعني له عينية، وكل خارجي موجود. ومن قبيل الاصالة
فانها مساوية للوجود، فكل وجود اصيل، وكل اصيل وجود. والوحدة مساوية للوجود، فكل وجود واحد،
وكل واحد وجود5.

3- المسائل التي تعد اخص من الوجود: وهذا النوع هو البحث عن تقسيمات الوجود. فهناك
صفات ومسائل غير مساوية للوجود، ولكن مع ذلك لها مقابل وجودي. وتكون هذه الصفات مع
مقابلها مساوية للوجود، مثلا يقسم الموجود الى موجود بالفعل او موجود بالقوة، فبالفعل وبالقوة معا
مساويان للوجود. فبعض الموجودات فعلية بالنسبة لبعض الموجودات بالقوة، وبعض الموجودات هي موجودات بالقوة بالنسبة
لموجودات فعلية. فعلى سبيل المثال النطفة والانسان، تكون النطفة بالقوة انسانا، ويكون الانسان فعلية النطفة،
فالنطفة بالقوة بالنسبة للانسان، والانسان موجود بالفعل بالنسبة للقوة، ومن قبيل الموجود اما خارجي او
ذهني، واما واحد او كثير، واما واجب او ممكن، واما حادث او قديم، واما ثابت
او متغير، وهكذا.
35

ومن الطبيعي جدا ان يكون المراد هو التقسيمات الاولية للوجود، اي التي يتصف بها الوجود
من الناحية الكلية، اي من حيث هو وجود، فلا تتعرض الفلسفة للتقسيمات الثانوية، كتقسيم
الموجود الى ابيض او اسود، و كبير او صغير، و مفرد او زوج، وهكذا، فانها
تقسيمات للموجود لكن بما هو جسم لا بما هو موجود.

4- المسائل المرتبطة بالقوانين الكلية: الحاكمة على الوجود، من قبيل العلية، فان عالم الوجود باسره
خاضع لنظام العلة والمعلول، ومن قبيل الضرورة الحاكمة على نظام العلية، والتقدم والتاخر والمعية التي
هي من مراتب الوجود.

5- المسائل المرتبطة باثبات طبقات الوجود، او ما يعبر عنه بعوالم الوجود، فالحكماء المسلمون يعتقدون
بان للوجود اربع نشات او اربعة عوالم كلية وهي:

عوالم الوجود:

ا- عالم الطبيعة ويعبر عنه بعالم الناسوت، وهو عالم المادة والحركة والزمان والمكان، اي عالم
الدنيا والمحسوسات.
ب- عالم المثال ويعبر عنه بعالم الملكوت، وهذا العالم اعلى من الطبيعة، وله صور وابعاد
لكنه يفتقد الحركة والزمان والتغير.
ج- عالم العقل ويعبر عنه بعالم الجبروت، وهذا العالم هو عالم العقول وعالم المعنى المتجرد
عن الصور والاشباح وهو فوق عالم الملكوت.
د- عالم الالوهية ويعبر عنه بعالم اللاهوت، وهو عالم الاحدية.

ونلاحظ ان كلا من هذه العوالم له مسائل ترتبط به، ولكن بعض منها يرتبط بعالم
الطبيعة مع ما فوقها، وهي المسائل التي تتعلق بالسير النزولي للوجود من
36

عالم اللاهوت حتى عالم الطبيعة، وبالسير الصعودي للوجود من عالم الطبيعة حتى العوالم التي فوقها،
خصوصا بالنسبة للوجود الانساني، والذي يعبر عنه بالمعاد، وهو البحث الذي احتل قسما كبيرا من
الفلسفة الاسلامية خصوصا فلسفة الحكمة المتعالية لصدر المتالهين.

  • الفلسفة الاسلامية
  • مراحل الفلسفة الاسلامية
  • عالم اللاهوت الجبروت الناسوت في الاسلام
  • مراحل الفلسفه
السابق
سوريا في المنام
التالي
تفتيح حول العين