احلى مواضيع جديدة

رواية دمعات القمر

رواية دمعات القمر 34158A6B93103374169E5B6514E965Db

رواية دمعات القمر 17638
الدمعة الاولى
1-

وقفت في منتصف ردهة شقتها تتامل اركانها في صمت, وذكرياتها تتدفق بسرعة البرق عبر عقلها
منذ ارتبطت بزوجها وحتى رحيله.
فالطبيعي ان يحمل كل ركن من اركان المنزل ذكرى لها مع زوجها على مر سني
زواجهما العشر, الا انها اعتادت ان تكون جميع احدث حياتها غير طبيعية.
منذ صغرها وهي مختلفة, ليس لسواد عينيها الغامض ولا للشلال الحريري الفاحم الذي يتوج راسها
ولا لجمالها البريء ورقتها ولا حتى لاصلها الطيب.
ولكنها كانت مختلفة..فقط مختلفة.

حتى ارتباطها بزوجها كان مختلفا..

صحيح انه كان “زواج صالونات” كما يطلق عليه الا انه كان مختلفا عما عهدته في
زواج مثيلاتها.
وحياتها مع زوجها كذلك كانت مختلفة..

لقد عاشت معه عشر سنوات في احدى دول الخليج حيث كان يعمل مهندسا بشركة بترول,

عشر سنوات لم تزر فيها امها سوى مرات قليلة صادفت مواعيد ولاداتها لاطفالها الثلاثة. وفي
هذه المرات كان زوجها يعد شقتهم ويجهزها لانتقالهم اليها.
ونسيت ان اقول انها, بحكم كونها مختلفة, تزوجت دون ان يكون لديها شقة..
لقد اشترى زوجها الشقة ولم يبدا في تاثيثها الا بعد ان تزوج وانجب ولدين واكتشف
حمل زوجته للمرة الثالثة.
وهكذا فعلى عكس اي زوجة تدخل عشها لاول مرة مع زوجها مرتدية ثوب الزفاف الابيض,
دخلت هي شقتها برفقة اطفالها وامها مرتدية السواد حدادا على زوجها الراحل.

لم لا وقد اعتادت ان تكون مختلفة!!!

ومن اعماقها انطلقت زفرة ملتهبة حملت بعضا من حزنها وخوفها وتوترها, واقول بعضا لان زفرة
واحدة مهما بلغت قوتها لن تستطع حمل اكثر من عشر ما يعتمل في نفسها.
ولهذا لم تشعر بالراحة الا عندما قفزت دمعاتها السريعة الى عينيها الجميلتين وفرت خارجهما لتغرق
وجهها الحزين.

كان من الصعب عليها ان تفاجا بوفاة زوجها وعودتها الى مصر في منتصف العام الدراسي
وما ترتب على ذلك من مشاكل لا حصر لها واجهتها, كعادتها, وحدها في الغربة بحكم
اختلافها عن سائر بنات حواء. اختلافها الذي لم تختره ولم تسعد به يوما.

فقد ذاقت مرارة اليتم وهي بعد برعمة صغيرة تتفتح للحياة, وحكم عليها ان تعيش التجربة
مرة ثانية وهي ترى اولادها يجرعون من نفس الكاس التي لم تفارق مرارتها حلق امهم
بعد.

فرغم صغر سنها وجمالها الهاديء,رفضت (ام هالة) ان تحضر رجلا غريبا ليحتل مكان ومكانة زوجها
الراحل ويتحكم في مصير ابنتها الوحيدة, وقضت احلى سني عمرها راهبة في محراب ابنتها لا
يهمها سوى سعادتها.
وعندما وضحت معالم الانوثة على وجه(هالة) تقدم الكثيرون لخطب ودها ويدها في ذات الوقت الا
انها رفضتهم جميعا لان هدفها كان اسمى من ذلك بكثير.
كان هدفها هو ان تسعد امها,التي طالما شقت من اجلها, برؤيتها طالبة في الجامعة ثم
معيدة ثم دكتورة جامعية…
هكذا كان حلمها.
وفي سنتها الاخيرة بكلية التربية اعلنتها ساكنة الشقة المواجهة لشقتهم بالخبر الذي تسعد لسماعه اي
فتاه..”لدي العريس المناسب لك يا (هالة) “.

وتخضب وجه الفتاه يومها في شدة وفرت مع حيائها الى غرفتها,

ولكن ذلك لم يمنعها من ان تسمع والدتها تستفسر عن اخلاق العريس وعائلته وغيرها من
تلك الامور, بل وسمعتها تحدد موعدا مع جارتها بعد ان اكدت لها هذه الاخيرة طيب
اصله وانه شاب تتمناه اي فتاه, وختمت قولها بانها لم تكن لتفرط فيه لو كان
لديها ابنة, وان (هالة) هي ابنتها التي لم تنجبها.

وفي حضور خالها حضر العريس بصحبة والده ‘ العمدة المهيب’ الذي شملها بنظرة فاحصة اعادت
الى ذهنها جميع المشاهد السينمائية التي وصفت حزم وشدة العمدة رغم ان هيئة الرجل لم
تكن تدل على مهنته,
فعدا طول قامته الواضح كان انيقا في السترة الكاملة..
كان نموذج العمدة المعدل.. ‘العمدة العصري’, ولا عجب في ذلك اذ كان يعمل محاميا قبل
ان يرث المنصب عن والده.
وبلمحة سريعة للعريس ادركت (هالة) انه نسخة مصغرة من والده..طول القامة الواضح, ملامح الوجه, لون
العينين الاسود الذي ينافس سواد شعره, حتى الوقار والحزم, وهو ما جعل (هالة) تقول لنفسها’
حقا لكل امريء من اسمه نصيب, صدق من اسماه (حازم)’
وبعد ان تبادلا الحديث قليلا, وبعد ان اعملت (هالة) فكرها طويلا وترددت كثيرا وافقت اخيرا
على الارتباط ب(حازم) وقلبها يتمزق لانها ستترك امها وحيدة, الا ان امها اقنعتها بانها ستقيم
مع اخيها ولن تكون وحدها, وان ما يسعدها حقا هو رؤية ابنتها الوحيدة تعيش في
سعادة.
وفي غضون اسبوعين تمت الخطبة وعاد(حازم) الى عمله في الخليج على ان يعود فيما بعد
ليتزوجا.
ولكنه لم يعد,
لقد رفض رئيسه السماح له بالنزول فما كان منه الا ان ارسل لوالده توكيلا عقد
به على (هالة)… الم اقل انها مختلفة؟

وبدلا من ان ترتدي ثوب الزفاف وتجلس الى جوار عريسها وسط الاهل والاحباب في حفل
زفافها, ارتدته وجلست على مقعد في الطائرة المتجهة الى حيث زوجها وسط اناس لم ترهم
من قبل.
وهكذا بدات حياتها الجديدة في بلد لا تعرفه ولا تعرف اهله ولا عاداتهم.
صحيح ان (حازم) كان معها الا انه….
“هل ستظلين واقفة هكذا يا(هالة)؟”
انتبهت (هالة) لصوت امها الهاديء فمسحت دموعها سريعا وهي تقول بصوت لم تفارقه الدموع “هل
نام الاولاد؟”
تنهدت امها في عمق قائلة “نعم, بعد جهد جهيد…الا انهم في انتظار قبلتك المعتادة.”
هزت ابنتها راسها في هدوء واتجهت ببطء الى حجرة ابنائها لتقبلهم, وعندما عادت جلست الى
جوار امها على الاريكة وشردت ببصرها بعيدا الا ان امها بادرتها قائلة بحنان “لابد وان
تتماسكي جيدا يا حبيبتي, فاولادك بحاجة اليك.”
تنهدت(هالة) في عمق وهي تقول “الامر ليس بهذه السهولة.. لقد حدث كل شيء فجاة.”
ربتت امها على كتفها في حنو قائلة “انه قدره يا ابنتي, وقدرك انت الاخرى.”
قالت بصوت يحمل نبرة ضيق وحنق “قدره؟! قولي عادته, فهو دوما يفعل ما يشاء وقتما
يشاء.”
قالت امها في سرعة ” ‘وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي
ارض تموت’, استغفري لربك ولا ترددي هذا القول ثانية.”
عادت دموع(هالة) للانهمار ثانية وهي تستغفر الله قبل ان تقول في حنق “ولكنه كان يعلم
ان عمله خطير وانه من الممكن ان يموت في اي لحظة.”
سالتها امها في حيرة “وماذا اردته ان يفعل؟ ان يترك عمله وان يجلس الى جوارك؟
لو انني وغيري اتبعنا منطقك هذا لكان اباك والاف الشهداء على قيد الحياة ولما تحررت
سيناء. اهذا ما تريدينه؟”
ازداد انهمار دموعها وهي تقول بصوت مختنق “على الاقل كان يتوخى الحرص, لقد اخبرني قبل
وفاته ان حفار النفط الذي يعمل عليه ليس على ما يرام وانه اخبر المسئولين في
الشركة بذلك الا ان الشركة لم تحرك ساكنا, والنتيجة انفجار الموقع باكمله ومصرع ثلثي العاملين
به. والادهى ان مدير الشركة يتهم عمال ومهندسي الموقع بالاهمال حتى يتهرب من دفع قيمة
التامين على حياتهم.”
ربتت امها على كتفها ثانية قائلة بحنان “يا حبيبتي انت لست بحاجة لقيمة التامين مهما
بلغت.”
قالت(هالة) بعناد “انها ليست لي, انها لابنائه مهما بلغت حتى لو كانت خمسة قروش, لقد
حرمتهم هذه الشركة من ابيهم ويعلم الله كم طفلا اخر فقد والده بسبب هذه الذمم
الخربة. لذا لن اتوقف عن مقاضاتهم, ووالد(حازم) معي في هذا الامر.”
استسلمت والدتها لاصرارها واكتفت بهز راسها وهي تسال ابنتها في اهتمام “وهل ستعملين مدرسة كما
اخبرت حماك؟”
اومات (هالة)براسها ايجابا وهي تجيب امها في ثقة قائلة “نعم, لقد اتفقت مع مديرة مدرسة
الاولاد الجديدة على ان اعمل معها مدرسة علوم لطلبة الاعدادي, وساعمل حتى نهاية الفصل الدراسي
تحت الاختبار الى ان يتم تعييني مع بداية العام الدراسي الجديد. فانت تعلمين انني لم
اتسلم تعييني الحكومي وبالتالي فقدته”
مطت امها شفتيها قائلة بعدم اقتناع “مازلت غير مقتنعة بمسالة عملك تلك..ف..”
قاطعتها ابنتها في هدوء قائلة “يا امي يا حبيبتي…لو انفقت على اولادي من ميراث ابيهم
لن يبق منه شيء عند تخرجهم, تكفينا مصروفات المدرسة الخاصة التي قبلت ابنائي بها في
منتصف العام الدراسي. وجود راتبي سيخفف الحمل قليلا ولولا بعد نظر حماي ما حصلت على
معاش(حازم). يبدو انه كان يشعر بما سيحدث يوما ما عندما اشرك(حازم) في التامينات الاجتماعية, وهكذا
سيمكننا العيش في مستوى قريب من مستوى معيشتنا السابق.”
اضافت امها في حنان “لقد نسيت معاشي انا الاخرى و….”
قاطعتها(هالة) قائلة في سرعة “امي…يكفيك ما قاسيته من اجلي منذ وفاة ابي’رحمه الله’ وحان الوقت
لارد اليك بعضا من افضالك…معاشك خاص بك وبادويتك و…”
قاطعتها امها بدورها قائلة باستنكار “هل تدفعين لي ثمن اقامتي معك؟”
اغرورقت عينا(هالة) وقالت وهي تحتضن والدتها”معاذ الله…انا بحاجة اليك يا امي, بحاجة شديدة اليك.”
مسدت الام شعر ابنتها قائلة بعد تنهيدة طويلة “اعلم ذلك يا بنيتي…اعلم ذلك.”
*******************
هبة, samahss, ايمي 2009 and 1 others like this.
الدمعة الثانية

2-

ساعدت(هالة) ابنها الصغير في ارتداء ملابسه وتاكدت من اناقته هو وشقيقه الاكبر قبل ان تصحبهما
الى الردهة حيث كان عمهما جالسا برفقة امها, والذي ما ان لمح اقترابهم حتى نهض
وهو يسمع ارملة اخيه تقول بحرج ” اسفة لتعطيلك يا دكتور(طارق). لولا مرض(هند) المفاجيء كنت
احضرتهما بنفسي الى عمي, و اخشى ما اخشاه هو ان يغضبا جدهما بالعابهما الشقية.”
ربت(طارق) على شعر الطفلين بحنان وهو يقول بابتسامة عذبة “من رابع المستحيلات ان يغضب ابي
من ابناء(حازم) ‘ رحمه الله’, كما انهما ليسا بهذا القدر من الشقاوة كما تصفيهما.”
همت بقول شيء ما عندما اسرع الصغير(هاني) يقول “ارايت؟! عمي(طارق) في صفنا وسياخذنا الى جدنا
كل مرة.”
ابتسمت وهي تلوح باصبعها محذرة قائلة “لا تعتمد على هذا كثيرا, عمك سيصحبكما هذه المرة
فقط, وفيما بعد ستذهب مع اشقائك بصحبتي.”
مط الصغير شفتيه بامتعاض قائلا ” (هند)كثيرة البكاء, ليتها لا تحضر معنا ابدا كيلا تزعجنا.”

عقدت حاجبيها وهي تهتف به ” ولد!”
اختفى(هاني) ليحتمي خلف عمه الذي ابتسم قائلا “دعك منه, اعط ل(هند) الدواء الذي احضرته لك
وستتحسن باذن الله.”
شكرته وهي تودعهم لدى الباب ” اشكرك يا دكتور, سانتظر عودتكم في الغد ان شاء
الله.”
ثم وجهت حديثها الحازم لابنيها قائلة “(هيثم) اعتن باخيك ولا تغضبا جدكما او عمكما لاني
ساعرف كل ما تفعلانه.”
اوما الصبيان براسيهما في ادب وهما يقبلان امهما قبل ان ينصرفا برفقة عمهما.
وما ان اغلقت(هالة) الباب خلفهم حتى خلعت غطاء راسها وهي تقول لامها”الجو حار للغاية.”
هزت امها كتفيها قائلة “اننا في منتصف اغسطس, ومن الطبيعي ان ترتفع الحرارة هكذا.”
اقتربت(هالة) من النافذة وهي تراقب ركوب ابنيها سيارة عمهما من خلف الستائر قائلة في قلق
“وهذا ما يقلقني, سيلعب الاولاد في الشمس كعادتهم.”
هونت امها من قلقها بقولها”لا تقلقي هكذا, عمهما وجدهما لن يتركاهما دون رقابة.”
ثم تابعت في اهتمام حنون قائلة”اتعلمين؟ لقد عوضهما(طارق) حنان الاب, انه حتى يبدو اكثر حنانا
من(حازم) ‘ رحمه الله’.”
تنهدت في عمق وعيناها تتابعان ابتعاد سيارة(طارق) قبل ان تقول لامها”(حازم) كان شبيها بابيه في
الشكل و الطباع, اما(طارق) فيشبه والدته اكثر, وقد ورث عنها حنانها.”
هزت الام راسها قائلة”انه ابن حلال.”
اسدلت(هالة) ستارة النافذة وهي تؤمن على كلام امها قائلة”انه كذلك بالفعل, ويستحق كل خير.”
****************
هبة, samahss, jene and 2 others like this.
الدمعة الثالثة

3-

استجابت(هالة) لرنين جرس الباب وفتحته لتجد حماها امامها فقالت بترحاب صادق “عمي؟! يالها من مفاجاة
سارة. تفضل بالدخول.”
دلف حموها للداخل في حين سالته هي في حيرة “ولكن اين الاولاد؟ لقد ظننت انهم
في صحبتك.”
اجابها الرجل في هدوء يحمل الكثير من الوقار في داخله “لقد صحبهم(طارق) الى الملاهي ولن
يعودوا الان.”
دعته للجلوس وهي تقول بابتسامة هادئة “ارجو الا يكونا تسببا في الازعاج لك او لعمهما.”

قال بنفس هدوءه الحازم “انهما ليسا بمثل شقاوة والدهما’رحمه الله’ حين كان في مثل عمريهما.”

ثم تابع بنبرة اهتمام ” كيف حال(هند) الان؟”
اجابته في سرعة “بخير والحمد لله, لقد تحسنت بعد تناول الدواء الذي احضره لها عمها.
يبدو ان لها معزة خاصة عند جدها ليقطع كل هذه المسافة من اجلها.”
لاحت نبرة حنان غريبة في صوته وهو يقول “انا لم انجب بنات, لذا عوضني الله
ب(هند). اين هي؟”
نهضت قائلة “نائمة بالداخل مع امي, ساوقظها حالا و…”
قاطعها باشارة من يده قائلا “لا داعي لايقاظ الصغيرة, ولكن اذا كانت والدتك متيقظة فارجو
ان تشاركنا الحديث.”
عقدت حاجبيها للحظة او اقل قبل ان تقول في سرعة “بالطبع. ساستدعيها حالا.”
وبعد التحيات التقليدية ابتدر الرجل والدة(هالة) قائلا بجدية “لقد تقدمت اليك انا وابني الراحل منذ
عشر سنوات لخطبة ابنتك (هالة) بعد ان سمعنا عن ادبها وجمالها واصلها الطيب, وطيلة هذه
السنوات اثبتت كل ذلك عمليا وما زالت تثبته في تربيتها الممتازة لابنائها رغم كل الظروف
السيئة المحيطة بها.”
قالت(هالة) في حيرة “ظروفنا ليست بهذا السوء يا عماه. الحمد لله, نحن افضل من غيرنا.
صحيح انني فقدت الزوج واولادي فقدوا الاب لكننا لسنا وحدنا, جدهم وجدتهم وعمهم معهم بعد
الله سبحانه وتعالى. انهم بالتاكيد افضل حظا من كثير من الاطفال الايتام.”
وافقها قائلا “في الوقت الحالي كلامك صحيح, ولكن ماذا عن المستقبل؟ انا لن اخلد في
هذه الدنيا.”
قالت في سرعة “الاعمار بيد الله يا عمي, اطال الله عمرك.”
رفع كفه في حزم قائلا “هاانت قلتها, الاعمار بيد الله. والله وحده اعلم بمن سيموت
الان ومن سيموت فيما بعد, لذا اريد ان اطمئن على مستقبل احفادي من بعدي.”
تبادلت(هالة) نظرة حائرة مع امها قبل ان تقول بحزم مماثل “مستقبلهم بين يدي الله يا
عمي. وبشهادة حضرتك فان تربيتي لابنائي مثالية والحمد لله, كما ان امي معي ولا تنس
انها وحدها قامت بتربيتي, وانا باذن الله قادرة على فعل المثل.”
تنهد الرجل في عمق قبل ان يقول “لقد تغير الزمن يا ابنتي ومسئولياتك اكبر من
مسئولية والدتك حينها كما انك جميلة ومازلت صغيرة السن و…”
قاطعته بلهجة بدت حادة رغما عنها قائلة “لقد كانت امي اجمل واصغر سنا مني الان
ومع ذلك لم تفكر في الزواج ولو للحظة, وانا لست باقل منها.”
تابع وكانه لم يسمعها”وان لم يجذب جمالك الرجال, سيفعل ما ورثته عن زوجك.”
احتقن وجه(هالة) في شدة في حين قالت امها في سرعة “لقد تنازلت ابنتي عن ميراثها
في ممتلكات(حازم) وكذلك عن نصيبها في التعويض لصالح ابنائها.”
وجه حديثه الى الام قائلا بثبات “هذا ما نعرفه انا وانت وليس العالم كله.”
مالت(هالة) الى الامام وقالت في تحفز “وانا لست عديمة الشخصية لان استجيب لاغراء اي رجل
مهما كان.”
تراجع حموها للخلف في سرعة قائلا “معاذ الله ان تكونين هكذا او ان اصفك انا
بذلك, ولكن في بعض الاحيان قد تشعرين بانك وحدك في هذا العالم, ومن هذا المنطلق
قد توافقين على الزواج برجل ظنا منك انه الشخص المناسب لك ولكنه ليس كذلك.”
ازداد احتقان وجه(هالة) وعصبيتها التي جعلتها تغرس اظفارها في راحة يدها قبل ان تتمالك اعصابها
لتقول في ثقة “انا على اتم الاستعداد لان اقسم لك الان بانني لن اتزوج ثانية
ولن اسمح لاي رجل باخذ مكان(حازم) في بيته ولن…”
قاطعها باشارة من يده قائلا في هدوء “رويدك يا بنيتي, انا لم اطلب منك ذلك
ولن افعل ابدا. على العكس من ذلك, انا هنا لاقنعك بالشخص المناسب.”
اتسعت عينا(هالة) في شدة وهي تحدق في وجه حميها بذهول, حتى ان صوتها حين بارح
حلقها كان متحشرجا من فرط دهشتها وهي تهب من مقعدها هاتفة “ماذا؟!”
مالت(هالة) الى الامام وقالت في تحفز “وانا لست عديمة الشخصية لان استجيب لاغراء اي رجل
مهما كان.”

تراجع حموها للخلف في سرعة قائلا “معاذ الله ان تكونين هكذا او ان اصفك انا
بذلك, ولكن في بعض الاحيان قد تشعرين بانك وحدك في هذا العالم, ومن هذا المنطلق
قد توافقين على الزواج برجل ظنا منك انه الشخص المناسب لك ولكنه ليس كذلك.”

ازداد احتقان وجه(هالة) وعصبيتها التي جعلتها تغرس اظفارها في راحة يدها قبل ان تتمالك اعصابها
لتقول في ثقة “انا على اتم الاستعداد لان اقسم لك الان بانني لن اتزوج ثانية
ولن اسمح لاي رجل باخذ مكان(حازم) في بيته ولن…”

قاطعها باشارة من يده قائلا في هدوء “رويدك يا بنيتي, انا لم اطلب منك ذلك
ولن افعل ابدا. على العكس من ذلك, انا هنا لاقنعك بالشخص المناسب.”

اتسعت عينا(هالة) في شدة وهي تحدق في وجه حميها بذهول, حتى ان صوتها حين بارح
حلقها كان متحشرجا من فرط دهشتها وهي تهب من مقعدها هاتفة “ماذا؟!”

اما والدتها فقد لاحت رنة الغضب في صوتها وهي تقول “ماذا تعني بقولك هذا يا
حاج؟ بل ماذا تظن بابنتي من الاساس؟”

وجه حديثه الى الام ثانية قائلا بنفس الهدوء “صدقيني يا سيدتي, انا اهدف من وراء
ذلك الى تامين مستقبل ابنتك واحفادي. ولولا احترامي لكما ما اتيت بعرضي هذا.”

قالت الام بحزم “اي عرض تقصده يا حاج؟ لقد مرت ستة اشهر فقط على وفاة
ابنك الاكبر وانت تطلب من ارملته الزواج؟ اهذا معقول؟”

تنهد الرجل في الم قائلا “لم يحزن احد على(حازم) قدر حزني عليه. لقد كان اول
ابنائي واشبههم بي في الشكل والطباع, وكانت صدمة فقدي له قوية. انت تعرفين بالطبع انني
اصبت بعد وفاة (حازم) بذبحة صدرية ما زلت اعاني من اثارها حتى الان, وليس اصعب
على نفسي من ان اطلب من ارملة ابني ان تسمح لرجل اخر بان يحل محل(حازم),
لكن هذا الرجل لا يختلف كثيرا عنه, فلكليهما نفس المعزة في قلبي لان كلاهما ابني.”

التفتت(هالة) اليه بحركة حادة عكست رفضها واستنكارها للامر خاصة حين تابع حموها قائلا بهدوء ما
زال مشوبا برنة الم “انا اعرض عليك الزواج من ابني الدكتور(طارق).”

و كانت مفاجاة قاسية ل(هالة).

  • رواية دمعات القمر
  • رواية دمعات القمر pdf
  • تحميل رواية دمعات القمر
  • تحميل رواية دمعات قلب pdf
  • تحميل رواية دمعات القمر pdf
  • تحميل روايه دمعات القمر
  • روايات دمعات القمر
  • رواية دمعات القمر مكتوبة

السابق
برج شهر 2
التالي
سلم رواتب المعلمين 1438