نقدم لكم رواية
همس الجياد
للكاتبة الرائعة مروة جمال
همس الجياد
للكاتبة الرائعة مروة جمال
الفصل الاول
منذ عامين ……………….سنو وايت ……………..الجميلة النائمة ………….هكذا اطلقوا عليها في المشفى……………..نظر لها احد الاطباء المستجدين
بالمشفى وهمس لزميله بمكر ……………ربما تحتاج لقبلة لتخرج من غفوتها ……………..رمقه الاخر بنظرة حاده ……………..عزيزي
حاول ان تكون ملاكا للرحمة !!!!!!منذ الحادث الاليم وهي على نفس الحال ……………تشعر بهمساتهم …………بكاء
امها ………….حسرة ابيها ولكنها حقا لا تستطيع ………..تابى ان تغادر حلمها الجميل ………….فهذا هو المكان
الوحيد الذي يوجد به حبيبها ……………حبيبي اشتاق اليك ………..صوتك …………..ابتسامتك الساحرة ……………سحقا لتلك الاحلام فهي
تعطيني كل شئ ولا شئ ………….فلمستك الساحرة ليست لها بصمة داخل عالم احلامي …………….نعم كلما
اقتربت منك تتبخر كالسراب ……………….
ايناس ………….ايناس
كان يقف على شاطئ البحر وينادي عليها بصوت مرح ايناس : خلاص الشط كله عرف
اسمي
شريف : وكمان حيعرفوا انك حبيبتي
التفت يداه حول خصرها ليحملها كالاطفال
ايناس : يا مجنون
شريف: كده طيب جبتيه لنفسك
ايناس : حتعمل ايه
شريف : حتشوفي
حملها بقوة و انطلق بها نحو المياه واغرق جسدها وهو يضحك بشدة
بمرح …………..نعم كانت تلك لحظاتي معك يا شريف…………لحظات من المرح …………..مجرد لحظات فلقد تركتني بعد
الزواج بشهر واحد ………….. وهكذا كانت ملامح وجهها تتارجح بين الانبساط والانقباض ……….بسمة ودمعة ………….فهي
غارقة في بحر من الذكريات وترفض العودة للواقع …………..فالواقع لا يوجد به سوى الحقيقة التي
تابى ان تتعايش معها ………………..لقد مات شريف
بجانب الفراش تجلس سيدة باكية ………….ملامحها تنبئ بعمر يفوق عمرها الحقيقي ببضع سنوات ………….يداها المرتعشة
تمسك بمصحف صغير ……….تتمتم بكلمات الرحمن في خشوع وبكاء ………………..كانت تغوص في ذاكرتها وتعود لمنزلها
الدافئ بعيدا عن برودة المشفى التي تحمل روائح الداء والدواء معا …………….فثريا سيدة مصرية تقليدية
…………منزلها هو مملكتها الصغيرة التي طالما احتضنتها وقدستها لابلغ الحدود فمجرد ان تدلف للمنزل تشعر
بالحميمية والدفئ الصادرة من الحوائط ذات اللون القاتم الذي يذكرك بغروب الشمس…………الاثاث العتيق والسجاد الفاخر
…….عبق الروائح المميزة الصادرة من مطبخها منبئة بطعام دافئ تشتم طعمه اللذيذ قبل ان تتذوقه
…………زمت شفتيها وهي تحاول ان تتذكر مملكتها الغالية التي تركتها منذ ايام قابعة بهذا المشفى
هي وابنتها وزوجها تاركة ابنها الاصغر ليعيث في منزلها فسادا …………….اغلقت المصحف وابتسمت بسخرية فهي
تشغل نفسها بالتفكير في المنزل ربما لتنسى ولو للحظات ما حل بابنتها !!!!!تنهدت ثريا في
اسى ثم قالت لزوجها : ايه يا عبد الرحمن الدكتور قالك ايه
عبد الرحمن : بيقول حالة انهيار عصبي
ثريا باكية : منا عارفة بس احنا بقالنا اسبوع دلوقتي وهي مش دريانه بحاجه
عبد الرحمن : واخدة مهدئات كتير
ثريا : يا عيني عليكي يا بنتي ملحقتيش تتهني
عبد الرحمن : خلاص بقه يا ثريا ……………ادعيلها
ثريا : بنتي بتضيع مني يا عبد الرحمن …………………..انا خايفة عليها قوي …………..انا خايفة بعد
الشر تحصله
عبد الرحمن : استغفر الله العظيم يا رب …………يا شيخة حرام عليكي بلاش الفال ده
…………….استهدي بالله كده واقريلها قران
ثريا : ونعم بالله ………..طيب يعني هي حتفضل نايمة كده لامتى
عبد الرحمن : معرفش ……….بس بيقولوا لازم يخففوا جرعات المهدئ لانها كده مش دريانه بحاجه
خالص والدكتور النفسي بعد كده حيساعدها تتقبل اللي حصل ثريا : ايوه الدوا الزفت ده
مخليها زي ما تكون في غيبوبة عبد الرحمن : مضطرين يا ثريا …………انتي نسيتي حالة
بنتك كانت عاملة ازاي بعد ما مات …………..
ثريا : متفكرنيش ……………متفكرنيش ابوس ايدك
عبد الرحمن : لا حول ولا قوة الا بالله ……………..يارب صبرها وصبرنا ……………انا حاروح اصلي
العصر على بال ما الدكتور يجي
ثريا : ادعيلها يا ابو ايمن
عبد الرحمن : بدعيلها في كل وقت ……………..يارب الطف بيها وبينا ………….يا رب
كان عبد الرحمن والد ايناس موظف بالمعاش …………ميسور الحال يعيش بشقة متواضعة بحي العجوزة …………لديه
من الابناء ثلاثة ايناس وايمن ومصطفى …………..الاكبر ايمن تخرج من كلية هندسة وتزوج وسافر منذ
سنوات لاحدى الدول العربية وعصفورته الوسطى ايناس تخرجت منذ اشهر قليلة من كلية الطب البيطري
والاصغر مصطفى طالب بكلية التجارة
ولد حب شريف وايناس منذ عدة سنوات …………عندما قطن شريف بالشقة المقابلة لشقتهم …………شاب من
احد المدن الصغيرة المجاورة للقاهرة ذو خلق دمث وحال ميسور………. استاجر تلك الشقة بعد ان
انتقل للعمل في القاهرة ……………لفتت نظرة تلك الشابة رقيقة الملامح …………خجولة للغاية ………….. اعتاد ان
يراها يوميا في الصباح وهي متوجه للجامعة ……………سلبت لبه واصبحت ملكة احلامه وشغل هو تفكيرها
بابتسامته الساحرة التي اعتاد ان يحييها بها كلما راها ………..قصة حب بدات واستمرت لسنوات وكللت
بالزواج ………….زواج لم يدم سوى شهر واحد لينتهي باسوا خبر ………….نعم صدمته سيارة وانتهت حياته
مع توقف صوت جهاز ضربات القلب بغرفة العناية المركزة ……………لتسقط هي الاخرى بعد حالة شديدة
من الانهيار ………وتبدا رحلة العلاج النفسي في محاولة لتجميع بقايا انسانة
بالمشفى وهمس لزميله بمكر ……………ربما تحتاج لقبلة لتخرج من غفوتها ……………..رمقه الاخر بنظرة حاده ……………..عزيزي
حاول ان تكون ملاكا للرحمة !!!!!!منذ الحادث الاليم وهي على نفس الحال ……………تشعر بهمساتهم …………بكاء
امها ………….حسرة ابيها ولكنها حقا لا تستطيع ………..تابى ان تغادر حلمها الجميل ………….فهذا هو المكان
الوحيد الذي يوجد به حبيبها ……………حبيبي اشتاق اليك ………..صوتك …………..ابتسامتك الساحرة ……………سحقا لتلك الاحلام فهي
تعطيني كل شئ ولا شئ ………….فلمستك الساحرة ليست لها بصمة داخل عالم احلامي …………….نعم كلما
اقتربت منك تتبخر كالسراب ……………….
ايناس ………….ايناس
كان يقف على شاطئ البحر وينادي عليها بصوت مرح ايناس : خلاص الشط كله عرف
اسمي
شريف : وكمان حيعرفوا انك حبيبتي
التفت يداه حول خصرها ليحملها كالاطفال
ايناس : يا مجنون
شريف: كده طيب جبتيه لنفسك
ايناس : حتعمل ايه
شريف : حتشوفي
حملها بقوة و انطلق بها نحو المياه واغرق جسدها وهو يضحك بشدة
بمرح …………..نعم كانت تلك لحظاتي معك يا شريف…………لحظات من المرح …………..مجرد لحظات فلقد تركتني بعد
الزواج بشهر واحد ………….. وهكذا كانت ملامح وجهها تتارجح بين الانبساط والانقباض ……….بسمة ودمعة ………….فهي
غارقة في بحر من الذكريات وترفض العودة للواقع …………..فالواقع لا يوجد به سوى الحقيقة التي
تابى ان تتعايش معها ………………..لقد مات شريف
بجانب الفراش تجلس سيدة باكية ………….ملامحها تنبئ بعمر يفوق عمرها الحقيقي ببضع سنوات ………….يداها المرتعشة
تمسك بمصحف صغير ……….تتمتم بكلمات الرحمن في خشوع وبكاء ………………..كانت تغوص في ذاكرتها وتعود لمنزلها
الدافئ بعيدا عن برودة المشفى التي تحمل روائح الداء والدواء معا …………….فثريا سيدة مصرية تقليدية
…………منزلها هو مملكتها الصغيرة التي طالما احتضنتها وقدستها لابلغ الحدود فمجرد ان تدلف للمنزل تشعر
بالحميمية والدفئ الصادرة من الحوائط ذات اللون القاتم الذي يذكرك بغروب الشمس…………الاثاث العتيق والسجاد الفاخر
…….عبق الروائح المميزة الصادرة من مطبخها منبئة بطعام دافئ تشتم طعمه اللذيذ قبل ان تتذوقه
…………زمت شفتيها وهي تحاول ان تتذكر مملكتها الغالية التي تركتها منذ ايام قابعة بهذا المشفى
هي وابنتها وزوجها تاركة ابنها الاصغر ليعيث في منزلها فسادا …………….اغلقت المصحف وابتسمت بسخرية فهي
تشغل نفسها بالتفكير في المنزل ربما لتنسى ولو للحظات ما حل بابنتها !!!!!تنهدت ثريا في
اسى ثم قالت لزوجها : ايه يا عبد الرحمن الدكتور قالك ايه
عبد الرحمن : بيقول حالة انهيار عصبي
ثريا باكية : منا عارفة بس احنا بقالنا اسبوع دلوقتي وهي مش دريانه بحاجه
عبد الرحمن : واخدة مهدئات كتير
ثريا : يا عيني عليكي يا بنتي ملحقتيش تتهني
عبد الرحمن : خلاص بقه يا ثريا ……………ادعيلها
ثريا : بنتي بتضيع مني يا عبد الرحمن …………………..انا خايفة عليها قوي …………..انا خايفة بعد
الشر تحصله
عبد الرحمن : استغفر الله العظيم يا رب …………يا شيخة حرام عليكي بلاش الفال ده
…………….استهدي بالله كده واقريلها قران
ثريا : ونعم بالله ………..طيب يعني هي حتفضل نايمة كده لامتى
عبد الرحمن : معرفش ……….بس بيقولوا لازم يخففوا جرعات المهدئ لانها كده مش دريانه بحاجه
خالص والدكتور النفسي بعد كده حيساعدها تتقبل اللي حصل ثريا : ايوه الدوا الزفت ده
مخليها زي ما تكون في غيبوبة عبد الرحمن : مضطرين يا ثريا …………انتي نسيتي حالة
بنتك كانت عاملة ازاي بعد ما مات …………..
ثريا : متفكرنيش ……………متفكرنيش ابوس ايدك
عبد الرحمن : لا حول ولا قوة الا بالله ……………..يارب صبرها وصبرنا ……………انا حاروح اصلي
العصر على بال ما الدكتور يجي
ثريا : ادعيلها يا ابو ايمن
عبد الرحمن : بدعيلها في كل وقت ……………..يارب الطف بيها وبينا ………….يا رب
كان عبد الرحمن والد ايناس موظف بالمعاش …………ميسور الحال يعيش بشقة متواضعة بحي العجوزة …………لديه
من الابناء ثلاثة ايناس وايمن ومصطفى …………..الاكبر ايمن تخرج من كلية هندسة وتزوج وسافر منذ
سنوات لاحدى الدول العربية وعصفورته الوسطى ايناس تخرجت منذ اشهر قليلة من كلية الطب البيطري
والاصغر مصطفى طالب بكلية التجارة
ولد حب شريف وايناس منذ عدة سنوات …………عندما قطن شريف بالشقة المقابلة لشقتهم …………شاب من
احد المدن الصغيرة المجاورة للقاهرة ذو خلق دمث وحال ميسور………. استاجر تلك الشقة بعد ان
انتقل للعمل في القاهرة ……………لفتت نظرة تلك الشابة رقيقة الملامح …………خجولة للغاية ………….. اعتاد ان
يراها يوميا في الصباح وهي متوجه للجامعة ……………سلبت لبه واصبحت ملكة احلامه وشغل هو تفكيرها
بابتسامته الساحرة التي اعتاد ان يحييها بها كلما راها ………..قصة حب بدات واستمرت لسنوات وكللت
بالزواج ………….زواج لم يدم سوى شهر واحد لينتهي باسوا خبر ………….نعم صدمته سيارة وانتهت حياته
مع توقف صوت جهاز ضربات القلب بغرفة العناية المركزة ……………لتسقط هي الاخرى بعد حالة شديدة
من الانهيار ………وتبدا رحلة العلاج النفسي في محاولة لتجميع بقايا انسانة