احلى مواضيع جديدة

بحث عن طه حسين doc

بحث عن طه حسين Doc E1B43Dac0Bf6Caeef756E20963Ecdd3F

بحث عن طه حسين Doc 7791

اخترت شخصية طه حسين لانه بالفعل قاهر الظلام.. فما اقسى على الانسان ان يعيش طوال
حياته سجينا للظلام وما اقسى من ان ينحرم حتى من رؤية وجهه فى المراة حقا
لقد قهر طه حسين الظلام وذلك بقوة ارادته وقوة عقيدته وايمانه بالله وبهدفه لذلك يجب
ان يكون مثالا لذوي الاحتياجات الخاصة كي يؤمنوا ان الارادة والايمان بالهدف هما القوة الحقيقية
التي تحفز الانسان على مغالبة اي شكل من اشكال الاعاقة.. وطه حسين هو مثال للاسوياء
ايضا بما حققه ووصل اليه.

اديب و ناقد وروائي مصري كبير لقب بعميد الادب العربي وقد بلغت شهرته الافاق لان
طه حسين فقد البصر فيما كان عمره 3 سنين ومع ذلك استطاع ان يؤلف مئات
الكتب ويقدم للادب العربي المناهج والدروس والمدارس التي سار عليها الكثيرون بعده .. وبالرغم من
فقدانه لبصره في سن مبكرة الا انه واصل تعليمه الى ان حصل على الدكتوراه وبلغ
من المواصل ما بلغ حيث عين عميدا لكلية الاداب، جامعة القاهرة، رئيس مؤقت لجامعة فاروق
الاول، وهو اول مدير لجامعة رية ، قرر مجانية التعليم الثانوي في مصر ، انشا
جامعة عين شمس ، وكان عضوا بالمجمع اللغوي ورئيسه منذ 1963م حتى وفاته ، وهو
مدير دار الكاتب المصري ، كان عضوا في المجلس الاعلى للفنون والاداب والعلوم الاجتماعية ومقرر
للجنة الترجمة به منذ انشائه.

كان طه حسين داعيا قويا الى التجديد وذو احساس وطني مرهف ، عاشقا لمصر ومدركا
لانتمائه للامة العربية ، ومقدرا لانتماء البشر جميعا للانسانية ، وعاش معلما ومحاضرا ويكتب النقد
والوصف والتراجم والادب والمقالة والقصة وهو صاحب مدرسة ومنهج في النقد خاصة ، وفي ادبه
نوافذ على الاداب العالمية وخاصة اليوناني والفرنسي وفي نفس الوقت هو بعيد التاثر بهما .

نال طه حسين الدكتوراه الفخرية في كثير من البلاد الاجنبية منها فرنسا واسبانيا وايطاليا واوسمة
من لبنان وتونس والمغرب. ومن مصر منح قلادة النيل التي لا تمنح الا لرؤساء الدول
، وكان قد حصل على اول جائزة تقديرية في الادب ومنح جائزة الدولة عن كتابه
: على هامش السيرة، وجائزة الاداب، وكان اول من منح جائزة الدولة التقديرية في الاداب،
كما منح ايضا وسام «ليجيون دونير Légion d’honneur» من فرنسا ومنح من هيئة الامم المتحدة
جائزة حقوق الانسان وتلقاها قبل وفاته بيوم واحد.

قام بجمع المخطوطات المصرية من مختلف نواحي العالم وفي ادارة خاصة في الجامعة ونشر عدد
من هذه المخطوطات نشرا علميا كما مهد لقيام المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة ، وعند
قيام هذه المنظمة انهى عمله بالجامعة العربية.

الالتحاق بجامعة الازهر :

بدات رحلته الكبرى عندما غادر القاهرة متوجها الى الازهر طلبا للعلم وهو في قرابة الرابعة
عشر من عمره ، وفي عام 1908 بدات ملامح شخصية طه حسين المتمردة في الظهور
حيث بدا يتبرم بمحاضرات معظم شيوخ الازهر الاتباعيين فاقتصر على حضور بعضها فقط مثل درس
الشيخ بخيت ودروس الادب ولذلك لم يقتصر اهتمامه على تعليم الازهر وحسب فقد اتجه للادب
فحفظ مقالات الحريري وطائفة من خطب الامام ومقامات بديع الزمان الهمزاني واتفق هو والشيخ المرصفي
في بغضهما لشيوخ الازهر وحبهما الراسخ لحرية خالصة واخذ عن المرصفي حبه للنقد وحريته.

كون هو وصاحبيه احمد حسن الزيات ومحمود الزناتي جماعة ذاع نقدها للازهر وفضلوا الكتب القديمة
على الكتب الازهرية ويقراون دواوين الشعر وتتلمذ حينها على يد الامام محمد عبده الذي علمه
التمرد على طرائق الاتباعيين من مشايخ الازهر الى ان انتهى به الحال الى وداع الازهر
ليبدا مرحلة اخرى من حياته فقد تم طرده من الازهر بسبب كثرة انتقاداته ولم يعد
اليها الا بواسطة من احد كبار الشيوخ !

دخول الجامعة المصرية :

في العام ذاته فتحت الجامعة المصرية ابوابها ، فترك الازهر والتحق بها وسمع دروس احمد
زكي (باشا) في الحضارة الاسلامية واحمد كمال (باشا) في الحضارة المصرية القديمة ودروس الجغرافيا والتاريخ
واللغات السامية والفلك والادب والفلسفة على يداساتذة مصريين واجانب فكان دخوله للجامعة المصرية بداية مرحلة
جديدة في تلقي العلوم وتثقيف النفس وتوضيح الرؤية وتحديد الهدف !

انتهى طه حسين فى هذه الفترة من اعداد رسالته للحصول على درجة الدكتوراه ( وكانت
عن ابي العلاء ) ، ونوقشت الرسالة فى الخامس عشر من شهر مايو 1914 ليحصل
بها على اول درجة دكتوراه تمنحها الجامعة المصرية لاحد طلابها والتى احدثت عند طبعها فى
كتاب ضجة هائلة ومواقف متعارضة وصلت الى حد مطالبة احد النواب فى البرلمان بحرمان طه
حسين من درجته الجامعية لانه الف كتابا فيه الكثير من علامات التنوير فقالوا ان ما
فيه كان ( الالحاد والكفر ) علما بانه كان اول كتاب قدم الى الجامعة المصرية
واول رسالة دكتوراه منحتها الجامعة المصرية لاحد طلابها .

لم يكتف طه حسين حينذاك بتدخل سعد زغلول رئيس الجمعية التشريعية بالبرلمان انذاك لاقناع هذا
النائب بالعدول عن مطالبه بل رد على خصومه وقتها بقوة وبشجاعة في ان كل ما
كتبوه عنه لم يجد فيه شيئا يستحق الرد عليه كما وصفهم حينها بانهم يلجاون الى
طرق معوجة فى الفهم ومناهج قديمة فى التفكير !!

دفعه طموحه واجتهاده لاتمام دراساته العليا في باريس ، وبالرغم من اعتراضات مجلس البعثات الكثيرة
، الا انه اعاد تقديم طلبه ثلاث مرات ، ونجح في نهاية المطاف في الحصول
على الموافقة ليرحل نحو تحقيق حلم جديد هو الحصول على الدكتوراه من فرنسا ( بلاد
الخواجات ) .

رحلته الى باريس :

اذا كانت الرحلة الاولى ذات الاثر العميق في حياة طه حسين وفكره وهي انتقاله من
قريته المنسية في صعيد مصر الى القاهرة … فان الرحلة الاخرى الاكثر تاثيرا وكانت الى
فرنسا في عام 1914 حيث التحق هناك بجامعة ( مونبلييه ) لكي يبعد عن باريس
احد ميادين الحرب العالمية الاولى في ذلك الوقت … وهناك في مونبلييه درس اللغة الفرنسية
وعلم النفس والادب والتاريخ ولاسباب مالية اعادت الجامعة المصرية مبعوثيها في العام التالي 1915 ولكن
في نهاية العام عاد طه حسين الى بعثته ولكن الى باريس هذه المرة حيث التحق
بكلية الاداب بجامعة باريس وتلقى دروسه في التاريخ ثم في الاجتماع حيث اعد رسالة اخرى
على يد عالم الاجتماع الشهير “اميل دوركايم” وكانت عن موضوع “الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون”
حيث اكملها مع “بوجليه” بعد وفاة دوركايم وناقشها وحصل بها على درجة الدكتوراه في عام
1919م ثم حصل في العام ذاته على دبلوم الدراسات العليا في اللغة اللاتينية .

قصته مع سوزان شريكة حياته :

تعرف الدكتور طه حسين على السيدة سوزان عندما كانت تقرا مقطعا من شعر رايسين فاحب
نغمات صوتها وعشق طريقة القائها وتعلق قلبه بهذا الطائر الاجنبي الذى حط فى في اعشاش
قلبه الحزينة متذكرا قول بشار بن برد والاذن تعشق قبل العين احيانا ..

لقد كان حب عميد الادب العربى لهذه الفتاة الفرنسية بمثابة التزاوج الروحى بين ضفتى المتوسط
ومحاكاة حضارة الشرق مع الغرب ، كما اشار الى هذا الحب الكاتب الفرنسى الكبير روبيرت
لاندرى حيث قال وذات يوم بينما طه حسين فى مقعده فى قاعة المحاضرات فى جامعة
السوربون سمع صوتا جميلا يرن فى اذنيه صوت صبيه حنون تقول له بعذوبة : انى
استطيع ان اساعدك فى استذكار الدروس، وكانت صاحبة الصوت ما هي الا ( سوزان )
الطالبة الفرنسية المنحدرة من عائلة كاثوليكية وقد ظلت مترددة فترة طويلة قبل ان توافق على
الزواج من طه حسين الرجل المسلم، وذلك بعد ان استطاع احد اعمامها ان يقنعها وكان
ذلك العم قسيسا وقد قال لها : مع هذا الرجل يمكن ان تثقى بانه سيظل
معك الى الابد وسوف تسعدى ابدا « فتزوجته فى التاسع من اغسطس1917 وفعلا ربما تعيش
المراة مع رجل اعمى احبها بقلبه قبل ان يراها بعينيه اجمل واسعد ايامها بدلا من
ان تتزوج رجل لديه عينين يرى بهما كل نساء الدنيا فيهفو قلبه لتلك وتتعلق روحه
باخرى .. فكيف وهي تتزوج من دكتور واديب ورجل لديه الاصرار على قهر الاعاقة التي
ولدت لتكون سببا في دخوله التاريخ الادبي من اوسع ابوابه !

ولان السيدة سوزان كان لها الاثر العظيم فى حياته بعد ذلك ، فقد قال الدكتور
طه حسين عن يوم لقائه بها ( كانه تلك الشمس التى اقبلت فى ذلك اليوم
من ايام الربيع فجلت عن المدينة ما كان قد اطبق عليها من ذلك السحاب الذى
كان بعضه يركب بعضا والذى كان يعصف ويقصف حتى ملا المدينة او كاد يملؤها اشفاقا
وروعا واذ المدينة تصبح كلها اشراقا ونورا ) .

هذا الشاب الذي جاء من قريته فقيرا، كان يتناثر الاكل على ملابسه عندما ياكل، وكان
هندامه يعرف كيف يعتني به، فجاءت سوزان التي غيرت حياته كاملة، واصبح ممتنا لها، حتى
عندما كانت نائمة اشار اليها وقال لابنته : ان هذه المراة جعلت من ابيك انسانا
اخر!

وتقول سوزان في كتابها بان طه حسين كان يعاني من نوبات كابة، فعندما تاتي هذه
النوبات، ينعزل ولا يقابل احدا، ولا يتكلم ولا ياكل، وكانت زوجته تعرف بحكم معرفتها من
بلدها بان هذا يسمى اكتئابا، لكنها خشيت من طه ان يعالج من هذا الاكتئاب حتى
لا تجرحه، حيث كان شديد الحساسية بسبب اعاقته البصرية، فيلم ترد ان تزيد الامر عليه.
كانت تقول بان نوبات الاكتئاب، او كما كانت تسميها بانه سيقط في بئر عميق لا
يستطيع احدا الوصول اليه.. اذا يتعزل العالم، ولا يعود يرغب في اي شيء مهما كان،
حتى ابنائه رغم حبه الجارف لهم كان يتجنبهم ويعيش عزلة تامة، منقطعا عن كل ما
حوله. وتقول زوجته بان لو كان هناك شيء يساعده على ان يتخلص من هذه النوبات
فلا شك بان انتاجه سوف يكون افضل واكثر !

عودته الى مصر والازمات في انتظاره :

في عام 1919 عاد طه حسين الى مصر فعين استاذا للتاريخ اليوناني والروماني واستمر كذلك
حتى عام 1925 حيث تحولت الجامعة المصرية في ذلك العام الى جامعة حكومية وعين طه
حسين استاذا لتاريخ الادب العربى بكلية الاداب .

رغم تمرده على الكثير من اراء اساتذته الا ان معركة طه حسين الاولى والكبرى من
اجل التنوير واحترام العقل تفجرت في عام 1926 عندما اصدر كتابه “في الشعر الجاهلي” الذي
احدث ضجة هائلة بدات سياسية قبل ان تكون ادبية ، كما رفعت دعوى قضائية ضد
طه حسين فامرت النيابة بسحب الكتاب من منافذ البيع واوقفت توزيعه… ونشبت معارك حامية الوطيس
على صفحات الصحف بين مؤيدين ومعارضين لهذا الكتاب.

وفي عام 1928 وقبل ان تهدا ضجة كتاب الشعر الجاهلي بشكل نهائي تفجرت الضجة الثانية
بتعيينه عميدا لكلية الاداب الامر الذي اثار ازمة سياسية اخرى انتهت بالاتفاق مع طه حسين
على الاستقالة فاشترط ان يعين اولا .. وبالفعل عين ليوم واحد ثم قدم الاستقالة في
المساء واعيد “ميشو” الفرنسي عميدا لكلية الاداب، ولكن مع انتهاء عمادة ميشو عام 1930 اختارت
الكلية طه حسين عميدا لها ووافق على ذلك وزير المعارف الذي لم يستمر في منصبه
سوى يومين بعد هذه الموافقة وطلب منه الاستقالة.

وفي عام 1932 حدثت الازمة الكبرى في مجرى حياة طه حسين… ففي شباط 1932 كانت
الحكومة ترغب في منح الدكتوراه الفخرية من كلية الاداب لبعض السياسيين… فرفض طه حسين حفاظا
على مكانة الدرجة العلمية، مما اضطر الحكومة الى اللجوء لكلية الحقوق …

وردا على ذلك قرر وزير المعارف نقل طه حسين الى ديوان الوزارة فرفض العمل وتابع
الحملة في الصحف والجامعة كما رفض تسوية الازمة الا بعد اعادته الى عمله وتدخل رئيس
الوزراء فاحاله الى التقاعد في 29 اذار 1932 فلزم بيته ومارس الكتابة في بعض الصحف
الى ان اشترى امتياز جريدة “الوادي” وتولى الاشراف على تحريرها، ثم عاد الى الجامعة في
نهاية عام 1934 وبعدها بعامين عاد عميدا لكلية الاداب واستمر حتى عام 1939 عندما انتدب
مراقبا للثقافة في وزارة المعارف حتى عام .1942

ولان حياته الوظيفية كانت دائما جزءا من الحياة السياسية في مصر صعودا وهبوطا فقد كان
تسلم حزب الوفد للحكم في 4 شباط 1942 ايذانا بتغير اخر في حياته الوظيفية حيث
انتدبه نجيب الهلالي وزير المعارف انذاك مستشارا فنيا له ثم مديرا لجامعة الاسكندرية حتى احيل
على التقاعد في 16 تشرين الاول 1944 واستمر كذلك حتى 13 حزيران 1950 عندما عين
لاول مرة وزيرا للمعارف في الحكومة الوفدية التي استمرت حتى 26 حزيران 1952 وهو يوم
احراق القاهرة حيث تم حل الحكومة.

وكانت تلك اخر المهام الحكومية التي تولاها طه حسين حيث انصرف بعد ذلك وحتى وفاته
الى الانتاج الفكري والنشاط في العديد من المجامع العلمية التي كان عضوا بها داخل مصر
وخارجها ، وظل طه حسين على جذريته بعد ان انصرف الى الانتاج الفكري, وظل يكتب
في عهد الثورة المصرية, الى ان توفي عبد الناصر, وقامت حرب اكتوبر التي توفي بعد
قيامها في 28 اكتوبر من عام 1973 .

رائعة الايام :

ان تحفة (الايام) التي صاغ فصولها كتابة وحقيقة الدكتور طه حسين لها اثر ابداعي من
اثار العواصف التي اثارها كتابه (في الشعر الجاهلي), فقد بدا في كتابتها بعد حوالي عام
من بداية العاصفة, كما لو كان يستعين على الحاضر بالماضي الذي يدفع الى المستقبل ،
ويبدو ان حدة الهجوم عليه دفعته الى استبطان حياة الصبا القاسية, ووضعها موضع المساءلة, ليستمد
من معجزته الخاصة التي قاوم بها العمى والجهل في الماضي القدرة على مواجهة عواصف الحاضر.

وقد نشر عميد الادب العربي طه حسين الجزء الاول من الايام في مقالات متتالية في
اعداد الهلال عام 1926 ، وهو يعد من نتاج ذات المرحلة التي كتب خلالها (
في الشعر الجاهلي ) وتميزت هذه الفترة من حياة الاديب الكبير – رحمه الله –
بسخطه الواضح على تقاليد مجتمعه وعادات ابناء وطنه فكان انتاج الايام سيرة ذاتية تعبر عن
سخط كاتبها بواقعه الاجتماعي ، خاصة بعد ان عرف الحياة في مجتمع غربي متطور بينما
كان انتماء طه حسين للريف المصري، وكان لمروره بحياة قاسية في وسط تسوده الخرافة والاساطير
والتقاليد والتي كانت سببا في افقاده بصره، بالاضافة الى سلطة المؤسسات التقليدية (الكتاب، الازهر)، فكانت
كل هذه العوامل ولدت في نفسه شعورا بالمرارة واحساسا عميقا بالتخلف واصرارا اكبر على الدعوة
الى التجديد والتطوير وعدم التقليد والاتباع الخاطىء الذي لا يوجد الا في عقول وقلوب الضعفاء
والجهلة من الناس !

ويقول احد الكتاب في وصف الايام : كانت (الايام) طرازا فريدا من السيرة التي تستجلي
بها الانا حياتها في الماضي لتستقطر منها ما تقاوم به تحديات الحاضر, حالمة بالمستقبل الواعد
الذي يخلو من عقبات الماضي وتحديات الحاضر على السواء. والعلاقة بين الماضي المستعاد في هذه
السيرة الذاتية والحاضر الذي يحدد اتجاه فعل الاستعادة اشبه بالعلاقة بين الاصل والمراة, الاصل الذي
هو حاضر متوتر يبحث عن توازنه بتذكر ماضيه, فيستدعيه الى وعي الكتابة كي يتطلع فيه
كما تتطلع الذات الى نفسها في مراة, باحثة عن لحظة من لحظات اكتمال المعرفية الذاتية
التي تستعيد بها توازنها في الحاضر الذي اضر بها .. ونتيجة ذلك الغوص عميقا في
ماضي الذات بما يجعل الخاص سبيلا الى العام, والذاتي طريقا الى الانساني, والمحلي وجها اخر
من العالمي, فالابداع الاصيل في (الايام) ينطوي على معنى الامثولة الذاتية التي تتحول الى مثال
حي لقدرة الانسان على صنع المعجزة التي تحرره من قيود الضرورة والتخلف والجهل والظلم, بحثا
عن افق واعد من الحرية والتقدم والعلم والعدل. وهي القيم التي تجسدها (الايام) ابداعا خالصا
في لغة تتميز بثرائها الاسلوبي النادر الذي جعل منها علامة فريدة من علامات الادب العربي
الحديث.

في الشعر الجاهلي

في عام 1926 الف طه حسين كتابه المثير للجدل “في الشعر الجاهلي” وعمل فيه بمبدا
ديكارت وخلص في استنتاجاته وتحليلاته ان الشعر الجاهلي منحول، وانه كتب بعد الاسلام ونسب للشعراء
الجاهليين. تصدى له العديد من علماء الفلسفة واللغة ومنهم: مصطفى صادق الرافعي والخضر حسين ومحمد
لطفي جمعة والشيخ محمد الخضري وغيرهم. كما قاضى عدد من علماء الازهر طه حسين الا
ان المحكمة براته لعدم ثبوت ان رايه قصد به الاساءة المتعمدة للدين او للقران. فعدل
اسم كتابه الى “في الادب الجاهلي” وحذف منه المقاطع الاربعة التي اخذت عليه

بعض مؤلفات طه حسين :
ترك طه حسين حين غادر هذه الحياة اكثر من ثلاثمائة وثمانين كتابا من الكتب القيمة
ونذكر لكم بعض مؤلفات طه حسين : الايام ، الوعد الحق ، المعذبون في الارض
، في الشعر الجاهلي ، كلمات ، نقد واصلاح ، من الادب التمثيلي اليوناني ،
طه حسين والمغرب العربي ، دعاء الكروان ، حديث الاربعاء ، صوت ابي العلاء ،
من بعيد ، على هامش السيرة ، في الصيف ، ذكرى ابي العلاء ، فلسفة
ابن خلدون الاجتماعية ، الديمقراطية

من مؤلفاته

الفتنة الكبرى عثمان.
الفتنة الكبرى علي وبنوه.
في الشعر الجاهلي.
الايام.
دعاء الكروان.
شجرة البؤس.
المعذبون في الارض.
على هامش السيرة.
حديث الاربعاء.
من حديث الشعر والنثر.
مستقبل الثقافة في مصر.
اديب
مراة الاسلام
الشيخان
الوعد الحق
جنة الشوك
مع ابي العلاء في سجنه
في تجديد ذكرى ابي العلاء
في مراة الصحفي

مناصب وجوائز

اضطلع طه حسين خلال تلك الحقبة, وفي السنوات التي اعقبتها بمسؤوليات مختلفة, وحاز مناصب وجوائز
شتى, منها تمثيلة مصر في مؤتمر الحضارة المسيحية الاسلامية في مدينة فلورنسا بايطاليا, سنة 1960،
وانتخابه عضوا في المجلس الهندي المصري الثقافي, والاشراف على معهد الدراسات العربية العليا، واختياره عضوا
محكما في الهيئة الادبية الطليانية والسويسرية, وهي هيئة عالمية على غرار الهيئة السويدية التي تمنح
جائزة بوزان. ولقد رشحته الحكومة المصرية لنيل جائزة نوبل، وفي سنة 1964 منحته جامعة الجزائر
الدكتوراة الفخرية, ومثلها فعلت جامعة بالرمو بصقلية الايطالية, سنة 1965. وفي السنة نفسها ظفر طه
حسين بقلادة النيل, اضافة الى رئاسة مجمع اللغة العربية, وفي عام 1968 منحته جامعة مدريد
شهادة الدكتوراة الفخرية، وفي سنة 1971 راس مجلس اتحاد المجامع اللغوية في العالم العربي, ورشح
من جديد لنيل جائزة نوبل، واقامت منظمة الاونسكو الدولية في اورغواي حفلا تكريميا ادبيا قل
نظيره.و ايضا كان وزيرا للتربية والتعليم في مصر.

اقواله

“ان نسير سيرة الاوروبيين ونسلك طريقهم، لنكون لهم اندادا، ولنكون لهم شركاء في الحضارة، خيرها
وشرها، حلوها ومرها، وما يحب منها وما يكره، وما يحمد منها وما يعاب” (مستقبل الثقافة
في مصر، ص 41).

وفاته وقصة ارتداده الدينى

توفى طه حسين يوم الاحد 28 اكتوبر 1973م.

في الشهور الاخيرة من حياة عميد الادب العربى طه حسين قام بكتابة انتقادات شديدة للاسلام
ولبعض الافكار الاسلامية من خلال كتاباته التى صودرت فيما بعد مما ادى الي ان بعض
علماء المسلمين قاموا بتكفيره وقالوا انه اتجه في طريق الالحاد الفكرى حتى لقبوه بعميد الالحاد
العربى واستمر طه حسين في الكتابة حتى اخر يوم في حياته وافصحت زوجته الفرنسية ان
طه حسين ترك الاسلام واعتنق الديانة المسيحية قبل وفاته بعدة شهور ومن اشهر مؤلفاته التى
كان يهاجم عليها هى قصيدة كنت اعبد شيطان
قال عنه عباس محمود العقاد انه رجل جريء العقل مفطور على المناجزة، والتحدي فاستطاع بذلك
نقل الحراك الثقافي بين القديم، والحديث من دائرته الضيقة التي كان عليها الى مستوى اوسع
وارحب بكثير.
وقال عنه الدكتور ابراهيم مدكور “اعتد تجربة الراي وتحكيم العقل، استنكر التسليم المطلق، ودعا الى
البحث، والتحري، بل الى الشك والمعارضة، وادخل المنهج النقدي في ميادين لم يكن مسلما من
قبل ان يطبق فيها. ادخل في الكتابة والتعبير لونا عذبا من الاداء الفني حاكاه فيه
كثير من الكتاب واضحى عميد الادب العربي بغير منازع في العالم العربي جميعه”. انتج له
عملا باسم مسلسل الايام قام بدور البطولة احمد زكي

القصيدة التى تدل على ارتداده الدينى

كنت اظن انك المضل وانك تهدي من تشاء
الضار المقيت المذل عن صلف وعن كبرياء
جبار الباس تكن للناس مكرا ودهاء
تقطع ايادي السارقين وترجم اجساد النساء
تقيم بالسيف عدلا فعدلك في سفك الدماء
فيا خالق القاتلين قل لي اين هو اله الضعفاء
لوكنت خالق الكل ما حرمت بعضهم البقاء
وما عساك من القتل تجني غير الهدم والفناء
فهل كنت اعبد جزارا يسحق اكباد الابرياء ؟
ام كنت اعبد شيطانا ارسل الينا بخاتم الانبياء
حسبت الجنه للمجاهدين سيسكن فيها الاقوياء
تمر وعنب وتين وانهار خمر للاتقياء
خير ملاذ لجائعين عاشوا في قلب الصحراء
واسرة من ياقوت ثمين وحور تصدح بالغناء
نحن عاشقات المؤمنين جئنا ولبينا النداء
جزاكم الله بنا فانظروا كيف احسن الله الجزاء
هل جنتك كفاح وصياح وايلاج دون انثناء
تجدد الحور الثيب بكرا وانت من تقوم بالرفاء
هل كنت اعبد قوادا يلهو في عقول الاغبياء
ام كنت اعبد شيطانا ارسل الينا بخاتم الانبي

 

  • بحث عن طه حسين doc
  • بحث عن طه حسين
السابق
صور مكة 2024
التالي
اجهزة قياس درجة الحرارة