رجال خالدون

رجال خالدون bf9104dbea827eb0d240e84a8487f8ad

رجال خالدون 13c41a0c8b6fe497a9c4359ea8d0abe7

رجال خالدون ece57f62937a97415b2c7bdd10649e42

ما علم الله عز و جل من الصديق ايمانا عميقا فقلبه،
ويقينا صادقا فعقله،
وعملا صالحا فكل جوارحه.
لما راي منه حبا جارفا لرسول الله صلى الله عليه و سلم قاد الى تصديق كامل،
واتباع دقيق،
ولما اطلع على قلبة فوجدة رقيقا حانيا عطوفا،
ووجد خلقة حسنا رفيعا عاليا،
ولما علم منه سبقا الى الخيرات،
ومسارعه الى الحسنات و حسما و عزما فكل امور حياته،
ولما راي منه عطاء بعدها عطاء .
.
لما راي منه جميع هذا و غيره،
انعم عليه بنعمه عظيمه و هبه جليلة،
انعم عليه بنعمه الثبات على جميع ما سبق من خير،
الثبات على الايمان،
وعلي الاسلام،
الثبات على الطاعه و حسن الخلق،
الثبات على العطاء،
الثبات امام الفتن،
كل الفتن صغار كانت او كبيرة،
دقيقه كانت ام عظيمة،
خفيه كانت ام ظاهرة.
والثبات شيء صعب و عسير،
الانسان ربما ينشط ففتره من الفترات،
ولكنة سرعان ما يفتر،
قد يقوي فزمان،
لكنة يضعف فازمان،
روى
الامام احمدعنعبد الله بن عمرو بن العاصان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:
ان لكل عمل شرة،
ولكل شره فترة،
فمن كانت فترتة الى سنتى فقد افلح،
ومن كانت فترتة الى غير ذلك،
فقد هلك
“.
ولكن العجيب فحياة الصديق رضى الله عنه ان تري ثباتا فكل الفضائل،
وفى جميع المواقف منذ اسلم،
وحتي ما ت،
مهما تغيرت الظروف و الاحوال،
والثبات فعلا شيء عسير،
الدنيا من طبيعتها التقلب،
من النادر ان تجد بها شيئا ثابتا،
كما قالوا قديما: دوام الحال من المحال،
يقول سبحانه:
{يقلب الله الليل و النهار ان فذلك لعبره لاولى الابصار}[النور:44]،وفى موضع احدث يقول:{وتلك الايام نداولها بين الناس}[ال عمران:140].
ويقول فموضع ثالث:
{يا ايها الناس ان كنتم فريب من البعث فانا خلقناكم من تراب بعدها من نطفه بعدها من علقه بعدها من مضغه مخلقه و غير مخلقه لنبين لكم و نقر فالارحام ما نشاء الى اجل مسمي بعدها نخرجكم طفلا بعدها لتبلغوا اشدكم و منكم من يتوفي و منكم من يرد الى ارذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا و تري الارض هامدة فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت و ربت و انبتت من جميع زوج بهيج}[الحج:5].
هكذا الانسان دائما فتقلب،
والارض ايضا دائما فتقلب،
والقلب كذلك كذلك،
عديد التقلب،
بل قيل: ان القلب سمى قلبا؛
لانة سريع التقلب.
روي الترمذى عن انس رضى الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكثر ان يقول:
يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.
فقلت: يا رسول الله،
امنا بك،
وبما جئت به،
فهل تخاف علينا؟
قال: نعم،
ان القلوب بين اصبعين من اصابع الله،
يقلبها كيف يشاء
.
وفى روايه لمسلم عنعبد الله بن عمرو بن العاص،
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:
ان قلوب بنى ادم كلها بين اصبعين من اصابع الرحمن،
كقلب واحد يصرفة حيث يشاء
.ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:يا مصرف القلوب،
صرف قلوبنا على طاعتك
“.
يزداد الامر صعوبه على القلب بتغير الظروف من حوله،
فقلب ربما يثبت على حالة من الغنى،
فاذا افتقر الانسان فتن،
وقلب ربما يثبت على حالة من الفقر،
فاذا اغتني الانسان فتن،
قد يثبت فبلد،
ويفتن فاخر،
قد يثبت فعمل،
ويفتن فاخر،
قد يثبت فسن،
ويفتن فسن اخر،
بل ربما يثبت فنهار،
ويفتن فليل،
بل ربما يثبت لحظة،
ويفتن فلحظه تالية،
والانسان فهذه الدنيا ليس متروكا فحاله،
عديد من الاعداء تناوشة و تهاجمه،
الشيطان لا يهدا و لا يستكين،
قال تعالى:
{ثم لاتينهم من بين ايديهم و من خلفهم و عن ايمانهم و عن شمائلهم و لا تجد اكثرهم شاكرين}[الاعراف:17].فالدنيا مجموعة متراكمه من الفتن،
ولهذا قال تعالى:
{يا ايها الناس ان و عد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا و لا يغرنكم بالله الغرور}[فاطر:5].

 

  • ر جال خالدو ن


رجال خالدون